العدد 2684 - الأحد 10 يناير 2010م الموافق 24 محرم 1431هـ

اليمن والإرهاب

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

هيمنت أخبار «القاعدة» من جديد على وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وإعلان باراك أوباما نيته إغلاق معتقل غوانتنامو مع مطلع العام الماضي لم يخفف من حدة الوضع، وهناك تقارير تقول إن بعض من أفرج عنهم من غوانتنامو انضموا مرة أخرى في صفوف القتال ضد الغرب.

أنصار «القاعدة» وجدوا هذه المرة مكانا آخر بل وأساليب متعددة لا يخطر بعضها على بال الأجهزة الأمنية المكافحة للإرهاب على المستوى الدولي. فقد وجدوا بلدا مثل اليمن، مكانا مثاليا وبيئة مناسبة تسهل عمليات التجنيد والتكليف والتدريب على السلاح، إضافة لكونه أحد بلدان المنطقة التي كانت في يوم ما قد صدرت آلاف المحاربين في ثمانينيات القرن الماضي إلى أفغانستان بهدف إخراج قوات الاتحاد السوفياتي آنذاك.

إن اختراق اليمن لم يكن بالشيء الصعب لتوافر الأرضية الخصبة لتهريب السلاح من الصومال وغيره إلى جانب سهولة التأثير بسبب عوامل عدة منها تدني مستوى المعيشة وارتفاع الأمية بنسبة تبلغ أكثر من خمسين في المئة بحسب تقارير الأمم المتحدة التي تحدثت عن أن ربع السكان عاطلون عن العمل، وحيث الاقتتال والنزاع الداخلي أرغم الآلاف على الفرار من بيوتهم؛ ما جعله مرتعا للمتطرفين الذين يعتبرون أسامة بن لادن نموذجا يقتدون به.

وبحسب التقارير الإخبارية، فإن اليمن تحوّل اليوم إلى بلد منتج ومصدر للمقاتلين في الصراعات الإقليمية بدول المنطقة كالعراق وأفغانستان وصولا إلى المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة الأميركية في يوم عيد الميلاد، إذ إن المتهم النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب دُرب على يد جماعة متفرعة من «القاعدة» في اليمن، إضافة إلى الضابط الاميركي من أصل فلسطيني الذي قتل عدة عسكريين في أميركا، ومن ثم جاء تفجير العميل الأردني المزدوج، همام خليل البلوي، الذي نفذ نهاية الشهر الماضي عملا انتحاريا في أفغانستان وقتل سبعة عناصر تابعين لوكالة الاستخبارات الأميركية، بعد تمكنه من استدراج ضباط المخابرات ووعده بتزويدهم بمعلومات جديدة حول القيادة العليا في تنظيم القاعدة.

ماذا يعني أن تتحول عناصر شابة مؤهلة علميا ومهنيا من طبقات اجتماعية ميسورة ومتوسطة إلى قنابل بشرية موقوتة ناقمة على الغرب...؟! التقارير السابقة كانت تقول إن تنامي التطرف والإرهاب في الدول العربية والإسلامية سببه المناهج وتدني الحال الاقتصادية والاجتماعية، غير أن ما حدث في الأسابيع الماضية يبرهن أن محاولة النيجيري عبدالمطلب والعميل الأردني والضابط الأميركي من أصل فلسطيني نضال مالك حسن الذي فتح النار في أكبر قاعدة عسكرية أميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ما هي إلا مقدمة مقلقة لوضع غير مريح تقبل عليه مجتمعات المنطقة.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2684 - الأحد 10 يناير 2010م الموافق 24 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • كشاجم | 6:40 ص

      إلى يمني غيور - زائر 1

      واين شاهدت الحوثيين ؟ وعلى أي شاشة والتعتيم الإعلامي في أوجه؟
      ثم لماذا لا تذهب إلى بلدك اليمن وتحارب الحوثيين هناك ليس على أرضنا وبين ظهرانينا؟
      وأنت تعرف أكثر من أي شخص آخر من هم الإرهابيين ومن يفرخ الإرهابيين ومن يرعى الإرهابيين. فغذا كنت يمني كما تقول، فمن الواجب أن تعرف تاريخ بلدك وتتعرف على اساس مشكلة الحوثيين. ولوكانت بلدك ترعاك لما أتيت لنا هنا لتأخذ من أرزاقنا بل وتقتل أولادنا بسلاحك الذي وفرته لك وزارة المرتزقة.
      أرجوك إذهب من بلادنا
      تحياتي

    • زائر 1 | 5:12 ص

      الارهاب وصغار السن

      شاهدنا على شاشات التلفاز صغار السن يقاتلون إلى جانب الحوثيين وهذه مشكله كبيره لان هذه المجموعات الارهابيه تحاول زج الاطفال في ساحات المعارك وهم لا يفقهون شيئا ولا يعرفون عن أسباب الحرب أي شيئ.....التوعيه مسؤولية الجميع والاعلام يجب أن يكون له دورا كبيرا.يمني غيور

اقرأ ايضاً