العدد 2679 - الثلثاء 05 يناير 2010م الموافق 19 محرم 1431هـ

شيخة العليوي... حقوقية تقتحم عالم البيئة إقليميّا ودوليّا

في برنامج «مع القراء» الذي يبث عبر «الوسط أون لاين»اليوم

استضاف برنامج «مع القراء» الذي يبث كل أربعاء على «الوسط أون لاين» الشابة شيخة أحمد العليوي (21 عاما) التي استطاعت أن تقتحم عالم البيئة من خلال المشاركة في عدد من الفعاليات البيئية الإقليمية والعالمية، انطلقت فيها من دولة قطر الشقيقة ثم كوريا الجنوبية وأخيرا الأردن من خلال مشاركتها في اجتماع ومؤتمر لوضع أجندة بيئية تمثل إقليم غرب آسيا في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، أي بفترة لا تزيد على شهر من الآن، وفيما يأتي نص اللقاء:

نرحب بكِ أختي شيخة العليوي اليوم في برنامجنا «مع القراء»، وبداية تفضلي إذا كانت لديكِ أية كلمة تودين البدء بها...

- أولا صباح الخير... وإن شاء الله صباح يعمّ البحرين في هذا الوقت المليء بالأزهار والنجاح والإنجازات، وكل عام وأنتم بألف صحة وسلامة بالعام الجديد، وإن شاء الله تكون هذه السنة كلها إنجازات وكلها حياة مملوءة بالتفاؤل والأمل.

شيخة، طالبة حقوق بجامعة البحرين وبحسب معلوماتي سنة أخيرة، لها الكثير من المشاركات والمناصب القيادية والشبابية سواء داخل جامعة البحرين أو خارجها، لو ذكرنا بعضا منها فهي عضو اللجنة الاستشارية لمجلس طلبة جامعة البحرين، وعضو جمعية كلية الحقوق، بداية، ما هي بدايات ارتباطكِ بالبيئة؟.

- القانون جزء لا يتجزأ من كل علم أو تاريخ، البيئة كانت مرتبطة أيضا بالقانون، ولأن البيئة شيء جديد لم يتم تدريسه كمقرر رسمي في كلية الحقوق أحببت أن أدخل هذه المسابقة كثقافة وكعلم وكتحقيق نتائج، دخلت هذه المسابقة واطلعت على شروطها، ومحاورها كانت بيئية بحتة...

هل كانت مسابقة في داخل البحرين؟.

- نعم، وكانت المشاركة لطلاب جامعة البحرين إذ كانت المسابقة على مستوى الجامعات في مملكة البحرين، ودخلت فيها كبداية لي ولم أكن متوقعة الفوز بصراحة، والحمد لله فاز بحثي إذ إن 6 بحوث إضافية من جامعة البحرين كانت تحمل اسم «التراث الطبيعي المهدد بالانقراض».

على ماذا كانت تقوم فكرة البحث؟.

- يتكلم عن التنوع البيولوجي بين الحيوانات والنباتات التي تعاني من مشكلة الانقراض بسبب تغير المناخ والتأثير السلبي عليه، وكان يركز على مشكلة الانقراض وعلى مشكلة ارتفاع منسوب المياه الذي سيؤثر على مملكة البحرين كدولة جزرية والإيجابيات التي نفقدها كتراث طبيعي وكبيئة وكحياة فطرية نعيشها ونتأثر بها بشكل سلبي.

...ومن بعد هذه المسابقة؟.

- الحمد لله بدأت أطوّر مهاراتي إذ كان الفوز والنجاح الذي حققته خليجيّا في قطر (الدوحة) شيئا إيجابيّا لي يُضاف إلى سيرتي، فطوّرت مهاراتي وأحببت أن أقرأ عن البيئة وربطتها بأشياء كثيرة، وتقدمت ورشحت نفسي للمؤتمر العالمي الذي أُقيم في كوريا الجنوبية، والحمد لله حضرته وكنت أنا الخليجية الوحيدة التي تم اختيارها لحضور هذا المؤتمر العالمي، وبصراحة هذا شرف لي وأفتخر به والحمد لله، وكان هناك «امتحان شخصية» إذ كان مؤتمر كوريا يختلف عن باقي المؤتمرات العربية التي تقام، كان هناك تحديد للشخصية أكثر من تحديد المهمات أو الظروف التي نعيشها، لذلك أنا دائما أتكلم عنها لأن مؤتمر كوريا العام كان خطوة قاسية، والشيء الإيجابي الذي تعلمته منه أصبحت أتحمل المسئولية وأعتمد على نفسي وأكون قائدة أولا وأخيرا.

