قالت الولايات المتحدة أمس (الأحد) إنها «ستبيد القاعدة كليّا» فيما أغلقت وبريطانيا أبواب سفارتيهما في اليمن بسبب تهديدات التنظيم.

وقال مستشار الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب جون برينن أمس إن واشنطن لا تنوي أن تفتح في اليمن «جبهة ثانية» في حربها على الإرهاب أو نشر قوات في هذا البلد «في الوقت الحالي»، مؤكدا أن واشنطن «ستبيد كليّا» تنظيم «القاعدة». وأشار إلى أن بلاده تريد التنسيق مع صنعاء في محاربة عناصر «القاعدة» الموجودين في أراضيها.

وقال: «لدينا معلومات قوية تشير إلى أن القاعدة يقوم بتدريب وإعداد رجال في اليمن»، مشيرا إلى أن الأجهزة الأميركية تتحقق مما لديها من معلومات «لمعرفة ما إذا كان يوجد عبدالمطلب آخر هنا».

وأضاف «سنبيد تنظيم القاعدة عن بكرة أبيه وسنظهر من خلال جهودنا في أفغانستان وباكستان واليمن وغيرها أنه حتى وإن تمكن عناصر القاعدة من الفرار، فإنهم لن يستطيعوا الاختباء».

وفي غضون ذلك، قال بيان نشر على موقع سفارة الولايات المتحدة إن «السفارة مغلقة اليوم (الثالث من يناير/ كانون الثاني)، بسبب التهديدات المستمرة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب باستهداف المصالح الأميركية في اليمن».

من جانبه، أعلن مسئول يمني لوكالة فرانس برس أن سفارة بريطانيا في صنعاء أغلقت أبوابها أمس (الأحد) كإجراء احترازي بسبب التهديدات ذاتها. ومن جهتها، أعلنت صحيفة «ال موندو» الإسبانية أن سفارة إسبانيا في صنعاء ستغلق أبوابها الاثنين والثلثاء، وذلك نقلا عن مصادر في هذه السفارة.

اليمن يرحب بقرار لندن وواشنطن لمساعدته ماديا وفنيا على محاربة الإرهاب

إغلاق السفارتين الأميركية والبريطانية في صنعاء عقب تهديدات «القاعدة»

صنعاء، لندن- أ ف ب، رويترز

أغلقت السفارتان الأميركية والبريطانية أبوابهما في صنعاء أمس (الأحد) فيما فرضت الإسبانية قيودا على دخول مقرها بسبب تهديدات «القاعدة» جراء الضربات الأخيرة لعناصرها في اليمن.

فقد قالت الحكومة الإسبانية إن السفارة في اليمن تفرض قيودا على الدخول إليها ولكنها ما زالت مفتوحة. ويأتي ذلك بعدما أغلقت الولايات المتحدة وبريطانيا بعثتيهما الدبلوماسيتين لأسباب أمنية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسبانية «سفارة إسبانيا في اليمن ما زالت مفتوحة وتعمل كالمعتاد ولكنها قيدت الدخول إليها لأسباب أمنية»، وقالت صحيفة «الموندو» إن السفارة ستغلق بالنسبة إلى الجمهور اليوم (الاثنين).

واتخذت الحكومة الإسبانية هذا القرار في حين أقفلت السفارتان الأميركية والبريطانية في صنعاء أبوابهما بسبب تهديدات من «القاعدة» الذي تبنى الاعتداء الفاشل الذي استهدف الطائرة الأميركية يوم عيد الميلاد، في حين ستتعاون واشنطن ولندن أكثر في «مكافحة الإرهاب» في اليمن والصومال.

وأعلن مسئول يمني لوكالة فرانس برس إن سفارة بريطانيا في أغلقت أبوابها الأحد كإجراء احترازي بسبب تهديدات «القاعدة». كما قالت الخارجية البريطانية إن السفارة في اليمن أغلقت لأسباب أمنية.

واستشهدت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية «بأسباب أمنية» وراء إغلاق السفارة ورفضت ذكر ما إذا كان هناك تهديد أمني معين وراء القرار.

وكانت السفارة الأميركية ودبلوماسيون أجانب قالوا في وقت سابق إن السفارة طلبت من موظفيها اليمنيين عدم الحضور حتى إشعار آخر.

وقالت السفارة في بيان مقتضب على موقعها الإلكتروني: «السفارة الأميركية ستظل مغلقة اليوم الموافق الثالث من يناير/ كانون الثاني من العام 2010 بعد تلقي تهديدات من تنظيم (قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) بشن هجوم ضد المصالح الأميركية في اليمن». ولم يوضح البيان متى ستعيد السفارة فتح أبوابها.

وذكر البيان الرعايا الأميركيين بضرورة «الحفاظ على مستوى مرتفع من التيقظ والحذر».

ويأتي إعلان السفارة غداة لقاء قائد القيادة المركزية الأميركية ديفيد بتريوس بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وقال مسئول كبير في الإدارة الأميركية طالبا عدم الكشف عن هويته إن «الجنرال بترايوس كان في اليمن (السبت) في إطار مشاوراتنا الجارية وجهودنا لدعم اليمن».

