إن أكثر وقت يمكن لرسام الكاريكاتير ان يستمتع به هو أن يرى نتاج عمله منشورا في الصحيفة كون نوعية عمله هي من المتطلبات الاستهلاكية اليومية، والامتع لدى رسام الكاريكاتير هو ان يلاقي ردود أفعال قراءه موازية لما كان يطمح له مع اول خط خطته ريشته على الورقة ليحقق الهدف المنشود من نشر فكرته في ذلك اليوم. فتوصيل الفكرة الى القارئ هو الهم اليومي الذي يعانيه الرسام، وتكمن الصعوبة في انه يجب ان يرضي أكبر فئة/عدد ممكن من القراء والتي تمتد الى جميع أفراد وفئات المجتمع، صغيرهم وكبيرهم، غنيهم وفقيرهم، متعلمهم وجاهلهم.
إلا انه يظل هناك ما يمكن ان نطلق عليه التعب الجميل الذي يعانيه/ يمارسه الرسام جراء الاستنزاف اليومي عبر تنفيذ كاريكاتير كل يوم (365 كاريكاتيرا في السنة)، أي فكرة لكل يوم (365 فكرة في السنة)، وهذه الافكار جميعها مشروطة بالحضور والقبول والحيادية والمنطق والثقافة الموازية لكل فكرة.
بمعنى آخر... فإن رسام الكاريكاتير هو الجندي الذي يفتح له كل يوم جبهة يحارب فيها، لو بدأها مع العاطلين لن ينهيها مع الفقر أو الطائفية والتهميش مثلا!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2682 - الجمعة 08 يناير 2010م الموافق 22 محرم 1431هـ
الاعتــــــــــداد ... الخـــــــــلاّق
هي الثقة بالنفس التي تحقق بها الأفكار الصحيحة ، وتجعلك قادراً على إيجاد وسائل لتحقيق وفهم وتبسيط وعرض و بمرارة ! عبر التعايش ومعايشة القضايا والهموم - المتجمّدة عند البعض - عن طريق التخيّل المنطقي لطرحها بأساليب فنية مُعبّرة و بتشاركية للملكات العقلية الأخلاقية العاطفية ، على الرغم من العراقيل والصعوبات ،و معززاً الكيفية الاستثمارية لفيتامين الجرأة والواقعية - للوسطية – كي تنفذ من ذلك إلى انتهاج خطوط لخطط مبتكرة ومتجدّدة وناجعة في إيصال الأهداف المنشودة . كل الشكر للفنان وللوسط ... نهوض