هل شاركتِ في مؤتمر كوريا بورقة العمل نفسها أو البحث الفائز؟.

- لا ولكن تطرقت إليه كنبذة إذ طلبوا مني كتابة مقال فكتبت عن «كيف أكون قائدة بيئية»، والحمد لله كمهارات قيادية وبيئية تم ترشيحي لهذا المنصب «اختصاصية لإقليم غرب آسيا».

هل تحدثتم عن توصيات معينة بشأن إقليم غرب آسيا في مؤتمر كوريا الجنوبية؟

- بالتأكيد، لأن مؤتمر إقليم غرب آسيا يفتقد كثيرا الوعي الشبابي البيئي، إذ إن غالبية الشباب الآن يتجهون إلى المشاكل السياسية أو بالأساس المشاكل التي لا تنفع ولا تضر، نحن لابد أن ننجز أشياء، الموسم البيئي هو الذي يثير ضجة في هذا العام، فكاقتراح وكمسئولية تم التنبؤ بأني سأستطيع أن أؤثر بشكل إيجابي كقائدة بيئية وإدارية وحقوقية وأؤثر على شباب البحرين وعلى الإقليم ككل ليتطوروا أو بالأحرى يكون لهم وعي بيئي في هذا المجال، وكبداية لي أحببت أن أنشر هذا الوعي البيئي الشبابي في مملكة البحرين قبل أن يكون في الإقليم.

هل بدأتِ في ذلك؟.

- نعم، بدأت وأنجزت فعاليتين والحمد لله.

بعد عودتكِ من كوريا؟.

- نعم، أقمت فعالية «عشاء على ضوء الشموع»، كان الهدف منها تقليل نسبة الكربون وكانت فعالية جميلة ضمت الكثير من البنات والأشخاص المميزين، والفعالية الأخرى كانت عبارة عن مهرجان «كورنيش الغوص» وكانت تحمل شعار «لا تكربن أكثر من 350»، وهي متعلقة أيضا بمشكلة تغير المناخ كرسالة أريد إيصالها وكهدف أطمح إليه للشباب البحريني أن يقلل نسبة الكربون أو بالأحرى يفهم الهدف ليس عن طريق محاضرة يتملل الشخص منها وإنما عبارة عن شيء ترفيهي وفي الوقت نفسه هادف يعرفون ما وراءه.

وهل قمتِ بتنظيم هاتين الفعاليتين بمفردكِ أم بالتعاون مع جهات معينة؟.

- الفعالية الأولى وهي «عشاء على ضوء الشموع» كانت من تنظيمي بمفردي، أما مهرجان «لا تكربنها أكثر» كان بتنظيم مع جمعية حوار.

بما أنكِ ذكرتِ جمعية حوار الشبابية، هل بدأتِ التعاون مع أي من الجهات أو الجمعيات البيئية في البحرين، أو الانضمام إليها؟.

- بصراحة، لم أنضم إلى أي من الجمعيات البيئية في البحرين، ولكن أنوي طرح المشروع كتنظيم طلابي بعيدا عن الجمعيات، ولا أريد الانضمام إلى أية جمعية في الوقت الحالي، لكن أريد أن أحقق ما أطمح إليه وهي عبارة عن مفاجأة سأعلنها في جامعة البحرين، وبعد تخرجي في الجامعة بإذن الله سأنضم إلى أية جمعية تحتضنني وتساندني...

وإن شاء الله تؤسسين جمعية...

- في الواقع فكرة تأسيس جمعية ليست واردة لكني أطمح إلى الانضمام إلى جمعية قيادية أو جمعية شبابية أكثر من أن تكون جمعية بيئية.

هل يُوجد شباب أو شابات في عمركِ (21 عاما) يهتمون بالبيئة، حتى نضمهم إلى فئة النشطاء البيئيين؟.

- نعم، هناك مجموعة من الشباب والشابات مهتمون بالبيئة ولكن لم يصلوا إلى درجة أن يطمحوا إلى أن يكونوا مسئولين عن إيصال فكرة الوعي البيئي، ولكن توجد مجموعة من النشطاء نفتخر بوجودهم ملمين بمسائل البيئة وخصوصا برنامج «قلوب» الذي يضم مجموعة من الشباب المتميزين والنشطاء، وشيء جميل أن يكونوا مهتمين بالبيئة كبرنامج عالمي موجود في البحرين.

