بعد أن أقرت الجمعية العمومية لجمعية العمل الديمقراطي (وعد) المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة، أصبح من المؤمل أن تجرى مشاورات بين الجمعيات الديمقراطية التقدمية للخروج بتصور مشترك - إن لم يكن قائمة موحدة للانتخابات المقبلة - وخصوصا أن جمعية المنبر التقدمي قد كشفت ولو بشكل غير رسمي عن توجهها للترشح في عدد من الدوائر الانتخابية التي حققت فيها نتائج إيجابية خلال الانتخابات السابقة.

ومع التصريحات التي تصدرها القيادات الوفاقية بين فترة وأخرى والتي تستبعد إمكانية الدخول في قائمة وطنية موحدة تضم الجمعيات المعارضة التي تمتلك حظوظا معقولة وقيادات مقبولة في الوسط الشعبي على مستوى جميع الدوائر الانتخابية وأنها لن تتنازل عن دوائرها الـ (17) المضمونة لأي من حلفائها في المعارضة أصبح من المفترض أن يراجع الحلفاء خياراتهم.

المنبر التقدمي تحاشى قدر الإمكان كشف نيته عن الدخول في دوائر (وفاقية مغلقة)، وكأن ذلك تسليم بالأمر الواقع رغم أن أغلب القواعد الجماهيرية للمنبر توجد في هذه الدوائر المغلقة وبنسبة أقل في دوائر مختلطة بعكس جمعية وعد التي تتركز قواعدها في محافظة المحرق.

فحسب ما رشح من أخبار فإن المنبر يتجه لإعادة الترشح في بعض الدوائر التي حقق فيها نتائج طيبة في انتخابات 2006، وخاصة الدائرة السابعة في المحافظة الوسطى والدائرة الثانية من محافظة العاصمة والدائرة الثالثة بالوسطى، بالإضافة إلى الدائرة السابعة من محافظة العاصمة والتي يمثلها في الدورة الحالية النائب عزيز أبل، إذ تشير المصادر إلى أن الأمين العام للمنبر الديمقراطي حسن مدن ينوي الترشح في هذه الدائرة.

بعض المصادر تشير إلى نية أمين عام جمعية وعد إبراهيم شريف الترشح في «سابعة العاصمة»، وهي الدائرة نفسها التي ينوي مدن الترشح فيها وإن حدث ذلك بالفعل فإن ذلك سيعني دخول «المنبر» و «وعد» في تنافس على مستوى قمة الهرم التنظيمي في كلا الجمعيتين.

الخوف من أن فوبيا الدوائر المغلقة تدفع بالتيار الديمقراطي إلى الابتعاد عن هذه الدوائر والدخول في منافسة في دوائر مختلطة ما يعني أن التيار الديمقراطي قد هرب من منافسة «الوفاق» لينافس بعضه، بدلا من الدخول في قائمة موحدة ينشدها جميع الديمقراطيين حتى وإن لم تحقق نجاحا انتخابيا.