العدد 2678 - الإثنين 04 يناير 2010م الموافق 18 محرم 1431هـ

طهران... أين المخرج؟!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

عليَّ أن أقول: إن إيران دولة مسلمة ولها أهمية كبرى في المنطقة، وإن من مصلحة كل الدول العربية والإسلامية أن تتكاتف معها، كما أن من مصلحة إيران - أيضا - أن تقف مع هذه الدول لكي تشكل في نهاية المطاف قوة إقليمية يحسب لها الآخرون حسابا...

وعليَّ أن أقول أيضا إن الأزمة التي تمرّ بها إيران حاليا لم يسبق لها مثيل في تاريخ إيران بعد ثورة الإمام الخميني، وأن خطورة هذه الأزمة - كما أراها - أن الذين انقلبوا على الثورة هم من أبنائها المقرّبين ومن دوائر صنع القرار!

خطورة هذه الأزمة أن هناك دولا متعددة الأهداف والأغراض كلها تسعى لاستغلال هذه الأزمة لكي تضعف إيران من الداخل لعلها بذلك تحقق أهدافها أو بعضها على أقل تقدير!

أميركا وبعض الدول الأوروبية لها موقف معلن من السلاح النووي الإيراني؛ هذه الدول تسعى بكل قوة للقضاء على هذا السلاح خدمة للأهداف الإسرائيلية ولا شيء آخر، وعندما تضعف إيران فإن تحقيق هذا المطلب قد يكون ممكنا، ولهذا فليس من المستبعد أن تقف هذه الدول بصورة أو بأخرى مع كل حركة تضعف تماسك إيران الداخلي... ولا يعني كلامي هذا أنني أتفق مع الذين يتهمون الإصلاحيين بمثل تلك الاتهامات أو حتى أكثر منها ولكن هذا استنتاج ولا شيء أكثر وأرجو أن لا يكون صحيحا.

وهناك دول عربية يسؤوها مواقف إيران المعادية لـ «إسرائيل» والمساندة للمقاومة في فلسطين ولبنان!

المواقف الإيرانية المعلنة والمؤيدة لحماس والمناهضة لحصار أهالي غزة بكل أنواع هذا الحصار يجرح الدول التي تحاصر غزة وتضيّق على سكانها بكل السبل، وبالتالي فإن كل الانقسامات في إيران تصبّ في صالحهم بحسب رؤاهم الضيقة!

ومثل هؤلاء كل الذين يضايقهم مساندة إيران لحزب الله، فإنهم - بطبيعة الحال - سيقفون في صف كل من يمزق الوحدة الإيرانية.

وهنا سنلاحظ أن «إسرائيل» التي تقف مع بناء الجدر العازلة وحصار غزة والتضييق على حزب الله ستكون من أسعد الدول لكل ما يجري في إيران، وستواصل ضغوطها الكبيرة لإتمام الحصار على غزة، ولأن إضعاف إيران - كما قلت - سيكون في صالحها لأن صوت إيران هو المرتفع فإنها ستدعم كل صوت يضعف إيران مهما كانت الوسائل.

لكل ذلك، فإن من مصلحة إيران أن تخفف من معاناتها الداخلية لكي تستطيع مواجهة مشاكلها الخارجية باقتدار؛ التهديد بسحق المعارضة، أو دعوة قادتها للتوبة أو العقاب ليس هذا الحل الأمثل.

معاملة المتظاهرين بالعنف، ووقوع قتلى وجرحى من جرّاء ذلك، ومحاكمة بعض المتظاهرين لن يؤدي إلى الاستقرار...

وصف المتظاهرين بالخونة والمفسدين في الأرض لن يُعيدهم لحضن الدولة...

وأيضا... تصرفات السيد موسوي وكروبي لن تحقق لهما كل طلباتهما، بل قد لا تحقق لهما شيئا على الإطلاق.

ولأن الدولة هي الأقوى وهي المظلة التي يجب أن ينضوي الجميع تحتها فيجب على رموزها التحرك بسرعة وحكمة لإنهاء هذه الأزمة وبدون تهديد ووعيد...

ليس من مصلحة إيران أن تثير من كانوا معها عليها... وليس من مصلحتها - أيضا - أن لا تتصالح مع كل العناصر المكونة لدولتها؛ السنة، والبلوش وسواهم...

وليس من المصلحة أن تستهين بكل هؤلاء باعتبارهم أقليات أو لكونهم لا يملكون قوة كبيرة تدعمهم...

مصلحة كل دولة عربية أو مسلمة أن تكون إيران قوية، لأن هذه القوة ستضاف إلى رصيد هذه الدول كلها... وطريق إيران إلى القوة والتماسك أن تعي أنها لا يمكنها العيش بمفردها وأن عليها أن تتعايش مع محيطها بدون أن تتنازل عن ثوابتها الحقيقية... فهل تفعل؟!

