دعا عالم الدين السيد عبدالله الغريفي خلال حديث الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) بالقفول مساء أمس الأول، المسلمين إلى خطابات الحب والوحدة والتقارب ورص الصفوف لمواجهة أعداء الإسلام، وقال «في مرحلةٍ هي الأخطر تتحرّك قوى الشّر لتعبث بوحدة هذه الأمّة، وفي هذا السياق تنتظم كلّ الخطابات المشحونة بالحقد الطائفيّ البغيض، وما صدر أخيرا عن العريفي السعوديّ من تطاولٍ فاحشٍ على مرجع الطائفة آية الله العظمى السيد السيستاني هو واحد من أمثلة الهوس الطائفيّ الأهوج».
وأردف «يؤسفنا أن يُصرّ هذا البعض على تأجيج نار الفتنة بين المسلمين، وتحريك الأحقاد والضغائن وإشعال الخلافات والصراعات. إنّها المؤامرة الكبرى على الإسلام والمسلمين، إنّ أعداء الإسلام وأعداء المسلمين يريدون لهذه الأمّة أن تكون ضعيفة مسلوبة الإرادة مهدورة الكرامة، ويريدون للمسلمين أن يكونوا أشتاتا يُحارب بعضهم بعضا، يتقاذفون ويتشاتمون ويتقاتلون».
وشدد على أنّ «الخطابات الطائفيّة من أخطر الأسلحة المدمّرة التي يعتمدها أعداء هذه الأمّة، فكم أزهقت هذه الخطابات من أرواح، وكم دمّرت من أوطان، وكم أشعلت من حروبٍ أحرقت الأخضر واليابس؟». سائلا: «أما كان الأحرى أن نسمع خطابات الحبّ والوحدة والتقارب ورصّ الصفوف في مواجهة أعداء الإسلام؟ وإذا اختلفنا فهناك لغة الحوار والتفاهم وليس لغة السباب والشتائم».
وفي سياق آخر دعا الغريفي إلى ضرورة المحافظة على استمراريّة المظاهر العاشورائيّة (المجالس، المواكب، الفعّاليات، ظاهرة السواد والأعلام)، مؤكدا أنه «من خلال هذه المفاصل العاشورائيّة يتحرّك الإحياء العاشورائيّ جيلا بعد جيل، وأيّ تفريطٍ في المحافظة هذه المراسيم سينعكس سلبا على مسيرة الإحياء وسيتحمّل المفرّطون المسئوليّة أمام الله وأمام الأجيال».
وقال: «أقف بعض الوقت مع ما حدث في موسم هذا العام من إقدام وزارة الداخليّة على إزالة الأعلام والسواد في بعض المناطق، وبطريقة استفزازيّة واضحة، لماذا هذا الإجراء الاستفزازيّ؟ لماذا هذا التدخّل المُسيء إلى مشاعر الطائفة؟ هل أنّ وجود السواد والأعلام في الشوارع والطرق الداخليّة للقرى والمناطق فيه مساسٌ بأمن البلد واستقراره؟ هل أنّ هذه الظواهر التي تعبّر عن التعاطي مع مناسبة دينيّة يحتفي بها أبناء هذه الطائفة الكبيرة حزنا على مصاب الإمام الحسين تُسيء إلى مشاعر أبناء الطوائف الأخرى في هذا البلد؟ لماذا يا وزارة الداخليّة؟».
وتابع «إنّ هذه الممارسات غير المسئولة لها عواقب سيّئة جدا، لأنّ المسّ بالمراسيم الدينيّة أمرٌ لا يمكن السكوت عنه. وإذا كانت لا تعبّر عن إرادة الداخليّة، وإنّما هي تصرفاتٌ فرديّة، فالمسألة في حاجةٍ إلى توضيحات، وإلى إيقاف هذه التجاوزات، خشية أن تحدث ردود فعلٍ تضرّ بأوضاع البلد. في الوقت الذي تعلن السلطة حرصها الشديد على حماية الأمن والاستقرار، ونحن نحمل هذا الهم الكبير ونعمل من أجله بكلّ صدقٍ وإخلاص تأتي هذه التصرّفات لتدفع في اتجاه التوتّر والاضطراب. إنّنا نحمّل وزارة الداخليّة مسئوليّة ما حدث».
