قالت جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، إن سجل «وفيات السكلر للعام 2010»، افتتح بوفاة سيدتين بحرينيتين، رحلتا عن الدنيا يوم أمس الأول (الأربعاء). الأولى توفيت في ساعات الفجر الأولى، إذ وضعت مولودتها الثانية (بنت) قبل أيام، ولم يطلق عليها اسم حتى الآن، بينما لحقتها الثانية عند الساعة العاشرة من صباح اليوم ذاته، وهي تحمل في بطنها جنينا عمره أربعة أشهر.

وبحسب المعلومات التي أوردها رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر زكريا الكاظم، فإن المتوفاة الأولى هي خديجة صباح سالم الشجار البالغة من العمر (29 عاما)، انتقلت إلى بارئها من جناح 308 للولادة في مجمع السلمانية الطبي، إذ أصيبت بضيق في التنفس بسبب الآلام الحادة التي تعرضت لها خلال الولادة الطبيعية، الأمر الذي أدى إلى مضاعفات سلبية بسبب السكلر، إلى أن فارقت الحياة.

وذكر الكاظم أن المتوفاة كانت في الجناح المذكور، وكانت ترغب في الخروج من المستشفى، إلا أن الطبيبة المعالجة نصحتها بالبقاء فيه.

أما المتوفاة الثانية مع جنينها، فهي نوال أحمد العوامي البالغة من العمر (36 عاما)، وكانت في جناح 311، وكانت الطبيبة المعالجة لها، هي نفسها التي تعالج المتوفاة الأولى، مشيرا الكاظم إلى أن المعلومات الأولية تفيد بأن المتوفاة الثانية من منطقة دمستان، وقد أصيبت بمضاعفات ونقص في الدم، أديا إلى وفاتها.

وأبدى الكاظم أسفه لوفاة حالتين مصابتين بالسكلر، الأولى وضعت جنينها ورحلت عنها، بينما الثانية انتقلت إلى بارئها وفي بطنها جنين عمره 4 أشهر.

ورفض الكاظم «إلقاء اللوم على الحوامل المتوفيات بالسكلر، ونرفض القسوة عليهن، إذ إن المتفق عليه أن يكون هناك قابلات متخصصات للأمهات الحوامل المصابات بالسكلر، وأن يكون لكل مريضة برنامج علاجي تسير عليه طوال فترة الحمل (...)».

ولفت الكاظم إلى أنه «بحسب ما جاء في الملف الطبي للفقيدتين، فإن الأطباء لم يحذروهما من الحمل، إذ إن نسبة إصابتهما بالسكلر لا تستدعي ذلك»، منوّها إلى أن «المصابات بالسكلر في العالم يحملن وينجبن أطفالا ويحظين برعاية الأمومة، وذلك بفضل حصولهن على الرعاية الصحية اللازمة من قبل الجهاز الطبي».

وكشف رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، عن اجتماع سيجمعه مع وكيل وزارة الصحة عبدالحي العوضي، والوكيل المساعد للمستشفيات أمين الساعاتي، ورئيسة قسم أمراض الدم الوراثية شيخة العريض، يوم الأربعاء المقبل.

يشار إلى أن العام الماضي شهد 25 حالة وفاة جراء مضاعفات مرض السكلر، 6 وفيات منها بسبب تأخر نقلهم إلى وحدة العناية القصوى. كما سجل العام الماضي 3 وفيات من جراء مرض الثلاسيميا، ونحو 14 من إجمالي وفيات السكلر كانت بسبب إصابتها بذات الرئة ومضاعفات المرض على الرئتين.

وبحسب زكريا الكاظم فإنه لم تُسجل أية وفاة لمريض سكلر من جراء وباء انفلونزا الخنازير فيما عدا إصابات بسيطة بالانفلونزا تماثل بعدها المرضى للشفاء وأثبتت التحاليل المختبرية سلامتها من الوباء.

ولفت إلى أن الوفيات من جراء السكلر قد تكون أكثر إلا أن هذا العدد هو ما رصدته الجمعية ووثقته خلال هذا العام، مبينا أن الجمعية إذا لم تتوصل إلى ما يُثبت أن حالة الوفاة كانت بسبب هذا المرض لا تحسب الحالة إلى حين التثبت منها.