العدد 2686 - الثلثاء 12 يناير 2010م الموافق 26 محرم 1431هـ

خمسينكم لا تكفي... هل من مزيد؟

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أيها المصلحون ضاق بنا العيش ولم تحسنوا عليه القياما

وغدا القوت كالياقوت حتى نوى الفقير الصياما!

للشاعر الراحل حافظ إبراهيم

يقولون كل شيء إلى ارتفاع، فالأسعار جائرة والجيوب حائرة، وأصبحت مقولة ماذا أشتري، وبكم؟ هي سيدة الموقف في السوق.

لم يعد مناسبا تجاهل الحديث حول علاوة الغلاء، خصوصا بعد موجة الغلاء الحالية، وبعد الحديث عن احتمالية رفع الحكومة لسعر البنزين، مع توقيف دعمها عن المواد التموينية الأساسية، وبالتالي أصبح المجتمع البحريني قاب قوسين أو ادنى من موجة غلاء أشبه ما تكون بتسونامي الأسعار.

الغلاء شر كله ومأساة تهدد كيان الأسرة، إذ أصبحت غالبية الأسر البحرينية محدودة الدخل تعيش واقعا اقتصاديا صعبا كاد يخنقها، ويقضي على أواصر علاقتها، مخلفا وراءه مشكلات لا طائل لها ولا مدد، وذلك بسبب تزايد في ارتفاع الأسعار يقابله ثبات في الرواتب والأجور، مما يعني أن الأسر البحرينية باتت تغير في قائمة أولياتها من المصروفات والمتطلبات اليومية، فلم تعد القائمة كما هي، بل تم جدولتها وحذف ما يمكن الاستغناء عنه وبالتالي أصبح الوضع الاجتماعي والاقتصادي لكثير من الأسر مترديا، إضافة إلى إمكانية حدوث هزات داخل الأسرة بسبب زيادة الأعباء المفروضة على الوالدين من جانب وعدم القدرة على تلبيتها من جانب آخر، مما يؤدي إلى خلق مزيد من الضغوطات اليومية ومعها يتولد دوامة التفكير والشعور بالإحباط وعدم الرضا، مما يدفع احد الوالدين إلى التفكير في الهروب من هذا الواقع المر.

تقول إحدى ربات البيوت «كلما شكوت لزوجي ما أنا فيه، وأن المصروف لا يكفي - يضرب كفا بكف، ويقول: ما باليد حيلة، فأكتم غيظي، وأسكت وأقول: ربنا يدبرها «. وأخرى تقول «إذا تأخرنا في طلبات الأبناء أو تعللنا بالغلاء، وضيق الميزانية، فإنهم يتهموننا بالتقصير في حقهم، وهذا يكسر قلبي».

الغلاء أصبح عالميا، لذا نرى المسئولين الحكوميين وبعضا من الإعلاميين يرددون أن الغلاء لا دين له فهو عالمي متأثر بالاقتصاد الدولي، وعلى المواطن التأقلم مع هذه الموجة الآتية، ولا محالة بان يعيش وفقا لمدخوله، بينما يرى المثقفون أن غلاء الأسعار هو نتيجة لسلبية من المواطن وتسيب من الحكومة وجشع من التجار... ونصيحتهم للبسطاء: تكاتفوا لمقاطعة السلع الغالية.

في البحرين عندما بدأ الغلاء، تضافرت جهود السلطة التشريعية والتنفيذية لإصدار قانون لسنة 2009م، بشأن تخصيص 100 مليون دينار في الموازنة العامة للدولة للسنتين الماليتين 2009 و2010 م، لدعم الأسر محدودة الدخل بصرف ما يعرف <>علاوة الغلاء>> بواقع 50 دينارا لكل أسرة بحرينية يبلغ دخل عائلها 700 دينار أو أقل سواء كان العائل ذكرا أو أنثى، على أن يعتمد في ذلك تعريف الأسرة الوارد في القانون رقم (18) لسنة 2006 بشأن الضمان الاجتماعي، لذا استفاد منها أكثر من 75 ألف أسرة.

اليوم، الخمسون دينارا لم تعد كافية، بل أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع. ولم يعد بالمقدور حسبانها علاوة ضد هذا الغلاء المتزايد.

