العدد 2684 - الأحد 10 يناير 2010م الموافق 24 محرم 1431هـ

ابحثوا عن حلٍّ غير التجويع

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الحديث عن رفع الدعم للسلع الأساسية لا يحتمل المزايدات والمناكفات، فهو حديثٌ يتعلق بالأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي معا.

بلدنا أصغر دول الخليج، مساحة وسكانا واقتصادا، ويعاني من مشاكل اقتصادية بنيوية، مع توسّع دائرة الفقر وتراجع مستوى حياة الطبقة الوسطى، فالحديث عن الاقتصاد يصبح ملحا، وليس ترويجا لمسيرةٍ نظّمتها 11 جمعية سياسية.

الهمّ المعيشي همٌ جامعٌ اليوم، وما شهدته البحرين خلال العامين الماضيين من تحركاتٍ نقابيةٍ لعددٍ من الجمعيات المهنية (معلمين، أطباء، تمريض،...إلخ)، للمطالبة بالكادر أو تحسين مستوى الرواتب، يؤكّد ما تتعرض له الشريحة الوسطى من ضغوطٍ معيشيةٍ متزايدة، وتآكلٍ في قدراتها الاقتصادية. وإذا كان هذا هو حال الطبقة الوسطى فما حال أبناء الطبقة الدنيا؟

الشرائح الاقتصادية الدنيا التي تعيش على هامش المجتمع وتعاني من الحرمان، لا تُمثّل عادة في جمعيات سياسية، ولا تمتلك كوادر ومنابر لإيصال صوتها وتظلماتها، فلذلك تأتي مثل هذه المسيرة لتسدّ فراغا تعاني منه الساحة. حتى النواب أكثريتهم من الطبقة الوسطى، فضلا عن الشوريين في أبراجهم العاجية.

قبل ليالٍ، عُرضت ندوةٌ في التلفزيون، بدت فيها المذيعة متحمسة لخيار رفع الدعم عن السلع الأساسية وكأنه إنجازٌ ضخمٌ سيُحسب للحكومة، بينما بدا أكثر المشاركين متردّدين خجولين في انتقاد هذا التوجه الخطير. أما نائب رئيس غرفة التجارة فقد كان منسجما مع نفسه، في الدفاع عن مصالح زملائه التجّار، حتى وقع في تناقضات لا يُحسد عليها. والسؤال: من يسمع صوت الطبقات المحرومة في المجتمع؟ وما هي القنوات المتاحة لتوصل صوتها للمسئولين وأصحاب القرار؟ هل الإذاعة والتلفزيون الرسميان مؤهلان لنقل صوت المواطن بأمانةٍ ودقة؟ وماذا عن صحفنا التي تشدّها المصالح إلى هذه الجهة الرأسمالية أو تلك؟

وزارة التنمية الاجتماعية شرعت منذ عامٍ في تقديم علاوة الغلاء التي تغطّي أكثر من 75 ألف أسرة، فضلا عن المساعدات الشهرية لأكثر من عشرة آلاف أسرة. والصناديق الخيرية (يقارب عددها الـ 84) تقدّم مثل ذلك، فضلا عما تقدّمه عشرات الجمعيات من برامج دعم للأيتام والأسر الفقيرة والعلاج والتعليم. هل سأل «المالتوسيون الجدد» من دعاة رفع الدعم... عن الآثار المترتبة على ذلك وانعكاسه على حياة هذه الآلاف المؤلفة من المواطنين؟ هل فكّروا في انعكاساته معيشيا واقتصاديا وأخلاقيا وحتى سياسيا؟

هناك خللٌ في سياسة الدعم المفتوح بلا شك، لكننا نقع في الخطأ مرة أخرى حين نرفع الدعم بطريقة مطلقة. فيما مضى كان الدعم الحكومي يصيب الجميع، الأغنياء والفقراء، والأفراد والشركات والمستثمرين وحتى روّاد الفنادق و»الشقق المفروشة». اليوم وفي حمّى الاندفاع في سياسة رفع الدعم والتطبيل الجماعي لها في التلفزيون وبعض الصحف، سيُرفع الدعم عن الجميع، وسيكون الضرر أكبر على الطبقات الفقيرة والمحرومين في قاع المجتمع.

