كشفت وزارة الثقافة والإعلام في بيان أمس أنها تعمل حاليا بالتعاون مع منظمة الإيكروم الدولية على وضع خطة عمل طموحة تستهدف تأهيل وتطوير موقع مسجد الخميس الأثري ليتكامل المسجد مع مكانته التاريخية وليبقى للأجيال القادمة شاهدا على عمق التاريخ البحريني.

وأضافت الوزارة «تشكل خطة الترميم خطوة مهمة نحو تعاون دائم مع منظمة أيكروم الدولية بما يصب في مصلحة تراث المملكة ويحافظ على قيمة المواقع الأثرية التي تشكل علامة بارزة في تاريخ البحرين ويؤكد مكانتها الثقافية والتاريخية على خارطة العالم ويساهم في دعم الاقتصاد الوطني».

من ناحيته صرح مستشار ترميم الآثار والمباني التاريخية علاء الحبشي بأنه نظرا إلى أهمية مسجد الخميس الذي يعتبر أقدم معلم إسلامي في مملكة البحرين، فقد تم مؤخرا وبتوصية من وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة التواصل مع برنامج (آثار) التابع لمنظمة الإيكروم لوضع خطة طموحة تتضمن فحص المنارتين والتأكد من سلامتهما ووضع وتنفيذ خطة لإعادة تطوير وتأهيل موقع مسجد الخميس الأثري».

وفي هذا الصدد ذكر أن منظمة الإيكروم أرسلت البروفيسور جيورجو كروتشي أحد أهم الخبراء الدوليين في مجال الترميم الإنشائي حيث قام بفحص المنارتين بالطرق العلمية المتعارف عليها، وأقر أن الوضع الحالي للمنارتين ثابت ومستقر، موصيا المختصين برصد أية حركة بالمنشأة لمدة عام للتأكد ما إذا كانت هناك اهتزازات قد تؤثر عليه.

وأكد الحبشي أن تقرير البروفيسور تمت مراجعته من قبل مستشارة التخطيط الاستراتيجي بوزارة الثقافة والإعلام المهندسة منار سرية، والقائم بأعمال إدارة الآثار والتراث سلمان المحاري ومستشار ترميم الآثار والمباني التاريخية علاء الحبشي، وأكدوا وفق قراءتهم لهذا التقرير ضرورة أن تدرج توصيات البروفيسور في مشروع متكامل يهدف في المقام الأول إلى تأمين سلامة المسجد وتجهيز وإعداد وتهيئة الموقع الأثري بشكل يليق بأهميته ومكانته التاريخية ليكون مقصدا للزائر والسائح والمهتمين بالتاريخ وبالسياحة الثقافية.

وأضاف «بناء على حرص وزارة الثقافة والإعلام بتأهيل وترميم مسجد الخميس وتطوير الموقع المحيط به فقد تمت دعوة مدير برنامج آثار التابع لمنظمة الإيكروم زكي أصلان خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول 2009 لزيارة الموقع ولتحديد أطر التعاون مع وزارة الثقافة والإعلام وقد تم وضع خطة طموحة تباشر الوزارة تنفيذها مع مطلع الشهر المقبل وتتضمن القيام بصيانة المسجد وتطوير الموقع الأثري المحيط به بطرق وأساليب تضمن الحفاظ على خصوصية المسجد دون أن يكون هناك أي تأثير على قيمته الأثرية والتاريخية».

يذكر أن «أيكروم» منظمة دولية حكومية أسست العام 1959 بتوصية من اليونسكو ومقرها مدينة روما وتهدف لخدمة المجتمع الدولي للحفاظ على التراث الثقافي، وانضمت مملكة البحرين إلى عضويتها العام 2005 لتأكيد دور المملكة في تفعيل برامج الحفاظ على التراث المحلي.

من جانبها ذكرت مستشار التخطيط الاستراتيجي بقطاع الثقافة والتراث الوطني منار سرية أن القطاع سيقوم وبشكل متزامن مع برنامج تطوير وتهيئة الموقع الأثري المحيط بمسجد الخميس ببناء مركز معلومات يضم مختلف الخدمات الأساسية التي يتطلع لها زائر المواقع الأثرية، حيث سيتم تخصيص قاعة لعرض المعلومات والوثائق المتعلقة بمسجد الخميس والموقع الأثري المحيط به ودكان لبيع الهدايا التذكارية البسيطة إضافة إلى توفير الكتيبات والملصقات ذات العلاقة.

ومن المتوقع بحسب ما أكدته سرية أن ينتهي العمل في مشروع مركز معلومات مسجد الخميس في شهر يونيو/ حزيران من العام 2011 المقبل ويتزامن ذلك مع استضافة مملكة البحرين لاجتماعات لجنة التراث العالمي، موضحة أن المشروع ينفذ في إطار الشراكة القائمة بين القطاع العام والقطاع الخاص وهو المبدأ الذي انتهجته وزارة الثقافة والإعلام في تنفيذ مشاريعها الثقافية والسياحية والتراثية التي تخدم الإنسان الذي يعيش على هذه الأرض وتعنى بتاريخه وأرضه وبموروثه الثقافي وبكل ما يتعلق بحاضره ومستقبله.

ولفتت إلى أن مركز المعلومات يشكل جزءا من مشروع «الاستثمار في الثقافة» وهو المشروع الذي دشنته الوزارة العام 2006 لتنفيذ مشاريع ثقافية تصب في صالح الوطن والمواطن البحريني في إطار الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص.