العدد 2680 - الأربعاء 06 يناير 2010م الموافق 20 محرم 1431هـ

الوجوه بعد الأنوف!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

دعوت في المقال السابق الذي نشرته بعنوان «كسر الأنوف» وزارة الداخلية إلى تهذيب عناصرها، وذكرت فيه بأن تضرر الأبرياء وهم آمنون في بيوتهم أمر أدانته رسميا السلطة القضائية، وانتقدته علنيا السلطة التشريعية، وأيضا كنت ذكرت في ذلك المقال بأن العنف مرفوض من كل جهاته لا من الجهة التي نختار انتقادها فقط.

لم يجف حبر المقال من على الورق حتى أصيبت فتاة من قرية الدير لا يزيد عمرها على أربعة عشر ربيعا فقط، وكانت إصابتها في وجهها الطري البريء، بشظايا زجاج تطاير من نافذة بيتها التي تأوي إليه، بعدما اخترقت الطلقات المطاطية ذلك الزجاج فنثرته نثرا في وجه كائن من كان!

الخطوة التي قامت بها وزارة الداخلية بتقديم الاعتذار لشقيق الفتاة، خطوة في الاتجاه الصحيح، وتحتاج إلى خطوات أخرى تعقبها، ولكن سيكون موقف الوزارة أكثر صلابة وجرأة، لو دونت هذا الاعتذار في بيان ووزعته على وسائل الإعلام، فهي بذلك تعزز من موقفها، وتبرهن للناس بأنها تعالج الأخطاء معالجة موضوعية، وبأنها لا تقبل الاعتداء على الآمنين أو ترويعهم أو معاقبتهم معاقبة جماعية، فضلا عن إسالة الدماء من وجوههم أو كسر أنوفهم حتى لو كان ذلك التجاوز بيد أحدٍ من عناصرها الذين هم رجال أمن، يتعين على الوزارة البدء بهم.

أعرف أن هناك من يزيِّن لوزارة الداخلية عدم الاكتراث بهذه التجاوزات، والمرور عليها مرور الكرام، ولكن هذا البعض لا يريد خيرا للوزارة؛ لأن عدم الاكتراث لن يغير حقيقة أن المحكمة الكبرى المدنية أدانت الوزارة وألزمتها بتعويض امرأة من قرية السنابس بعد أن كسرت أنفها قنبلة صوتية أطلقتها قوات مكافحة الشغب، ولن يغير عدم الاكتراث هذا حقيقة أن نائبا برلمانيا منتخبا تسابقت إلى وجهه الطلقات المطاطية وهو على عتبة منزله، يحاول مجرد الحديث معهم، ولن يغير من حقيقة أن فتاة بريئة أوشكت أن تفقد عينيها بل حياتها بفعل اختراق تلك الطلقات المطاطية نافذة بيتها!

سأحيي في وزارة الداخلية الشجاعة، والموضوعية، والمصداقية، والحمية، بل والفضيلة أيضا؛ لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة، سأحييها بكل تلك التحايا لو وثَّقت هذه التجاوزات، واتخذت الإجراءات اللازمة حيالها، وبرهنت للناس بأنها ترفض العنف من عناصرها قبل عناصر غيرها.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2680 - الأربعاء 06 يناير 2010م الموافق 20 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 11:27 ص

      عيسى عبدالله من زائر 1 الى زائر6

      اذا اخطات وزارة الداخليه في طرق قانونية والكل قراء وسمع عن اعتذار الداخليه بل تم تعويض المتضررين وهذا حق لاكن ما تطرقت للشق الثاني من التعليق لمن اخطا في حق البلد من افراد وجمعيات هل في واحد شجاع اعتذر والله تشوفون بعين واحده

    • زائر 10 | 7:59 ص

      ماذا بعد الوجوه ؟ ماذا تخبئين لنا يا وزارة !!

      مقال يستحق القراءة والتأمل.. نتمنى أن تتريث الوزارة ولا تأخذها العزة بالأثم وتعترف بأخطائها ولو لمرة واحدة..