واستدرك «إذا كانت هناك ملاحظات في حاجةٍ إلى معالجة فيمكن أن يتمّ ذلك من خلال اللقاءات والحوارات، لا من خلال هذا النّمط من التصرّفات غير المسئولة والمسيئة إلى المشاعر الدينيّة، والدافعة إلى ردود فعلٍ ضارة بأوضاع البلد».
وأضاف «أنا هنا لا أمارس تحريضا، فنحن ضدّ الخطابات التحريضيّة، والتي عانا ولا يزال يعاني منها واقعنا، هذه الخطابات التي عبّأت النفوس بالأحقاد والعداوات وفجّرت في أوطاننا صراعات وخلافات وحروبا ومعارك، واستباحت أرواحا ودماء.
لسنا مع الخطابات التحريضيّة السياسيّة أو الخطابات التحريضيّة المذهبيّة، ولكنّنا مع الكلمة الصادعة بالحقّ، الرافضة للظلم، المطالبة بالحقوق، ما دامت هذه الكلمة تعتمد الأساليب المشروعة، والأدوات النظيفة».
واستطرد «فحينما نحذّر من ممارساتٍ تصدر عن النظام وتطال بعض مظاهر الإحياء العاشورائيّ وبأساليب شائنة، وبطريقةٍ استفزازيّة متعمّدة، فنحن لا نريد لهذا البلد أن يدخل في أزماتٍ جديدة تُضاف إلى أزماته الكثيرة التي أرهقت كاهل هذا الشعب.
المراسيم العاشورائيّة - عند الشيعة - خطٌ أحمر لا يُسمح بتجاوزه، وقد أعطى الشيعة عبر التاريخ دماء من أجل أن يحافظوا على هذه المراسيم ما دامت لا تُسيء إلى أمن الأوطان، وما دامت لا تؤجّج صراعاتٍ طائفيّةٍ ومذهبيّة، وهذا ما نحرص عليه دائما، لأنّ عاشوراء رسالة محبة ووئام، وخطاب وحدة وتقارب، ونهج بناء وإصلاح».
وأكد أنه «عبر تاريخ طويلٍ والشيعة - في هذا الوطن - يُمارسون شعائرهم العاشورائيّة بكلِّ حرّية، ولم يُسيئوا من خلالها إلى أحد، ولم تصدر من إخوانهم السنّة أيّة إساءةٍ إلى هذه الشعائر، فأخشى ما نخشاه أن يوجد من يريد أن يعبث بهذا الوضع، ليفجّر أوضاعا مذهبيّة متوتّرة لها نتائجها المدمّرة على كلّ أبناء هذا الوطن».
وانتهى إلى القول: «إنّنا نطالب وبصوتٍ مرتفع وزارة الداخليّة التي يهمّها أن تكون أجواء عاشوراء خالية من التوتّرات والاضطرابات، أن تحافظ على حريّة الممارسات والمظاهر والمراسيم العاشورائيّة، وأن تحاسب أولئك الذين مارسوا تجاوزاتٍ ضدّ بعض مظاهر الإحياء العاشورائيّ من قبيل إزالة الأعلام والسّواد في بعض المناطق».
العدد 2682 - الجمعة 08 يناير 2010م الموافق 22 محرم 1431هـ
الوهابية لاتؤمن بذلك
منذ زمن طويل وانتم تحاولون التفارب والوهابية المنهج يختلف في الجهاد تقاتل الجميع والراي هو رائيهم والتاريخ الدموي يشهد والافكار انتشرت بين لبغض حتى الفراءن في الفاتحة مايجوز وتم ذلك فعلا واي تفارب تتحدثون .
أمنية مقيم س
هذا هو المطلوب التقارب والتأخي والتوائم بين أبناء الوطن ونبذ الحقد والظغائن لمصلحة الوطن وتراب الواطن ونخيل الوطن من أقصاه إلى أقصاه فالبحرين منذ الأزل هي مدرسة عالمية راقية لتعليم فن التسامح و التعايش بين جميع مشارب البشر الموجودين على تربها ،حفظ الله حكامها الكرام وجميع الحكماء والعقلاء في هذه الأرض وماأكثرهم .