يوما بعد يوم تؤكد المملكة العربية السعودية أنها تمتلك أحد أفضل الدوريات والمسابقات «دوري زين السعودي» على المستوى العربي، إن لم يكن الأفضل والأميز وهو كذلك منذ سنوات خلت، نظير القرارات المتخذة من قبل هيئة دوري المحترفين السعودي لكرة القدم والتي تصب بنجاح في سبيل تطوير الكرة السعودية، ولعل ذلك يأتي مصداقا لما أعلنه رئيس هيئة دوري المحترفين السعودي لكرة القدم الأمير نوّاف بن فيصل، قبل انطلاقة الموسم السعودي عن خطة عمل الهيئة في الفترة المقبلة والتي تهدف إلى جعل الدوري السعودي من أفضل 20 بطولة دوري في العالم بحلول العام 2013، والتي تعتمد في الأساس على زيادة دخل أندية الدوري من خلال تخصيص عدد من المكافآت والجوائز، على رغم أن دوريها يصل إلى مراحل متقدمة من الدوريات المحترفة ولا تحتاج إلى مثل هذا الإعلان، فيما لا نزال نحن نراوح أماكننا نبحث عن منافذ للخروج فقط بمسابقة جيّدة هذا الموسم فقط، وينصب تفكيرنا فقط على كيفية تسيير مسابقة الدوري في دورها الأوّل ومن التفكير في الثاني وهكذا.
الأخوة في السعودية أصابوا عين المشكلة، وخططوا لها خير تخطيط من خلال اعتماد مكافآت مالية ضخمة وجوائز لأفضل فريق ولاعب في كل أسبوع، من شأنها بالتأكيد نقل دوريها إلى مستويات عالية من المنافسة، وهذا ما ينطبق فعلا على الشكل الذي يقدمه فريق كالفتح الذي تأهل هذا الموسم من الدرجة الأدنى ولأول مرة، وها هو الآن ينافس على المراكز المتقدمة، بينما تغيب لدينا مثل هذه الحالات، إذ إن قاعدة «الصاعد هابط» حقيقة لا تبارح الأندية التي تتأهل من الدرجة الثانية، لأنها بالتأكيد لا تمتلك الإمكانات التي تقارع بها أندية قادرة على شراء نصف فريق كامل.
في السعودية الفائز فقط في أية مباراة يحصل على جائزة قدرها 50 ألف ريال، ولدينا نلعب بالمجان، هناك يحصل اللاعب الفائز بجائزة أفضل لاعب في الأسبوع على جائزة مقدارها 50 ألف ريال، ونحن لا توجد لدينا مثل هذه الجوائز بتاتا، وإن كانت فإنها لا تتعدى مبلغ 50 دينارا والتي على رغم ذلك يتفنن اللاعبون من أجل الظفر بها، ذلك؛ لأنّ غالبية اللاعبين أصحاب دخل ضعيف وغير مستقرين، والأدهى من ذلك أن الفائز بالبطولة في السعودية سيحصل على جائزة تصل إلى مليون ونصف، ونحن لا تتعدى الجائزة مع الضرائب 3 آلاف دينار، هذا ممكن حدوثه في دوري كرة القدم، والغريب أن لدينا مسابقات كدوري الطائرة واليد حاليا تلعب فيما المسابقات من دون جوائز ولا حوافز وهذا ما أعلنه على الأقل رئيس اتحاد الكرة الطائرة الشيخ علي بن خليفة، حتى وصل بنا الحال إلى أن تقوم إدارة مثل نادي داركليب بجمع التبرعات من أهالي القرية من أجل توفير الميزانية اللازمة لجلب محترف لفريق كرة الطائرة.
ولا ننسى أيضا أن منتخبا يلعب باسم البحرين وهو منتخب اليد، غير قادر حتى الآن على توفير ميزانية لمعسكره الخارجي في ظل الصمت المتواصل من المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وهو مقبل على بطولة قارية تؤهل إلى نهائيات كأس العالم.
نعلم بأنّ رياضتنا تحتاج إلى زيادة في الموازنة المرصودة من قبل الحكومة؛ لتكون مسابقاتنا صحيحة وسليمة، نعرف أننا بحاجة إلى قرارات حاسمة من أصحاب الشأن سواء في الحكومة أو حتى المؤسسة العامّة للشباب والرياضة أو حتى الاتحادات الوطنية، من أجل السير في الطريق الصحيح للمسابقات، كل ذلك يحتاج إلى قرار سياسي بحت من شأنه أنْ يرفع الرياضة البحرينية وليس كرة القدم فحسب، من الوحل الذي هي فيه وهمومها التي شاب لها الرأس، فالإعلان السعودي لتقوية دوريها لم يأت إلاّ بعد الحصول على ضوء أخضر حكومي جعلها تشد ظهرها في سبيل رقي مسابقاتها، وهذا ما نحتاج إليه بالفعل.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2679 - الثلثاء 05 يناير 2010م الموافق 19 محرم 1431هـ