لقد آن الأوان لزيادة هذه العلاوة واعتماد بطاقات تموينية لمن لا يكفيه سداد مصاريف معيشته، حتى لا يجر بنا الحال إلى العيش في واقع لا يرتضينا، إذ أخشى ما أخشاه أن نكون مثل مصر، إذ ارتفع فيها عدد المرضى النفسيين إلى مليونيين بسبب الغلاء، أو الأردن فقد برزت ظاهرة تأخر الزواج بشكل كبير، إذ أشارت إحدى الدراسات إلى أن نحو 96 الف فتاة تجاوزن سن 30 عاما ولم يسبق لهن الزواج بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة.

فهل ننتظر أن يأتي بنا الزمن لتعيش البحرين مثل هذه الأحوال؟

فخمسينكم باتت لا تكفي، فهل من حلول؟

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 2686 - الثلثاء 12 يناير 2010م الموافق 26 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 5:07 ص

      علاوة ذل

      خمسين دينار ما تكفي الحين مصروف ولد يدرس بالجامعة!! مو بعد اب يعيل عائلة!!
      وفوق هذا يذلونا عليها!!
      ومع رفع الدعم شكلنا بنعدم سياراتنا الجديدة بالـ"جيد".. راح الدلع!!

    • زائر 8 | 12:52 ص

      النجدة

      بسم الله الرحمن الرحيم
      والصلاة على المصطفى محمد وآله
      الغلاء هو كالغول او الاسد الجوعان يفتك بفريسته
      هذا هو الغلاء والخمسين تصرف فى دقايق
      والمحلات تريد للشهر صفر اضافة الى الخمسين
      الله يساعد الجميع

    • زائر 7 | 6:53 ص

      أنا تعبان

      والله من زمان أبي أتزوج ومو قادر.... ويش حالتنا والله العظيم بنموت يا حكومة بنموت!!!!!! وين التطوير؟؟ وين جوائز التنمية الحضرية؟؟ وين دعم المواطن ومصلحته؟؟ ليش هالتضييق؟؟؟؟

    • زائر 6 | 6:32 ص

      50وببركتهم

      هل عندك علم يا رمله اننا فى غابه نعم ف غابه والظباع تنهش فينا وبين فتره واخرى يزداد التضييق علينا.. ولولا المجنسين لما حصلنا على 50

    • زائر 5 | 5:17 ص

      خسرنا وخسرنا

      خسرنا البرلمان الذي طالبنا به بعد ردحا من الزمن وخشرنا دورة الخليج وخسرنا التأهل الى كأس العالم وخسرنا مشروع نورانا والمدينة الشمالية وخسرنا مطالبتنا بعدم اعطاء الجنسية الى كل من هب ودب وخسارنا وخسارنا ,, هالمرة من راح نرد الخمسين دينار فنحن أحوج بها ونطالب يزيادتها ان امكن وكثر الله خيرهم .

    • زائر 4 | 4:44 ص

      لين دخلتين المجلس السنة الجاية طالبي لينا

      منشوف لين دخلتين المجلس شنو بتسوين هل بطالبين لينا بالزيادة لو بتكتفين بالتقاعد واحنا لينا رب يحمينا من جشع التجار والهوامير وبرستيجات الوطنين الالين كل واحد رز روحه فوق الكرسى نسي امه واهله - ارجوا النشر ان كانت عندكم مصداقية للجريدة وتحترمون ارءنا

    • فيلسوف | 1:37 ص

      ياخذون ويعطون

      من المستفيد ياخذون منك ويعطونك من اللي اخذو منك من راح يستفيد
      كل الشكر والتقدير الى الكاتبة رملة على العمود

    • زائر 3 | 1:26 ص

      ِشكرا ً

      رملة عبد الحميد , شكرا ً لك ِ فعلا ً لهذا المقال الذي يعكس الرسالة الحقة للصحافي النزيه , حتى وإن لم تغير الكلمة مجريات الأحداث .

      "لسلبية من المواطن وتسيب من الحكومة وجشع من التجار... ونصيحتهم للبسطاء: تكاتفوا لمقاطعة السلع الغالية."
      شكرا ً لك ِ يا حكومة هذا ما تعودناه منك ِ ولا نتوقع منك ِ اكثر ,
      تزودوا يا تجار واجمعوها لآخرتكم إن نفعتكم,
      ( تكاتفوا أيها البسطاء )

    • زائر 2 | 12:57 ص

      اسمعتي لو ناديتي حياً

      أختي الكريمة اسمحي لي بالقول بأنك تأذنين في خرابة

    • زائر 1 | 11:11 م

      !

      لآ تسمن ولآ تغني من جووع

اقرأ ايضاً