أكد القائم بأعمال إدارة الآثار والتراث بقطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الثقافة والإعلام، سلمان المحاري، أن الوزارة تعتبر الجهة المسئولة بشكل مباشر عن حماية المواقع الأثرية والتراثية والمحافظة عليها، وهي الجهة التي تتحمل مهمة إعادة ترميم وتأهيل سوق القيصرية مثلما يقع على عاتقها تطوير المباني والمواقع التراثية بما يتوافق وتوجهات القيادة البحرينية في هذا الخصوص من جهة والأسس العالمية للحفاظ على التراث من جهة أخرى.
واستند المحاري في هذا الخصوص إلى قانون الآثار المعمول به في مملكة البحرين. وأكد حرصه على توفير الحماية لسوق القيصرية وتطويرها «وفق رؤية تحافظ على روحها ومكانتها التراثية وهويتها التاريخية».
جاء ذلك في بيان صحافي صادر عن إدارة العلاقات العامة بوزارة الثقافة والإعلام ردا على ما ورد في بعض الصحف المحلية يوم الثلثاء الماضي والذي تضمن مناشدة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لإنقاذ مشروع سوق القيصرية.
وأكد المحاري أن مشروع تطوير سوق القيصرية لم يتوقف، إذ إن الوزارة عملت ومنذ فترة ليست بالقصيرة على وضع التصور النهائي لتطوير السوق، وتم مؤخرا توقيع اتفاقية مع المكتب الهندسي المختص للعمل على إعداد الرسومات النهائية والبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع التطوير والتي يتوقع الانتهاء منها خلال ديسمبر/ كانون الأول من العام 2010 ليتزامن مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد.
وأوضح البيان أن سوق القيصرية التي تعد من الأسواق التراثية والتاريخية المهمة وتحتل مكانة خاصة في تراث المملكة عموما والمحرق تحديدا تتطلب أن تكون خطوات تطويرها مدروسة بما يحفظ مكانتها التاريخية والتراثية ويعزز موقعها التجاري الذي يروي تاريخ الحركة التجارية في المحرق، الأمر الذي يدفع الوزارة، أن تضع سوق القيصرية ضمن أولوياتها في عملية تطوير المواقع التراثية والحرص على المحافظة عليها كجزء من التراث البحريني بصورة متناغمة مع النسيج المعماري لمنطقة السوق.
لذلك، قامت الوزارة باستقدام الخبير المتخصص في ترميم الآثار والمباني التاريخية علاء الحبشي ليقوم بوضع خطة التطوير المناسبة ومتابعة أعمال البناء والترميم وإعادة التأهيل للسوق من أجل تنفيذها بشكل يتوافق مع تاريخ المنطقة ويبرز ويتكامل مع البناء التراثي الباقي بها، حرصا منها على إنجاز العمل بشكل علمي ودقيق وبأقصى سرعة.
يذكر أنه، ونظرا إلى أهمية الموقع والوضع الحرج الذي وصل إليه، فقد تم إدراجه على قائمة مواقع التراث المهددة بالانهيار والهدم التابعة لمنظمة صندوق الآثار العالمية.
وعليه، قالت الوزارة إنها «تسعى، بكل طاقتها وإمكاناتها، إلى أن تعمل على إعادة الحياة والروح لسوق القيصرية من خلال خطة تستهدف ترميم وتطوير السوق ليشكل وجهة رئيسية للزوار وسياح البلاد، ، ويمكن زيارة موقع المنظمة للمثول على مدى الاهتمام العالمي للحفاظ على أحد أقدم الأسواق التاريخية في المملكة بل وفي منطقة الخليج».
وأكدت وزارة الثقافة والإعلام، من هذه المنطلقات، وبناء على ما تقدم، «سعيها نحو الحفاظ على جميع المواقع التاريخية والتراثية في المملكة، والتي تأتي سوق القيصرية من بينها، هذا الاهتمام الذي أهل مملكة البحرين لتحتضن المركز الإقليمي للأبحاث في مجال الآثار والتراث باختيار من قبل (اليونسكو)، ما يعزز مكانتها على خريطة العالم الثقافية في مجال البحوث التاريخية والأثرية علما بأن المركز سيفتتح في شهر يونيو/ حزيران العام 2011 بالتزامن مع استضافة البحرين اجتماع لجنة التراث العالمي في الفترة نفسها.
العدد 2680 - الأربعاء 06 يناير 2010م الموافق 20 محرم 1431هـ