العدد 2677 - الأحد 03 يناير 2010م الموافق 17 محرم 1431هـ

مريم يا وزراء الصحة

الشيخ محمد الصفار mohd.alsaffar [at] alwasatnews.com

فجأة شعر أهلها بكيس دهني يكبر أسفل رقبتها، مما اضطرهم لمراجعة طبيب العائلة، حيث أشار عليهم بضرورة معالجتها بعملية جراحية بسيطة جدا، تندرج تحت عمليات اليوم الواحد، حيث يمكن لمن أجريت له أن يمضي لشئونه بعد أن يرتاح قليلا.

مريم التي لم يتجاوز عمرها السنة الخامسة تسكن في سدني بأستراليا، وهي محبوبة من جميع أفراد أسرتها لجمالها وخفة دمها، ولأني أنزل ضيفا مغمورا بكرم والدها، فقد أحببت هذه الصغيرة ورحت أتابع باهتمام عمليتها وعلاجها.

مريم يا وزراء الصحة كشف عليها الطبيب وأخبر أهلها أنه كيس دهني ليس خطرا لكنه حدد موعدا للعملية بعد أسبوعين فقط يا وزراء الصحة بـ «مستشفى سدني للأطفال»، وأخبرهم أن أي طارئ يمكن أن يقرب وقت العملية دون الحاجة لأي إجراء قانوني أو أخوي.

كان وضعها سعيدا وهي تقبل على العملية فقد جاءتها إحدى المختصات لتهيئة الأطفال قبل الدخول إلى غرفة العمليات، وكانت ماهرة جدا، لأنها مختصة حقا في رعاية الصغار، لقد جاءتها بلعبة جميلة وأخذت تلعب معها، ثم أحضرت لها صورا للدكتور الذي ستراه في غرفة العمليات، وأخبرتها أنه من سيجري لها العملية، وإلى جانب صورته أحضرت صورا لكل من سيكون من المساعدين والمختصين في غرفة العمليات، وبدأت تذكر أسماءهم لها وتخبرها عن دقة وشطارة كل واحد منهم، وأنها ستراهم بقناع على وجوههم للحفاظ على صحتها، وأخرجت لها قناعا كالذي يلبسونه وجعلته في متناول يديها، ثم أخرجت لها جهازا لقياس الضغط وأخذت تلاعبها به.

بعد ذلك أحضرت لها بالونا يقوم الطفل بنفخه، وما أن يبدأ في النفخ حتى يستسلم للتخدير، وطلبت منها نفخه مرارا، حتى تنفخه بجرأة وشطارة في غرفة العمليات وحتى لا يكون غريبا عليها.

غرفة العمليات وزراء صحتنا كانت قمة في ديكور ورسمات الأطفال أسماك وحور البحر ودلافين، وأصداف، ثم زرقة الماء المريحة للعين والمبهجة للنفس.

أما مكان الانتظار قبل العملية فلم يكن ممرا يا وزراء الصحة، بل غرفة مهيأة بالتلفاز والـ «دي في دي»، وأوراق التلوين للأطفال، وجدرانها مزينة بالرسومات الجميلة، ومع ذلك الجو المؤنس كله لم يعتمد المستشفى على أهل الطفلة في رعايتها، بل من مسئولية المختصة (التي تحدثنا عنها) أن تبقى تلاطفها وتلاعبها إلى أن تُستلم في غرفة العمليات.

حين خرجت مريم من غرفة العمليات إلى غرفة الإنعاش (التي لا تقل في ديكورها ورسماتها وجمالياتها عمّا سبقها في غرفتي الانتظار والعمليات)، وأفاقت من التخدير، جاءتها بعد بعض الوقت معلمتها في الحضانة (الروضة) ومعها قصة جميلة، وجلست معها تقصّ بعضها عليها وتذكرها برفيقاتها في الحضانة وبالمعلمات اللاتي يُسلّمن عليها، كانت معلمتها للتوّ منتهية من دوامها ومنهكة، لكنها لم تترك عيادة طالبتها الصغيرة التي ربما لا تعي الكثير من مضامين هذه الزيارة.

لم ينتهِ الأمر يا وزراء الصحة بل جاءتها مختصة تسمى المعالجة باللعب (DVD) وأحضرت لها أشغالا يدوية، وعلمتها عن جهاز التلفاز والمحطات التي تفيدها، ثم عن جهاز الـ (PLAY STATION) ولعبة (XBOX) ولعبة (WII) يا سعادة الوزير كانت الغرفة مجهزة بلعبة الـ (Play therapist)، ومجهزة كذلك بلوح للرسم وللكتابة.

لا أظن يا وزراء الصحة أن ميزانية وزارة الصحة في بلدهم أكبر من ميزانية الصحة في مختلف دولنا الخليجية أليس كذلك أيها الوزراء القديرون؟

ثم ألا تعتقدون أن بعض الأمور ليست مكلفة ولكنها تحتاج إلى نفس إنساني واهتمام إداري؟

إقرأ أيضا لـ "الشيخ محمد الصفار"

العدد 2677 - الأحد 03 يناير 2010م الموافق 17 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 5:05 م

      الحذر واجب ...الى زائر 9 حتى الممرضة تصرخ ايضا اش حال لو كانت دكتروة اكيد بتكفخ المرضى

      الحمد لله انا لا اذهب لمستشفى السلمانية الا في حال زيارة لأحد ما اما العلاج فلا ... يعني كافية شرهم ان شاء الله يزيدون عدد الاسرة اناس كثيرة تشتكي قلة الاسرة لا نعلم ما الصعوبة في زيادة عدد الاسرة مع انها تحل مشكلة كبيرة بالنسبة للمرضى ولكن الاصوات دائما تذهب عبر ادراج الرياح فإلى متى يا ترى سيلقى صداها ؟

    • دكتوره | 1:17 م

      بارك الله فيك شيخنـا

      البحرين كفايه الوعود الي واعده فيها المواطنين و ما وفت فيها ... هالمره مستشفيات صحيه عدلـه .. صرنا من كثر ما يوعدونـا ما نحب نحلـم !