يبدو أنكِ مهتمة كثيرا بالقيادة والبيئة، فإلى ماذا تطمحين؟.

- بصراحة، أطمح إلى التميز في أي مجال، فالبيئة هي من فسحت لي المجال لأن أتميز فيها، وأنا لا أريد التركيز على البيئة فقط وإنما أريد التركيز على كل المجالات التي أستطيع الوصول إليها بفكري، كذلك القيادة أمر الكل يطمح إليه وأفتخر حينما يعبّر عني البعض بالقائدة، أنتِ قائدة حقيقية، وأشكرهم. بصراحة القيادة هي سعي إلى النجاح، فالنجاح ليس أمرا سهلا وليس مجرد كلمة تُنطق بأن نريد أن نكون قادة فقط، النجاح تحدٍّ ويحتاج إلى الثقة والأمل، وتوفيق من الله ورضا الوالدين، وهي مهمات بصراحة يُفتخر بها.

توجد عوامل أو شروط ربما وضعتها شيخة للوصول إلى القيادة، ما هي الشروط التي تجدينها مهمة؟

- الشروط في الأساس هي كمبادئ وضعتها في بالي، من أول ما بدأت إنجازاتي، وهي عبارة أولا عن أن الله سبحانه وتعالى موجود معنا في كل خطوة، في كل نَفَس نتنفسه، نحن لسنا موجودين لوحدنا، نحن نسعى ونطمح والله موجود معنا وبتوفيقه سبحانه وتعالى، والأمر الآخر رضا الوالدين عامل جدا مؤثر والبر بهما له تأثير جدا قوي وانعكاسي على شخصياتنا، وثالث شيء السعي - كما ذكرت - للنجاح، فالنجاح ليس كلمة بسيطة، النجاح سعي وتحدّ يحتاج إلى طريق طويل حتى مع وجود العثرات فلابد أن نتخطاها بقوة وصبر، وهناك مبدأ أعتز بأني قرأته في يوم من الأيام وأطبقه الآن وهو مبدأ اللاواقعية.

اللاواقعية هي كلمة مستمدة من دراسات أجنبية، معناها أن تحاول قدر الإمكان أن تعيش لاواقعيّا، لكي تسهل طريق المستحيل، لأننا نعيش خصوصا هذه الأيام تفكيرا سلبيّا، إذ أصبحت كلمة «شيء مستحيل» متداولة بين غالبية الشباب أو «شيء يُصعب الوصول إليه»، فنحن لماذا نوصل الكلمات السلبية إلى الشباب البحريني أو إلى الشباب العالمي؟ لماذا لا نتنافس مع الشباب العالمي على المبادئ التي تقويهم، المفروض أن نتقوى، المفروض أن نعيش المبادئ الإيجابية وليس المبادئ السلبية. فمبدأ اللاواقعية هو مبدأ كدفعة قوية لي شخصيا، وإن شاء الله يكون دفعة لكل من يسمعني بأن يقللوا من فرص المستحيل لكي يكون كل شيء احتماليّا وشيئا إيجابيّا.

بالعودة إلى الشرط الثاني والمهم في شروط القيادة، وهو رضا الوالدين، ما شعور والديكِ بهذه الإنجازات التي تحققينها؟

- والداي (الله يحفظهما ويطوّل عمريهما) يفخران بي، إذ إني ابنتهما الكبرى ونحن مجرد اثنتين (أنا وأختي)، والحمد لله يفخران بي وأنا أعزهما كثيرا وأسأل الله أن يبقيهما لي.

شيخة؛ أنتِ جزء من جامعة البحرين، فلو سألتكِ: ماذا قدمت إليكِ جامعة البحرين في هذا الجانب، سواء كان جانب القيادة أو البيئة؟.

- بالنسبة إلى القيادة فأنا انضممت إلى برنامج في الجامعة اسمه «وفد جامعة البحرين الشبابي» لكنه لم ينصفني في جانب القيادة وفي جانب المتطلبات التي يشترط في القائد أن يصل إليها، حيث كان البرنامج (مع احترامي الشديد لجامعة البحرين) غير مناسب من حيث موقع جامعة البحرين، إذ كان عبارة عن مسرحية فكاهية غطت على مفهوم القيادة.

هل نستطيع القول إن ما يقدمه البرنامج لا يتناسب مع سن الطلبة وأفكارهم وطموحهم؟.

