العدد 2675 - الجمعة 01 يناير 2010م الموافق 15 محرم 1431هـ

برامج تلفزيون الواقع... تجارب تكرر خيباتها عربيا

تبحث عن تقديم الخبرات العملية غربيا

حملات انتقادية وتعليقات رافضة، ونظريات تصر على أنها مرحلة وتجربة تخوضها الفضائيات العربية، ستنتهي عما قريب، عند تأكد القنوات من فشلها، ومعرفتها لموقف المشاهد العربي الذي يتوقع أن يرفضها.

كل هذا قيل على مدار السنوات الماضية بحق ما يسمى«الريالتي شو» أو تلفزيون الواقع، بل وقيل فيه ما هو أكثر من هذا، فانحسرت الموجة لفترة من الشاشات العربية، وإن لم يكن انحسارا كاملا، غير أنه كان تراجعا ملحوظا وكبيرا مقارنة بالفترة التي سبقتها.

إلا أنه وكما يعلق المتابعون للتغيرات والتطورات التي تطرأ على النموذج الإعلامي العربية، فإن هذه القنوات لم تعر هذه الحملات بمختلف أشكالها، ومن مختلف الأطراف بمن فيهم الجمهور المستهدف ذاته، الكثير من البال، فهي مازالت تدور في الحلقة نفسها، وتكرر الأجزاء عقب الأجزاء، من دون تغيرات جوهرية أو إضافات تطويرية تعالج ما تم انتقاده سابقا... لا، بل إنها تحتفظ بالكثير من الثوابت في هذه البرامج، لدرجة أن من يشاهدها في بث حي يخيل له أنه شاهد الحلقات ذاتها من البرنامج، لكن السنة الماضية، لكثرة تشابهها وتطابقها أحيانا.

وعلى رغم أن الغالبية لم تعد تعر موضوع هذه البرامج الكثير من الانتباه، حتى وإن كانت بعض المحطات تفرغ لبث مجرياتها قنوات تتبع الكاميرات فيها المشاركين في كل خطوة، وتثقل المحطة المشرفة عليها كاهل المشاهدين بكم هائل من الدعايات عن البرنامج، لدرجة أن من يرى إعلانات هذه البرامج يظن أنه إن لم يتابع حلقة نهاية الأسبوع الاستعراضية، فإنه سيفوت على نفسه شيئا مهما وكبيرا، لا يعوض بمتابعة برنامج آخر... على رغم كل هذا فإن عودتها إلى الأضواء حديثا لا ترتبط بجديد فيها، فتجاوزاتها هي ذاتها، وأخطاؤها وسطحيتها لم تتغير مع الوقت.

إنما ما يعيدها إلى الضوء مرة أخرى، هي أنها بالأصل نموذج مستنسخ عن تجربة غربية بدأت في أوروبا وأميركا وانتقلت بأكثر من أسلوب إلى الشاشات الفضائية العربية، غير أن النمط الغربي الذي أمطرناه بوابل من الانتقادات، والاحتجاجات، وحملناه جزءا كبيرا من المسئولية عن وصول هذه الأعمال إلأينا، بات اليوم يطور في هذه البرامج ويغير مجموعة من قيمها وحتى أساليب عرضها.

فكما انتقدنا هنا في الوطن العربي، فإن المجتمعات الأخرى أيضا لم تقبل بتسطيح التجارب البشرية وتحويلها إلى سلعة تباع مقابل بضع رسائل قصيرة (SMS). مما دفع عددا كبيرا من شركات الإنتاج والمحطات التي كانت تشتهر بتقديمها لهذا النموذج، لتغيير بعض المعطيات في نصوصها، من أهمها عدم تطفلها على كامل مجريات الحياة الشخصية للأفراد، التي كانت سابقا تصل إلى حد الدخول لغرف النوم أثناء نوم، والحمامات. وتجنبها للمواضيع التي لا غرابة فيها ولا جديد، واكتفائها عند البحث عن النجوم، بأن تقيمهم وتقدمهم للجمهور من خلال أدائهم على المسرح وقدرتهم على تسجيل حضور متميز وظريف أمام المشاهد وليس من خلال تتبع طريقتهم في أكلهم ورقصهم وتهريجهم للفت أنظار الكاميرات المتطفلة.

ولعل من أبرز التطورات التي تقدمها هذا البرامج التي تدعي«كشف المستور» والبحث عن خبايا تصرفات الناس من خلال التتبع، أن عددا كبيرا منها يقوم اليوم على مسألة تأدية مهام عملية، تقدم معلومة جديدة للمشاهد، فهي ليست مجرد فرجة ومتابعة لتفاصيل حياة ومواقف آخرين، بقدر ما تقدم لهم تجربة الآخرين عند خوضهم لعمل معين، وما المهارات التي عليهم اكتسابها للنجاح في هذا المضمار، وهذا ما يلقى رواجا حديثا ضمن هذه الفئة في القنوات الأجنبية، غير أن فضائياتنا العربية مازالت متشبثة بالتجربة التي مازالت تخوض في متاعبها طوال السنوات الماضية، التي تحمل للمحطة التي تقدمها الكثير من النقد والرفض لخط القناة كله، وذلك لحساب عدة ساعات من البث وبضع رسائل نصية قصيرة.

في حين تجتهد نماذج أخرى كانت هي محط انتقادنا الأول في دول أجنبية لتطويع هذا القالب الإعلامي، ليس لتعلم خبرات ومعلومات جديدة بأسلوب ترفيهي وحسب، بل ولتقديم التجارب الخيرة ومساعدة المحتاجين من مختلف الفئات.

العدد 2675 - الجمعة 01 يناير 2010م الموافق 15 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:44 ص

      الغاويه

      ليش التعقيد انا ما اريد اقرا الكلام اريد مبسط على شكل صور وتجارب

اقرأ ايضاً