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2678 - الإثنين 04 يناير 2010م الموافق 18 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • علي علاوي | 9:21 ص

      ليس من مصلحتهم أن تكون قويه

      ليس من من مصلحة الدول العربيه وخصوصا الدول الخليجيه أن تكون ايران قويه لأن قوتها يعني استقلالها وتفوقها عليهم وها نحن نرى كيف ايران سحبت جميع أوراق اللعبه السياسيه من على الطاوله ولم تبقي لهم حتى ورقه واحده يستروا بها عورتهم ؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 6 | 2:28 م

      من مصلحة الدول العربية أن يكونوا أقوياء أيضاً في وجه المارد الأخضر

      أن تكون ايران قوية لوحدها لا يكفي المطلوب من جميع الدول العربية والاسلامية ان تكون بمستوى عالى من القوة والاستعداد والثبات وبجانب القوة العسكرية هناك الحزم واتخاذ القرارات الهامة والصحيحة لكي لا تضيع المنطقة في لحظات طيش ونزوات مثل ما فعل صدام وما زالت دول المنطقة تدفع ثمن الاستهتار وجنون العظمة . ام محمود

    • زائر 5 | 1:34 م

      لا تخف يا عزيزي

      لا تخف يا عزيزي الكاتب فقد تسقط بعض الأنظمة العربية؛ أو كلها، ولكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقى صامدة رغم كل المحاولات لزعزعتها، يكفيك مثالاً أن صدام ممثل العرب والغرب عجز عن هز الجمهورية طيلة ثمان سنوات فتأمل في ذلك.

    • زائر 4 | 12:30 م

      زائر 3 ليش الحقد الأعمى

      تعال، جود هذا كلينكس بالعدال لا تصيح. على فكرة الأعراب تطلق على كل من سكن خارج المدينة المنورة أيام الرسول (ص)، يعني أيضا يقصد بها إيران ههه. انزين وين الحقد الأعمى في المقال و تعليقات الزائرين؟ ماشوف شيء!

    • زائر 3 | 11:24 ص

      ليش الحقد الاعمي

      والله لو تغير الحكم في ايران لرجعتم ايها الاعراب لايام العبودبه و امتلاء الخليج دما منكم يا عبيد العبيد

    • مجردهمس | 1:55 ص

      مجردهمس

      لا تعيش بوهم حبيبي ايران الشقيق الاكبر لاسرائيل والابن البار لامريكا وما اعتقد انه من مصلحة اي دوله عربيه ان تكون ايران دوله قويه من مصلحة اسرائيل وامريكا هذا لاشك به وايران الي تقدسوها وتعظموها والله لو حصلت حرب بين اسرائيل والعرب لقالت لنا كما قال اليهود لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون

    • زائر 2 | 1:35 ص

      اقتباس

      (مصلحة كل دولة عربية أو مسلمة أن تكون إيران قوية، لأن هذه القوة ستضاف إلى رصيد هذه الدول كلها.. وطريق إيران إلى القوة والتماسك أن تعي أنها لا يمكنها العيش بمفردها وأن عليها أن تتعايش مع محيطها بدون أن تتنازل عن ثوابتها الحقيقية.. فهل تفعل؟!) نتمنى أن تفعل إيران ذلك. و لله الحمد فإن ما يجري في إيران من قلاقل هو تنبيه لها صحيح لدول الجوار نقاط ضعف عندما نأتي للتناقضات الطائفية الموجودة، و لكن الحال في إيران ليس بالرومانسية التي تتصورها. نحن نتمنى الخير لإيران كشعوب عربية فهل تتركنا و شأننا؟

    • زائر 1 | 1:16 ص

      و لسان حال طهران يقول:

      (لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء و لا وحي نزل)، أيها الكاتب ... جميع الأنظمة العربية الرجعية و التقدمية منها لعبت لعبة (القدس عروس عروبتنا)، و ها هي إيران و مؤخرا تركيا تريدان ركوب الموجة نفسها، لتأخذ ما قسمه الله لها من الكعكة. كلهم بلا استثناء يدعمون فلسطين و الكفاح الثوري طالما يصب هذا الدعم في تدعيم سلطتهم و بسط نفوذهم. بالنسبة لنا في البحرين و الساحل الشرقي من الجزيرة العربية، قيادة و شعوبا، نؤكد أنه أيا كان مهر العروس (فلسطين) فلن نكون نحن من يدفع المهر، كما توهم نظام البعث من قبل.

اقرأ ايضاً