    • الرادود البلادي | 7:45 ص

      تسلم ياصاحب القلم النظيف

      مادام تتعامل الداخليه مع الشعب بهؤلا المرتزقه الذي تستوردهم من اخس بقاع العالم فاثق يااخي ابو فراس بأنها لن تعتذر وان إعتذرت فهو حبر على ورق ولن تحاسب احد مرتزقتها لانها.............!!! والحر يفهم .... شكرا مره ثانية يااستاذ عقيل

    • زائر 9 | 5:10 ص

      ما يحن على البلد إلا ولد البلد

      أما المرتزقة فإنهم مهما حاولت وزارة الداخلية تدريبهم وإفاهمهم بحقوق الإنسان نبقى في نظرهم مواطنون بلا حقوق ولو كانت لنا حقوق لما سلبت منا الوظائف والوحدات السكنية وأعطيت لهم بغير وجه حق.
      لذلك المحاولة فاشلة مع أناس سقوا كراهيتنا وغرست في أنفسهم أننا أناس دخلاء على هذا البلد وولاؤنا لبلد آخر كما يدخلوا في عقولهم أول ما يصلون إلى الديرة
      كلهم يحملون نفس الفكر العقيم ولكن نسأل الله أن يقرب الزمن الذي تتكشف فيه حقائق الأمور

    • زائر 8 | 3:49 ص

      لماذا لا تدعوا المعارضه كذلك لتهذيب أتباعها؟

      لماذا لا تدعوا المعارضه كذلك لتهذيب أتباعها؟ أو تخاف منهم هؤلاء الهمج ؟ يعني ما يصير يمر يوم من غير ما يحرقون و يخربون و لا في أحد منكم يتجرأ و يأدبهم !!!!! الله يرحم أيام زمان أيام

    • زائر 7 | 3:02 ص

      حسن حيدر ... إلى زائر (1) و (5)

      و إلا تعذيب الصبي الشهيد الإسكافي 15 عاما بالأسياخ والكهرباء والإدماء إلى الموت بعد غير مقصودة ؟ شو اهم بقر ؟!!!! خوش أمن كل أفعاله غير مقصودة !!! عجل شلون بيحمي البلد ؟ بالأفعال الغير مقصودة ؟؟؟ ...زائر (5) مو قاعدين نطنز، الأمن ما يدخل أحسن له ،كل المشاكل الأمنية في البلد من الأمن نفسه ( غريبة ؟ ) بشهادة الملك نفسه الذي ألغى قانون أمن الدولة،الأمن إما يدخل مثل الأوادم يوقف المشاغبين مو يقتل الأبرياء يا يقعد في بيته، أو في وزارته ...في حصنه الحـــصيــــــــن !

    • زائر 6 | 2:53 ص

      حسن حيدر ... إلى زائر (1) و (5)

      زائر (1) ... اقتباس ((( ان افراد الدخليه افعالهم ليست مقصوده ))) ... اشقصدك حبيبي أفعالهم غير مقصودة ؟! ضرب نائب وملاحقته إلى أمام باب بيته غير مقصودة ؟ ضرب نوافذ البيوت غير مقصودة ؟ تعذيب المعتقلين بشهادة القضاء الذي برأ متهمي قتل ماجد أصغر علي بشهادة الطبيب الشرعي المؤكد للتعذيب هذي كلها غير مقصودة ؟ و في التسعينات قتل الرضيع عقيل سلمان الصفار بالرصاص غير مقصودة ؟!!!!!!

    • زائر 5 | 1:42 ص

      نصيحة لرجال الامن

      نصيحة لرجال الامن .. في حاله حدوث اعمال شغب وحرق وتكسير داخل القرى يجب عليها الا تتدخل وتكتفي بالوقوف على مخارج تلك القرى لمنع امتداد الاعمال الغوغائية الى خارج تلك القرى وذلك لكي لا يتضرر من ردت فعل رجال الامن الابرياء مثل ما حدث في قرية الدير وصدقوني مهما تضرر احد من تلك القرى من اعمال الشغب حتى ولو تعرض ابنائه للموت لن يشتكي لانه لن يجرء على ذلك ودعو المزايدين ودعاه حقوق الانسان العوراء لا يجدون ما يزايدون عليه

    • زائر 4 | 1:09 ص

      اكتفي بما يقال عن الوزاره الأمنيه المعنيه فقط .....

      (...... هذا قير صحيح.....) على المؤسسه الأمنيه الساهره على امن الوطن وال...... ، تعرفون ويش النقط لو لا معناتها؟؟؟ّ!!! ، تعرفون ادري بس انقول الله يهذي الحكومه وتعدل وضعها مع شعبها الأصلي وتترك عنها الوشاة والمرتزقه لي ينخرون خيرات البلد وخير مثال الحادث لي صار مع CIA من يومين وغيرها امثال .... الله يهدي سر حكومتنه وتشيل عقدة الأنفصام ليحاملتنها حيث تحسب ولاء اهل البحرين الأصلين الى بلدان اخرى ... كله دعاء وادوعوا وياي يلي تحبنون البحرين أولا واخيرا وغير البحرين لا لا لا لا والف لا

    • مواطن مستضعف | 11:39 م

      شقاعد تقول يا حجي عقيل؟!!

      وزارة الداخلية الموقرة تقوم ببذل مجهودات ضخمة, و تنفق أموالاً طائلة, في سبيل جلب "حماة الوطن" من البراري الشامية واليمنية والباكستانية, و وهؤلاء "الحماة" ليسوا بحاجة لأي رقابة أو تأهيل, فهم مؤهّلون بالفطرة!! والوزارة الموقرة تنتقيهم بفائق العناية وتحيطهم بأفضل الرعاية.

    • حسين العليوات | 11:16 م

      -

      وماذا ينفع الاعتذار بدون اي اجراءات؟ كما تفضلت ايها الكاتب الغيور على ابناء وطنك وعلى تربة هذا الوطن يجب عمل اجراءات تحد من هذا العنف وليس الاعتذار فقط يكتب بقلم يتجدد حبره في كل خطأ يرتكبه ما يسمون برجال الأمن، هؤلاء الأوغاد لا ينفع معهم اي اسلوب حضاري او اصلاحي نهائياً فماذا افادتنا ما تطرقنا اليه بفتح صفحة اصلاحية جديده؟! لم يتغير شيء ابدا فالاعتداء على شاب من السنابس امام مسكنه برغم عدم وجود اي مناوشات امنية في تلك المنطقة في تلك الأثناء ليأكد تجاوز هؤلاء السفهاء عن دورهم في حفظ الأمن

    • زائر 3 | 10:24 م

      الوزارة سوف تعتذر ولكن بطريقتها

      نعم سوف تعتذر الوزارة بمزيد من القمع وصم الآذان عن الابواق الاعلامية التي تناشدها بالاعتذار
      لو أرادت هذه الوزارة الاعتذار لأعتذرت عن قتل نيف وخمسين شهيد سقطوا لأنهم طالبوا بشيء من
      الانصاف وحق المواطنة.
      وأقل اعتذار تقدمه الداخلية هو السماح بتشكيل لجنة نيابية مختصة للتحقيق في قضايا الانتهاكات اليومية التي تقع على المواطنين من قبل أفراد مكافحة الشغب الذين لم يتعلموا شيئاً سوى لغة الحديد والنار وتقديمهم لمحاكمة عادلة ينصف فيها المظلوم.

    • زائر 2 | 10:18 م

      واجب ... نصفق لك بحرارة اخينا عقيل ضمدت جروحنا الدامية

      حقايريد المواطنون ان يتيقنوا ان وزارة الداخلية
      ترفض العنف من عناصرها . حيث باتت الناس مؤرقة من الفعل الشنيع لتلك العناصر الهمجية ولم تأمن على ارواحها ولا على انوفها التي تستهدف
      للكسر بأي شكل من الاشكال
      الأمان يا حماة
      اليس الهوان سبب غياب الامان ؟
      هذا هو غياب الضمير العربي
      الخطأ خطأ فإلى متى ستصحي الضمائر الغائبة والنائمة من سباتها العميق ؟ والى متى سيضع المستيمت في عناده اصبعه على صدغه قائلا هنا صحوة الضمير النائم. . لا للضمير الابكم اقصد لا لكسر الانوف .

    • زائر 1 | 9:10 م

      تناقض

      والله يا كتاب امركم عجيب كم من جمعيات وافراد اخطئو في حق الناس والملك والوطن وما طلعت تطالب منهم بالاعترف بالخط خصوصا ان افراد الدخليه افعالهم ليست مقصوده

اقرأ ايضاً