- لا، ليس بهذا المفهوم، ولكن على سبيل المثال أنا تم اختياري عن طريق لجنة تحكيم وأخبروني بأني دخلت البرنامج وفقا لمهارات قيادية قوية جدا وثقافة عامة وكشخصية قوية ونسائية، لكن ما وجدته في الداخل أن الأشخاص القائمين على البرنامج غير متحملين مسئولية البرنامج كشكل عام، وللأسف أن جامعة البحرين كقوة وكاسم تحتضن هذه البرامج التي هي في الأساس مسليّة أكثر من كونها قيادية بحتة.

ألا يمكنكِ أن تمديّهم بأفكاركِ الجديدة مثلا أو الأفكار التي من الممكن أن تطوّر سواء من هذا البرنامج أو من أي برنامج آخر؟.

- كوني طالبة حقوق فأنا أقترح اقتراحا وفقا للدراسات التي درستها فإن الإقناع والتفاهم هما سببان رئيسيان لحل جميع المشاكل. وللعلم، فأنا لست الوحيدة التي أعاني أو التي أتكلم عن وفد جامعة البحرين القيادي بشكل سلبي، وإنما هناك أيضا وفود تخرجت في هذا البرنامج يشعرون بالظلم ويشعرون بأن هناك شيئا غامضا في البرنامج نفسه، فأنا أتمنى وأقترح أن نجلس في يوم من الأيام جميعا على طاولة نستطيع أن نطلق عليها «طاولة تفاهم»، نتحدث مع بعضنا بعضا، نتساءل: لماذا بدلا من أن نخرج بفائدة إيجابية أن نخرج متضايقين من البرنامج؟

هناك أشخاص يسببّون لنا عقدة في موضوع القيادة، وهناك آخرون يحبطوننا، فهذا الشيء للأسف يكون موجوداَ في جامعة البحرين من خلال هذا البرنامج.

قبل أن أختم - شيخة - ما هي خططكِ للمستقبل القريب؟

- بصراحة، مدة المنصب الذي أتبوأه سنتان تقريبا، وأحب أن أعمل مشاريع وبرامج إقليمية، والحمد لله بدأت في مملكة البحرين، وهناك مشروع مفاجأة سيكون في جامعة البحرين إن شاء الله خلال شهر مارس/ آذار، وهو حدث أفتخر به كونه في جامعة البحرين لأني أفتخر أن أكون إحدى طلبة هذه الجامعة كونها تخرّج أشخاصا قياديين قبل أن يكونوا طلبة، وأنا أحب جامعة البحرين بصراحة وأسأل الله أن يوفقني فيها ويوفق كل طلبة جامعة البحرين وخصوصا كلية الحقوق، وإن شاء الله المشروع بيئي وفي الوقت نفسه قيادي وسيكون حدثا جميلا وأتمنى أن يتبناه الإعلام المحلي وسيخرج باسم مجلس طلبة جامعة البحرين، وبعد ذلك سأتجه إلى المشاريع الإقليمية بعد تخرجي بإذن الله في جامعة البحرين، وأرغب في التعمق في دراسة الحقوق.

هل لديكِ كلمة توجهينها إلى أقرانكِ وزملائكِ والشباب عموما وخصوصا من هم في سن 21 و22؟

- كلمة موجهة إلى الشباب البحريني: لا تضيعوا أية فرصة تمرّ عليكم والفشل ليس نهاية الحياة وإنما يكفي شرف المحاولة لإثبات الذات، فالقيادة محتاجة إليكم قبل أن تكونوا محتاجين إليها، فنحن لابد أن ننجز لتفتخر مملكة البحرين بنا.

العدد 2679 - الثلثاء 05 يناير 2010م الموافق 19 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:24 ص

      الى صديقتي شيخة العليوي

      اعجبني اللقاء اللي كان مع الشابة المتالقة الخلوقة شيخة العليوي
      بصراحة شابة طموحة ومكافحة في العمل التطوعي وتلقت التعاون في عملها وتلقت الخبرة من اناس خبراء معترف بهم اتمنى لج يالغالية يا شيخة كل التوفيق في حياتج يارب
      البنت الجميلة شيخة تستحق ما وصلت اليه الان واكثر

    • زائر 2 | 3:33 ص

      السيد

      الله يوفقش يا شيخة وإلى الأمام دائما
      موفقة إنشاء الله أختي

    • زائر 1 | 1:41 ص

      الله يوفقك

      عفية عليج خية .. الله يوفقج يارب

اقرأ ايضاً