عام قديم يكاد يغادرنا بكل خيراته وإحباطاته، وعام جديد يهل علينا فيه الكثير من الطموحات والأحلام التي نشاهد فيه الساحة الرياضية قد تخلت عن شوائبها وأخطائها التي لا تغتفر. فأنا على يقين بأن كل إنسان يجتهد في أعماله، لذلك أردد المثل القائل «لكل مجتهد نصيب» وأن كل عمل قائم على الاجتهاد معرض للخطأ والفشل أو النجاح. ولكن – للأسف – ما يحدث في رياضتنا قد تكون أخطاء متعمدة بسبب الجهل أو فيها الكثير من التخبط والضياع، وهي بطبيعة الحال سبب تراجع رياضتنا قياسا بتقدم الرياضة في دول أشقائنا. كما أن التعلل بضعف الميزانية والإمكانات أصبح أكذوبة! لأن ما صرف في العام 2009 على كرة القدم يفوق ما صرفته دول شقيقة!
لذلك أقول بأن خروج منتخبنا من الدور النهائي لتصفيات كأس العالم لكرة القدم فيه جوانب مضيئة وأخرى سلبية، وسقوط مرشح البحرين الشيخ سلمان بن إبراهيم من انتخابات عضوية «الفيفا»، كان - أيضا - فيه الجوانب الإيجابية والسلبية. ولكن سحب الميدالية الذهبية الأولمبية الوحيدة المسجلة باسم البحرين كان فيها كل السلبيات، وكان هذا الجانب يحتاج إلى تشكيل لجنة تحقيق من قبل اللجنة الأولمبية للوقوف على مسببات ذلك، وخصوصا أن فيه إساءة لاسم البحرين. كما أن اتحاد ألعاب القوى مستمر في عملية تجنيس اللاعبين والصرف عليهم ببذخ من دون أن تطاله عصى القانون أو حتى المساءلة؟
ومشكلة الألعاب الرياضية البحرينية مثلها مثل مشكلة الأندية الرياضية... لأن هناك ألعابا وأندية تحظى بـ «العزوة» وتحصل على الدعم المالي الوفير وهناك أندية واتحادات تحظى بالإهمال و هو الأمر الذي يكاد أن يتكرر في كل عام. فعلى سبيل المثال هذا العام أبطال الكرة الطائرة الذين حققوا لقب بطولة منتخبات التعاون عن جدارة واستحقاق غالبيتهم يعيشون ظروفا قاسية، وخمسة لاعبين من أصل 12 لاعبا من دون عمل يقتاتون منه قوت يومهم، على رغم أن البعض منهم يحمل شهادات عليا. ومنتخبات تكاد لا تنجز شيئا تحصل على أموال مُبالغ فيها، لذلك لم أجد حتى الآن مبررا واحدا لإبرام عقود احترافية مع لاعبي منتخب كرة القدم خصص له عشرات الآلاف من الدنانير. في حين لا تكرم منتخبات وأفراد حققوا إنجازات باسم البحرين.
وأتساءل بصوت مسموع عن المبالغ الكبيرة التي صرفناها على الطائرة الخاصة التي قامت بنقل المنتخب إلى نيوزيلندا. على رغم أن أعضاء الجهاز الفني والإداري للمنتخب كانوا لا يرغبون في ذلك لأسباب إدارية وفنية. والأعجب من ذلك أن تكلفة هذه الرحلة تغطي كلفة صيانة ملاعب الأندية الوطنية بأكملها أو يبني منشآت جديدة تغطي مناطق يحلم ناسها بذلك.
لذلك أعود إلى كلام سبق وأن ذكرته أقول فيه بأن مشكلتنا في الرياضة البحرينية، بأننا لا ننظر أمامنا ولا نخطط للقادم البعيد. ونكتفي – دائما – إلى النظر ما بين أرجلنا، لذلك يصبح الفوز ببطولة وقتية أو ميدالية يحققها لاعب مجنس هو غايتنا وهدف مهم. تضيع فيه جهود شبابنا الواعد المتحمس.
فالرياضة – يا جماعة الخير - ليس فيها عمي وسيدي وابن أخي، والرياضة لا تقوم على الأحلام الوردية فقط... كما أن الرياضة لن تقوم لها قائمة من دون أن نفهمها ونخطط لها بشكل جيد ونضع قوانين تحمي اللاعبين وتنصفهم وتعاملهم بالمثل. والرياضة - بصريح العبارة - ليس فيها خيار وفقوس.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2673 - الأربعاء 30 ديسمبر 2009م الموافق 13 محرم 1431هـ