    • زائر 9 | 1:17 م

      أخطاء طبية بالجملة

      بالاضافة الى التكشير والمعاملة الخشنة في مستشفياتنا التي تمثل بعبع للكبار قبل الصغار في أحد السنوات ذهبت للولادة وكان الطفل على وشك النزول صرخت في وجهي الممرضة لا يوجد سرير هل تريدين الولادة على الأرض اذهبي الى مستشفى آخر وخرجت مع زوجي ولم أرى الطريق من شدة الألم .. وهناك ثلاث مدرسات زميلات رحلن عن الدنيا واحدة منهن رحلت سريعا بعد عملية جراحية لازالة أكياس من الرحم ولكن تم ثقب القولون بالخطأ لا زال طيفها وخيالها لا يفارقني كانت على درجة من الأخلاق العالية الله يرحمها .

    • زائر 8 | 11:52 ص

      لا يسعنى أن نقول شيء

      نطمح لذلك و نتمنى أن يُفرج حال موطننا ..

    • زائر 7 | 7:47 ص

      الحذر واجب ...

      الغرب ليسوا مسلمون ولكن الاسلام يوجد بينهم لانهم يعملون بمبادئه
      العرب مسلمون ولكنهم يفتقدون الاسلام ولا يعملون بمبادئه وفعلا لو كان جميع رؤساء الورزارات من المستويات العالية لارتقت الدولة وازهرت ازدها را كبيرا كذلك بالنسبة للشركة ان كان جميع مدرائها مستوياتهم عالية ترتقي وتتطور وتنتج ما هو مطلوب اما ان كان المدراء ممن مستوياتهم متدنية . واسطات فقط تتخبط الشركة في ادارتها وبالتالي يؤثر على مستوى انتاجها لكن من يفكر . هناك غشاوة ختمت على ابصار الجميع الى متى يا ترى ستنجلي هذه الغشاوة ؟

    • زائر 6 | 7:04 ص

      صلى على النبي شيخنا

      ما بغيت الا وزارة الصحه في البحرين اتسوي جدي

    • زائر 5 | 5:12 ص

      العلم محدود!

      يا شيخ انت تعلم كما نعلم
      الحكو.. تريد الشعب ان يكون جاهلا بمعنى الكلمه فيضيقون عليه ويحرمونه من التعليم العالي
      ولذلك جلبو مجنسين جهلاء لا يعرفون شي غير لغه الدينار والدرهم..
      والسبب يعود ان معظم الوزرا. لا يملكو مستوي عالي فى التعليم ولذلك
      يجب ان تكون الاجيال مثلهم او اقل منهم وليس العكس

    • زائر 4 | 2:16 ص

      اسرة فقط!

      نحن في البحرين يا شيخنا العزيز لا نريد اكثر من زيادة عدد اسرة قسم الطواريء, من عدة سنوات والصحافة والشارع يطالب بهذا الطلب البسيط ولا من مجيب
      المرضى ينتظرون بالساعات يعانون الآلام ولا يجدون ما يتأكون عليه غير كراسي الانتظار والبورسلين!

    • زائر 3 | 1:56 ص

      نتمنى يقرأ وزراء الصحة هذا المقال

      الغرب مسلمون أكثر من تنابل الشرق

    • زائر 2 | 1:27 ص

      لا تحرجنا يا شيخ

      لا أريد أن أزيد على ما قلت يا شيخنا. النظام في بريطانيا أيضا من أنجح الأنظمة الصحية في العالم بل وأقدمها وبه من المميزات ما لا يصدقه عاقل في بلادنا، حتى تطعيم الأطفال يلاحقونك عليه ويأتونك في منزلك لتطعيم الأطفال بل ويأتون لعيادة الحوامل في المنازل وأسبوعيا إلى أن تلد. أستطيع أن أسرد عليك القصة ولكن لا يسع المقام لذلك.
      وفوق هذا وذاك، فلبريطانيون يعتبرون نظامهم الصحي قاصر ويبكون وينوحون عليه ويطالبون بتغييره. واقول، إذا ماذا يصيبكم لو عشتم بنظامنا الصحي؟ ستنتحرون في اليوم التالي.
      تحياتي

    • زائر 1 | 11:51 م

      لهذا السبب

      يا إستاذ لهذا السبب لا يريد لنا أن نتعلم ونطلع على ما في البلدان الأخرى التي يعيش فيها الإنسان إنساناُ ,,, سيأتي من يقول لك يا بو إعمامه خلك في شؤون إعمامتك ؟؟

    • حوحووو | 10:03 م

      تسلم

      تسلم يا شيخ
      مقال ولا اروع

اقرأ ايضاً