تدخل الأمة من بوابة فلسطين المحتلة إلى العام الجديد مثخنة بالجراح والآلام، حيث يُمعن العدوّ في اغتيال المدنيين العزّل في نابلس، وعلى تخوم قطاع غزة، من دون أن يثير ذلك أيّة مشكلة في عواصم العالم ولدى من يسمّونهم دول القرار.
وفي اللحظة التي يعلن العدوّ عن المباشرة ببناء سبعمئة وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، تُفتح بعض الأبواب العربية أمام رئيس حكومة العدوّ، ليتم الحديث عن مواقف متقدّمة له ورغبات جديدة في التفاوض مع الفلسطينيين، فيما تُقفَل الأبواب أمام قوافل المساعدات الإنسانية القادمة إلى غزة من وراء البحار، وتوضع العراقيل والحواجز والمعوّقات العربية أمامها... ويتواصل العمل بالجدار الفولاذي الذي بات يحمل عنوان الأمن القومي للبلد العربي الذي احتضن قضايا الأمة ومشروع وحدتها ونهضتها؟!
إنه لمن المعيب حقا أنه في الوقت الذي يناور فيه العدوّ لكسب الوقت وتعديل الوقائع الميدانية، ويواصل تسويف الوعود بالتفاوض الوهمي وغير المجدي، تُفتح له الأبواب السياسية والإعلامية العربية، فيما تزداد مأساة الفلسطينيين الإنسانية والصحية، وخصوصا في غزة، بفعل الحصار الذي لا بد أن تنطلق المواقف العربية والإسلامية والحركة الميدانية لرفعه والتمرّد عليه.
وفي موازاة ذلك، تواصل المخابرات المركزية الأميركية وصايتها على كثير من الأنظمة العربية والإسلامية، تارة تحت عنوان تدريب القوات المسلّحة فيها على ما يسمّونه مكافحة الإرهاب، وأخرى في الضغط على بعضها لمواصلة الحرب على هذا الفريق أو ذاك؛ ما يجعل البلاد مفتوحة على الفتن والفوضى والعنف الدامي، ويبرز ذلك جليّا في باكستان التي انطلقت بعض الفئات الحاقدة والمغرر بها لتزيد المشهد دموية، في استهدافها الوحشي لمواكب المسلمين الشيعة في عاشوراء، بما يحقق أكبر خدمة لأعداء الأمة وللمشروع الصهيوني الذي يعمل المشرفون عليه ليل نهار لإحداث انشقاقات كبرى في الواقع الإسلامي، ولإثارة المسألة المذهبية خدمة لمخططاتهم الحاقدة ومشاريعهم الدامية.
وفي موقع آخر من الأمة، نلاحظ تصاعدا مخيفا في أعمال العنف والقتال، بموازاة التصاعد المخيف في أعداد الفقراء والمشرّدين، الذين لا تلتفت إليهم المنظمات الدولية، أو المنظمات العربية والإسلامية، لتبقى مشاهدهم في اليمن والصومال والسودان وصمة عار في جبين الواقع العربي والإسلامي الذي تدخل إليه الشركات الإسرائيلية، وتعبث به المخابرات الصهيونية، ويزداد حكّامه استرخاء لحساب المحتل، ورضوخا لشروط المستكبر الظالم.
أما في لبنان، فنريد للأصوات الداعية إلى التعاون والحوار أن ترتفع، على حساب تلك الساعية لإرباك الواقع الداخلي بما يعيد البلد إلى أيام السجالات الطويلة التي كان ينبغي للبيان الوزاري أن يطويها نهائيا.
إن المشكلة تكمن في وجود فريق يتناسى تهديدات العدوّ، وآخرها تهديد وزير حربه بإمكانية شنّ حرب على لبنان في العام الجديد، والمسئولية تقع على عاتق جميع المسئولين، في دفع هذا الفريق لتغليب مصلحة البلد على مصلحة الذين يكيدون للبنان وللبنانيين،عبر الإثارات المذهبية أو العرقية أو غيرها، بما يخدم بالتالي مصلحة العدو والمشاريع الاستكبارية التي تهدف إلى تمزيق الواقع العربي والإسلامي.
إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"العدد 2675 - الجمعة 01 يناير 2010م الموافق 15 محرم 1431هـ
تقى البتول
يازائر 2 كيف تتكلم بها الاسلوب للسيد فالسيد ضليع في شتى المجالات ولا اعتقد ان احدا يضاهيه
رد على زائر 2
للاسف الشديد يبدو انك لا تتابع السيد او ربما لاتتابع الاخبار بشكل هذا ان لم تكن خبير في البشئون البعيرية والصحراوية
حفظك الله ياسيد
اذا حكى الشرع الكل ياكل تبن كلام في الصميم موزون نسأل الله لك طول العمر
الدين افضل
والله انت في الدين ماشاء الله لكن يا سيدنا جللك بعيد عن السياسة احسن لك .انت خللك للفتوى .
نعم
لكل فرعون موسى