هناك خللٌ فادحٌ اكتشفتموه مؤخرا والحمد لله، خذوا وقتكم في البحث عن حلولٍ منطقية وصحيحة وسليمة، وخياراتٍ غير مكلفة سياسيا وإنسانيا... أما هذا الاندفاع وراء الرغبة الحكومية وتبرير سياساتها مهما كانت، فلا ينمّ عن ضميرٍ وطني ولا حسٍّ إنساني سليم.

هناك خللٌ كبيرٌ يحتاج إلى إصلاحٍ حتما... وأكبر منه التضييق على معائش الناس، وتجفيف اللقمة في حلوق أطفالهم.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2684 - الأحد 10 يناير 2010م الموافق 24 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 12:25 م

      الدعم العشوائي هو السبب

      أين الخبراء والمستشارين الذين تصرف الحكومة الكثير من ميزانية الدولة على رواتبهم الخيالية؟ لم يفكروا حتى كتفكير المواطن البحريني البسيط جداً؟ الحكومة دعمت السلع الأساسية لسنوات طويلة ولكن بطريقة خاطئة وبدون تقنين، فالدّعم إستفاد منه الغني المترف المتخم والفقير المعدم ولأجانب من الآسيويين وغيرهم وهذا ليس من حقهم لأن الحكومة دعمت وتركت الحبل على الغارب. فالمفروض أن هذا الدعم يساعد البحرينيين فقط وذوي الدخل المحدود على وجه الخصوص، وليس كل من هب و دب. وبسبب هذا الخطأ عجزت الحكومة وطرحت رفع الدعم

    • زائر 18 | 11:41 ص

      منو السبب

      السبب في ذلك هو الحكومة لانهااستوردت شعوب الى جانب شعبها التجنيس اكل االاخضر واليابس فالحكومة لكي تخرج من هذا المازق تقوم بقتل المواطن البائس وبدم بارد برفع الدعم عن السلع كي توفر ميزانية التجنيس وهو اسهل الحلول في نظرها ولكن دوام الحال من المحال لانه راح يسبب ثورة الجياع كما حصل في الاردن وغيرها
      الحل بسيط رجعوا الجلف من مكان ما جبتوهم ويادار مادخلك شر والبحارنه يريدون يعيشون كباقي شعوب الارض وميريدون حكم

    • زائر 17 | 11:06 ص

      الذين يطبلون للحكومة يريدون مناصب !!!

      هؤلاء الذين يحرضون على رفع العدم عن السلع المختلفة ليموت الفقير هدفهم واضح جداً ، فقد رأوا الحكومة تعطي الماصب التي فيها هبرات لكل من يحاول قتل الفقير و بمجرد أن يقول كلمة أو يكتب مقالة يحصل على الأقل منصب في مجلس الشوربة فيشرب من مال الناس مااستطاع ، و اذا أرادت الحكومة أن تصير كريمة معه أكثر و عدته منصب وزير أو وكيل وزارة ، اذاً هو في الحالتين رابح ، أفبعد ذلك يمكن أن ينظر للفقير ، مستحيل !!!

    • زائر 14 | 6:23 ص

      هدا هو الافلاس الفكري

      يجففون جيوب الناس لتغطيت فشلهم ....

    • زائر 12 | 5:06 ص

      نطالب بحلول جذرية

      أميل إلى الحلول الراديكالية .. من أجل الشرف .. الذي لا يسلم من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم ..

    • العشق الالهي | 4:41 ص

      زائر 2

      اذا بتتكلم عن عطاء الحكومة للمواطنين فهو قليل جدا مقارنة بالوضع الراهن .. ثانيا هذه العطاءات حق من حقوق المواطن وليس لأحد منة فيها علينا .. ثالثا ترى كل من جبودنا والمقطوعات اللي يقطعونها منا ووووو .. روح شوف الكويت شمسوي في شعبها .. مخلتنه يعيش في نعيم .. الله كريم بس هو أملنا في كل شيء .. اللهم عجل فرج مولانا الامام المهدي "عج"

    • زائر 10 | 4:17 ص

      تدري يسيد أنا للحين ماعطوني علاوة الغلاء

      يا سيد المذلة والتجويع هو هدف الحكومة الأول لهذا الشعب
      مرت سنة كاملة على إقرار علاوة الغلاء ولحد الآن الكثير الكثير لم يستلموها بحجة دراسة حالاتهم,,وكأنهم يعيشون في جُزر الواقواق وليس في البحرين

