العدد 2677 - الأحد 03 يناير 2010م الموافق 17 محرم 1431هـ

هل يدفع اليمن ثمن مواقفه السابقة تجاه الحرب على العراق؟

رفض اليمن التصويت في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار أميركي ضد العراق أثناء حرب الخليج 1990-1991، عندها توجه دبلوماسي أميركي غاضب إلى دبلوماسي يمني بقوله «هذه هي آخر مرة تصوتون فيها ضد قرار للولايات المتحدة».

كان الانتقام الأميركي متوقعا. ولم تكتف الولايات المتحدة بخفض مستوى علاقاتها مع اليمن بل وأوقفت كل مساعداتها العسكرية له. لكن العلاقات الأميركية اليمنية شهدت منذ ذلك الحين سلسلة من التذبذبات السلبية والإيجابية.

فجاءت محاولة تفجير طائرة ركاب أميركية في أواخر ديسمبر/ كانون الأول على أيدي طالب نيجيري مشبوه بعلاقاته بجماعة إرهابية في اليمن، لتسلط الأضواء مجددا على بلد يفتخر شعبه بثقافة حمل المسدس والبندقية. فيقدر أن هناك أكثر من 60 مليون مسدس وسلاح صغير في دولة يقدر تعدادها بنحو 21 مليون نسمة.

ونقل عن وزير الداخلية السابق، يحيى المتوكل قوله إن كل يمني مسلح بمسدس، فيما يذهب أعضاء بعض القبائل اليمنية أبعد من ذلك بالتسلح بأسلحة هجومية وقاذفات صواريخ وبنادق رشاشة. كما صرح الأستاذ اليمني أحمد الكيبسي لصحافي بريطاني «كما تحملون ربطة عنق، نحن نحمل مسدسا».

هذا وقد تلقى اليمن في الفترة 2002-2008 نحو 69 مليون دولار على ذمة مساعدة عسكرية أميركية ومول برنامج التربية والتدريب العسكري الدولي الأميركي تدريب 496 عسكريا يمنيا، فيما قدر مدير مبادرة السلاح والأمن بمؤسسة «نيو أميركا»، ويليام هارتونغ، أن تكثف واشنطن مساعداتها العسكرية لليمن في فترة 18 شهرا المقبلة.

وصرح هارتونغ لوكالة انتر بريس سيرفس أن القيمة الإجمالية المقدرة لهذه المساعدات ستبلغ نحو 70 مليون دولار، ما يعادل كل ما خصصته الإدارة الأميركية السابقة على مدى ثماني سنوات. «لكن المساعدة العسكرية الأميركية هي سلاح ذو حدين».

فمن ناحية، شارك اليمن برئاسة علي عبد الله صالح في شن هجمات ضد تنظيم «القاعدة» والجماعات الملحقة بها، داخل حدود البلاد وخارجها.

ومن ناحية أخرى، «تعد الحكومة اليمنية واحدة من أقل أنظمة الحكم استقرارا في العالم، وثمة مخاطر من أن تستخدم الأسلحة ودورات التدريب الأميركية ضد المصالح الأميركية في حالة تغيير حكومة صنعاء»، وفقا لهارتونغ.

هذا وإضافة إلى الشبهات الأميركية بعلاقة تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» في اليمن بمحاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير الطائرة الأميركية، أعرب مسئولون في الإدارة الأميركية عن مخاوفهم من أن يتحول اليمن وبسرعة إلى ملاذ للإرهابيين التابعين لتنظيم «القاعدة»، إلى جانب أفغانستان وباكستان.

يذكر أن الأمم المتحدة تصنف اليمن ضمن مجموعة الـ 49 دولة الأقل نموا في العالم، وواحدة من أفقرها على وجه الأرض. كما صنف أدرج الأمم المتحدة عن التنمية البشرية اليمن في المرتبة 153 ضمن 192 دولة.

كذلك تفيد تقارير الأمم المتحدة بأن الفقر متفش في اليمن، الذي يتوقع أن يبلغ تعداده 40 مليون نسمة خلال مجرد عقدين، وحيث يعيش نحو 45 في المئة من السكان على أقل من دولارين في اليوم.

واختتم هارتونغ حديثه لوكالة «انتر بريس سيرفس» قائلا إن وكالة المخابرات الأميركية تشارك في الجهود اليمنية لمكافحة الإرهاب وغير معروف حجم الموازنة التي تخصصها لذلك. «من المحتمل أيضا أن تقدم (المشاركة الأميركية) مبررا للمتطرفين للاستغاثة لحشد الدعم للأنشطة الإرهابية» التي تنطلق من اليمن.

وأكد أن إدارة الرئيس باراك أوباما «بدأت في الجوهر حربا منخفضة المستوى في اليمن، دون مناقشات عامة أو مع القليل جدا منها، بشأن تداعياتها المحتملة».

العدد 2677 - الأحد 03 يناير 2010م الموافق 17 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً