العدد 2685 - الإثنين 11 يناير 2010م الموافق 25 محرم 1431هـ

الكريكيت وجون ورمزي

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

البحرين أصبحت بلادا للغرائب والعجائب، لأننا في كل يوم قد نفاجأ بخبر غريب وعجيب يجعل الجميع مدهوشا، لأن ما يحدث بات يفوق خيال الإنسان، ويفوق قدرتنا على تصور الحوادث أو ملاحقة التطورات، فبين ليلة وضحاها بتنا نمتلك منتخبا للكريكيت واتحادا كذلك!

نعم منتخب كريكيت في البحرين والتي لا يعرف شعبها شيئا عن هذه اللعبة بل إن كثيرا منهم ربما يسمعون عنها للمرة الأولى، هذه كانت آخر الأخبار التي أتحفنا بها في الأيام الماضية بأن هناك منتخبا ويشارك في بطولات خارجية ولاعبوه يصرحون للصحف الأجنبية وليس المحلية طبعا.

المشكلة ألا أحد من المسئولين الرياضيين في البحرين يتحدث عن مثل هذا المنتخب حتى نكتشفه من الخارج، لأنه لا فائدة من نشر مثل هذه الأخبار في الصحف المحلية كون لا أحد يهتم بها إلا للفكاهة أو التندر للحال التي وصلت إليها رياضتنا المحلية.

فلا يعقل أن يكون هناك بحريني يلعب لعبة الكريكيت التي تشتهر بها بعض الدول في شرق القارة الآسيوية إن لم تكن تقتصر على الهند وباكستان حسب اعتقادي كوني لا أعلم إلا النزر اليسير عن هذه اللعبة الغريبة، وبالتالي فإن جل منتخب البحرين الذي يمثل الوطن في لعبة الكريكيت مكون من لاعبين يملكون جنسية مؤقتة أو حصلوا على الجنسية حديثا.

حقيقة لا أعرف الطريقة التي يفكر بها بعض المسئولين عن الرياضة في مملكة البحرين، لأن الهدف من هذا المنتخب ومن المجنسين فيه إن كان تحقيق البطولات فهي بعيدة المنال لأنه لا بطولات عالمية في هذه اللعبة وإن وجدت فهي حكر على أسيادها، ومن يلعبون باسمنا لا يعدون كونهم لاعبين هواة ليس لهم علاقة بعمالقة هذه اللعبة عدا كونهم يعودون إلى نفس الجذور!

ما الداعي لأن نشكل اتحادا ونصرف آلاف الدنانير على لعبة لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وليس لها أي مردود يذكر لا إعلامي ولا رياضي، كما أن الهدف من إنشاء الاتحادات الرياضية والمؤسسات الداعمة لها هو خدمة شباب هذا الوطن ورعايته وتوفير البيئة المناسبة له للعطاء والتطور، لأن الرياضة ليست منافسة فقط وإنما هي بناء قيمي وأخلاقي لها دور اجتماعي في حفظ الشباب وإبعادهم عن المنزلقات التي تخسر الوطن كثيرا ماديا وقيميا.

فضيحة الكريكيت الجديدة والتصريحات التي يخرج بها المفترض فيهم أن يمثلونا في هذه اللعبة هي نقطة في فيض عدة فضائح طالت سياسة التجنيس الرياضي التي أثبتت فشلها رياضيا وأخلاقيا بعد سقوط صاحب الذهبية الأولمبية رشيد رمزي في اختبار المنشطات ليخسر ميداليته الأولمبية ويخسر معها الوطن كثيرا إعلاميا ورياضيا جراء هذه السياسة الخاطئة.

والغريب أن اتحاد ألعاب القوى أوقف رمزي سنتين واللجنة الأولمبية الدولية أوقفته أربع سنوات وإلى ما بعد أولمبياد لندن 2012 ما يعني انتهاء مستقبله الرياضي.

راهن البعض على المكاسب الإعلامية والرياضية جراء سياسة التجنيس الرياضي فسقط الرهان بسقوط رمزي في اختبار المنشطات، فخسرنا كل شيء وضاعت أموالنا سدى في الهواء.

ولإكمال بقية فصول الحكاية كان لابد أن تنتقل الفضائح أيضا إلى اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم، فها هو جيسي جون يتلاعب بإدارة المنتخب ومن بعده الصحافة المحلية، فهو مختف عن الأنظار تماما، البعض يترقبه في البحرين والآخر يعتقد أنه في فرنسا أو اسكتلندا أو ربما السعودية ولكن لا أحد يعلم أين هو، ولا هو يرد على أحد، وحسنا فعل لأنه لو كان موجودا للعب ربما في مباراة هونغ كونغ على حساب صاحب الهاتريك إسماعيل عبداللطيف، لأنه على رغم أدائه السيئ مازال مفضلا على جميع المهاجمين.

ومازلنا بانتظار المزيد من جديد رياضتنا المحلية، سواء من اتحادات جديدة أو لاعبين جدد، لأن السياسة التي تسير عليها رياضتنا لن تتغير إلا بتغير عقليات القائمين عليها.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2685 - الإثنين 11 يناير 2010م الموافق 25 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:06 م

      صح لسانك

      صح لسانك يامحمد . والله يساعدكم حتى الرياضة ما سلمت منهم والله يكون في عونكم وانتو تشوفون هالمهازل الرياضية

    • النعيمي2 | 6:25 م

      لا تستغرب ههههههه

      المثل يقول عيش رجب وتشوف العجب وفي مملكتنا بتشوف اكثر واكثر ههههههه

    • كشاجم | 1:43 ص

      ومن أين نأتي بالمناصب

      الفكرة من وراء تكوين اي لعبة جديدة هو إنشاء إتحاد لتك اللعبة وبعدها تنصيب فلان رئيس إتحاد الكريكت وفلان نائب للرئيس وفلان إداري وما إلى ذلك من مناصب وكلها برواتب مجزية للطبقة العليا ورواتب عادية للطبقات الأخرى.
      فعندنا إتحاد السياكل، وإتحاد الدامة ، وإتحاد الدزمنة وإتحادات لا عد لها ولا حصر وكله فقط لخلق مناصب ووظائف للمتنفذين وابناء المتنفذين.
      تحياتي

    • زائر 2 | 1:16 ص

      الديموخرافيه

      بعد جم يوم بجنسون يايانيين ومن الصين بعد حق لعبة السومو اكيد سمعتو عن مصارعين السومو ومو بعيديجيبون جم ثور حق مصارعة الثيران من اسبانيا احنا بلد ديموخرافي انتو شتقولون!!

    • زائر 1 | 10:50 م

      منتخبات الكريكيت المشهورة

      منتخب بريطانيا ، الهند ، باكستان ، سيرلنكا ، استراليا وعلى ما اذكر نيوزلندا .... اللعبة في طريقها الى الانتشار في البحرين بين الاسيويين ، نراهم يلعبون في البسيتين وبين جسري المحرق وفي الاماكن المفتوحة وقريبا سنرى لهم ملعب رسمي أفضل من جميع الملاعب ... اليس هم الاجانب ولهم الافضلية على البحرينين؟ لا غرابة بان يكون لا عبي منتخب البحرين للكريكت في انهم حصلوا على الجنسية البحرينية لأن البحرين بلد الغرائب والعجائب وينطبق عليها المثل "عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب"

    • الغدير | 8:03 م

      وبعد..

      هل استقالة الحكومة مطلب كبير؟ لأن ذلك لا يقتصر على الوضع الرياضي فقط!

اقرأ ايضاً