    • زائر 9 | 2:24 ص

      ضغطي ارتفع سيد والله

      بالمناسبة سيد امس رحت اعمل بطاقة سكانية للخادمة في المقرالجديد بمدينة عيسى بعد ان كان في السجل السكاني بشارع المعرض المفاجأة كانت من العيارالثقيل تشصور سيد انهم رفعوا سعر عمل البطاقة الى 10 دينار بعد ان كانت بدينار واحد او بنصف دينار؟؟؟ تصور سيد من دينارالى 10!! ليش هالسرقة والظلم والله ارتفع ضغطي من الهم وصادني وجع راس

    • النعيمي2 | 2:24 ص

      لا للتجويع الفرضي

      نحن لا نقبل هذا الأسلوب من الحكومة ونطالب بحلول سريعة وفعالة تضمن حقوق هذا الشعب المسكين الذي أصبح أضحوكة في فم العالم !!

    • زائر 8 | 1:02 ص

      والله قهر

      يا سيد والله اذا الاجانب قالوا انت خليجي اخنقني العبره لاني خليجي مع وقف التنفيذ نعيش فوق بحيرة نفط ونفطنا غالي وحالتنا المادية خرطي وبيوت اهلنا صارت خلايا نحل وشوارعنا صارت قواطي تونا . ديرتنا غصت فينا يقومون يجيبون شعب جديد بعد . المشتكى لله

    • زائر 7 | 12:30 ص

      الرأسمالية التنافسية بدون عدالة

      تبنى خبراء الاقتصاد الرأسمالي الخصخصة كأحد عوامل دعم النمو في الاقتصاد ،
      وتعني الخصخصة للتجار زيادة الربحية ،
      أما المستهلك فالخصخصة تعني له رفع الأسعار وزيادة الفقر.
      أما حال التنمية في كثير من الدول ومنها العربية فالخصخصة تعني زيادة الفساد وسرقة المال العام.

    • زائر 6 | 12:22 ص

      حيرة

      عجبي على والد يصرف امواله على ابناءه بغدق و كرم و لا يسألهم عن الانتاج و الربحية المحققة للوالد و بعد ذلك ،،، يرفع على احفاده ورعيته اجار بيته ليوفي اموال اكثر ليغدقها مرة اخرى على ابناءه الغارقين في الفساد !!!!
      اوليس على الوالد من الاولى ان يسأل ابناءه ماذا فعلتم بالاموال ؟؟؟ اين صرفت ؟؟؟ لماذا اجرتم ممتلكاتم بدينار في السنة ؟؟؟

      الله المستعان

    • زائر 5 | 11:41 م

      قبل ان تقع الفاس بالرأس

      انا معك يا مراقب رقم 2، الحكومة قدمت وتقدم وهذا واجب الحكومات وليس منة من أحد، والكاتب يترائى لي انه يحذر من الآن من عواقب السياسة الجديدة التي سيتضرر منها الآلاف من المواطنين.الارقام التي ذكرها الكاتب والتي تنشرها الصحف تدعو لمراجعة هذه السياسة الخطيرة فعلاً.صحيح الحكومة تحتاج إلى وقت لترتب امورها كما قلت، وهذا ما يدعو له الكاتب بالضبط لعدم الاستعجال والتورط في سياسات خاطئة.

    • زائر 4 | 11:07 م

      شكرا سيد

      صباح الخير.. احس ان الحكومة الحالية عاجزة عن توفير الحياة الكريمة للمواطن وكل يوم يتم تهديده بقطع رزقه او زيادة الاسعار .. ..اتمنى اليوم التي تتبدل فيه يمكن يتغير علينة الحال.. قبل يومين صرحوا بان لا زيادة في الرواتب ولا رفعها من مسؤول كبير يبغي حسب ما يقول يعيش المواطن في معيار معين تعود عليه

    • زائر 2 | 7:49 م

      مراقب ...

      معك في الترفيه والتخفيف عن الناس ولكن أيضا الحكومة مشكورة على ما قدمته وتقدمة من معونات بمختلف الطرق والتسميات ومطلوب منها المزيد لا شك ولكن من حقها أن تأخذ فرصة كافية لترتيب أمورها وميزانيتها .... ونسأل الله لها الدوام والسلامة .. تحياتي

    • زائر 1 | 7:33 م

      صح السانك يا استاذ قاسم

      كلام كله عين الصح يا استاذ قاسم الناس همها اتعيش بالدرجه الاولى بس عاد من يسمع صوت المساكين
      ما ننسى قلمك الفاضل في التطرق لمشكلة الخدمة الاجتماعية لاهنت يا استاذ قاسم لا تنسانا

اقرأ ايضاً