وأضاف «جعلنا اليمن أولويتنا خلال العام» الماضي، موضحا «أنه أحدث الجهود التي نبذلها» في هذا الإطار.

ومن جهتها، قالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن بترايوس أكد للرئيس اليمني دعم الولايات المتحدة لليمن في هذه الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب.

وتعزز الولايات المتحدة من مساعداتها لليمن لإعانتها في عملياتها ضد مراكز تنظيم «القاعدة» في جنوب البلاد إذ سيبلغ حجم المساعدات الأميركية 70 مليون دولار وربما أكثر.

وأعلنت لندن من جهتها أنها ستتولى مع الولايات المتحدة تمويل وحدة يمنية جديدة لمكافحة الإرهاب، كما ستستضيف العاصمة البريطانية في وقت لاحق من الشهر الجاري مؤتمرا بشأن «الإرهاب في اليمن». وفي تطور متصل، قال مساعد بارز للرئيس الأميركي باراك أوباما الأحد إن الولايات المتحدة لديها مؤشرات على أن «القاعدة» يخطط لشن هجوم ضد هدف في صنعاء.

وقال جون برينان مساعد أوباما للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب لبرنامج (حالة الاتحاد) الذي تبثه قناة (سي.إن.إن) «هناك مؤشرات على أن القاعدة تخطط لهجوم ضد هدف في صنعاء». وأضاف برينان «نعلم أن القاعدة هناك. نعلم أن علينا أن نكون حذرين في خطواتنا».

كما أكدت شبكة «سي بي اس» أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع «القاعدة» في اليمن، شنتها الولايات المتحدة وتم خلالها استخدام صورايخ كروز ووحدات عسكرية برية. ونقلت الشبكة عن سيباستيان غوركا وهو بحسب ما عرفت عنه «خبير أميركي في العمليات الخاصة يدرب ضباطا يمنيين»، قوله إن العمليات البرية والجوية التي استهدفت مواقع للقاعدة في اليمن يومي 17 و24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي شنتها القوات الأميركية. وقال غوركا إن هذه الضربات «نفذتها إلى حد كبير الولايات المتحدة ولكن بدعم قوي من الحكومة اليمنية. لقد استخدمت صواريخ كروز بالإضافة إلى وحدات عسكرية على الأرض».

في غضون ذلك، رحبت صنعاء أمس بالقرار الذي اتخذته بريطانيا والولايات المتحدة بتمويل قوة لمكافحة الإرهاب في اليمن من أجل تعزيز جهود محاربة «القاعدة» في البلاد.

وقال مسئول يمني لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه إن «أي دعم أو مساعدة تقدم لقوات مكافحة الإرهاب في اليمن هو محل ترحيب». وذكر أن صنعاء سبق وأشارت إلى أن قوات مكافحة الإرهاب في اليمن «ما تزال محدودة العدد والعدة ويقتصر وجودها على أمانة العاصمة وبعض المهمات الخاطفة في بعض المحافظات».

وشدد المسئول على ضرورة «رفع كفاءة هذه القوات وتوسيع انتشارها وتزويدها بالأسلحة ووسائل النقل الجوي الحديثة».

مستشار أوباما يرجح تورط الإمام العولقي في اعتداءي الميلاد وفورت هود

أعلن مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشئون مكافحة الإرهاب جون برينن أن الداعية الإمام أنور العولقي الذي يعيش حاليا في اليمن قد تكون له علاقة بحادث قاعدة فورت هود الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ومحاولة تفجير طائرة الركاب الأميركية يوم الميلاد.

وقال المستشار جون برينن في حديث إلى شبكة التلفزيون الأميركية «سي إن إن» إن الإمام أنور العولقي المولود في الولايات المتحدة والمقيم في اليمن حاليا «يشكل مشكلة بالنسبة إلينا. إنه يحاول تدبير أعمال إرهابية». وتابع المسئول الأميركي «حسب بعض المعلومات فإن العولقي كان على اتصال مباشر بعمر الفاروق عبد المطلب» النيجيري الذي حاول تفجير طائرة أميركية كانت تقوم برحلة بين امستردام وديترويت في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ليؤكد بذلك معلومات صحافية سبق ونشرت بهذا الصدد.

وكان اسم أنور العولقي ورد في إطار علاقته بالجندي الأميركي المسلم نضال حسن الذي أطلق النار في الخامس من نوفمبر الماضي داخل قاعدة فورت هود (ولاية تكساس جنوب) ما أدى إلى مقتل 13 شخصا وإصابة 42 بجروح. وروى الإمام العولقي في حديث صحافي أن نضال حسن تطرق معه العام 2008 إلى كيفية قتل أميركيين، موضحا انه كان يعرفه منذ نحو تسع سنوات.

وتابع المستشار الرئاسي الأميركي «اعتقد ان الميجور حسن ارتكب الاعتداء بمفرده إلا انه قد يكون تأثر بأفكار أشخاص مثل العولقي». إلا ان برينن رفض مع ذلك الجزم بأن إطلاق النار في فورت هود كان عملا إرهابيا، مضيفا «نواصل التحقيق في هذه القضية».