ما أن تخرج تظاهرة في إيران ضد الحكومة حتى تعلن واشنطن ودول أوروبية أخرى بيانات منددة بنظام طهران.
حالة التصريحات الأميركية والأوروبية تتكرر مع كل تظاهرة أو حالة عنف ضد إصلاحيين أو عملية اعتقال يتعرض لها معارض في إيران، وهي حالة حميدة لو كانت هذه التصريحات ستؤدي الى دعم المعارضة لإصلاح الواقع السياسي في إيران، لكن الأمر قد يبدو عكس ذلك.
صار من شبه المسلمات أن مواقف أميركا والدول الأوروبية من الأنظمة تقاس على مدى مواءمة سياسات تلك الأنظمة معها، وطهران من تلك الدول المتخالفة مع سياسات أميركا وأوروبا، ولو كانت الصورة معكوسة وكان المحتجون هم فلسطينيون ضد استمرار سياسات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، واستخدمت القوات الإسرائيلية عيارات نارية سقط خلالها عدد من المحتجين، فهل كانت واشنطن والدول الأوروبية ستتحمس لإصدار إدانات ضد «إسرائيل»؟
رأيي هنا بالتأكيد لا يمكن تعميمه على كل متلقٍّ يسمع عبر وسائل الإعلام عن مدى الاندفاع الغربي ضد حكومة إيران، لكنه قد يمثل وجهة نظر مجاميع لا بأس بها من المراقبين ومنهم بالطبع إيرانيون يمثلون نسبة غير قليلة من المحتجين على الواقع السياسي في بلادهم الذي بات شيئا فشيئا يصطبغ بصبغة عسكرية.
الغرب، وأقصد هنا واشنطن وعددا كبير من الدول الأوروبية، لم يعودوا وجها ناصعا للحرية أو نموذجا يحتذى به في أدبيات احترام حقوق الإنسان، ولا هم طرف محايد يمكن الاعتماد عليه للمساهمة في تغيير المجتمعات نحو الأفضل، وخصوصا أن العراق وأفغانستان يعدان نموذجين حيين لما آلت إليه الاحتلالات الأميركية والتدخل المباشر لتغيير الأنظمة.
على أميركا أن تعرف أنها لم تعد نموذجا للشعوب المتطلعة لنيل حقوقها الوطنية، والغرب الأوروبي أثبت تبعيته لواشنطن بعد أن كان قبل سنين قطبا مهما في المعادلة الدولية، وأن أيَّ تدخل في الشأن الداخلي الإيراني سيقوي الحكومة الإيرانية ويمنحها المبرر لقمع شعبها، وبالمقابل سيحرج الإصلاحيين ورموز المعارضة في إيران التي لا أعتقد أنها بحاجة إلى تصريحات داعمة من الغرب بقدر ما هي بحاجة إلى تغطية إعلامية تظهر ما يجري داخل الحدود الإيرانية.
عندما نقول إن أميركا ودول الغرب لم تعد نموذجا لاحترام حقوق الإنسان، لا يعني أن الحكومة الإيرانية هي النموذج المنشود، وخصوصا أن ما تفعله بشعبها لا يمكن أن تقبله أية دولة ديمقراطية، لكن ما يحدث في إيران منذ أشهر يؤكد أن الشعب الإيراني قادر على تحديد خياراته بنفسه، وأن التدخل الغربي في الشئون الداخلية لدولة كبيرة مثل إيران لم يعد مقبولا بعد أن صار التعاطي معه يوازي العمالة للخارج، ولا عاقل (بعد كل الذي صار في العراق) مستعد لأن يكون بيدقا ضمن طابور خامس داخل بلاده.
إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"العدد 2672 - الثلثاء 29 ديسمبر 2009م الموافق 12 محرم 1431هـ
امريكا الشيطان الأكبر
صدق الامام الخميني رحمة الله عليه عندما قال أم امريكا هي الشيطان الأكبر ، فهي أكبر دولة ارهابية قمعية تدعم جميع الحكام الظالمين لشعوبهم وهي الداعم الاساسي للكيان الصهويني العدة السرطانية التي زرعها الغرب و حمتها املايكا راعية الارهاب العالمي ، و عجبي من اؤلائك الذين يلهثون وراء الغرب
تحياتي أيو سيد حسين
ليس دفاعا عن ايران
بالظبط هذا الحاصل في العالم جميع الدول التي تحميها الولايات المتحدة الامريكية واروبا دول استبدادية لاتراعي حقوق مواطنيها حكومات فاسدة الى اقصى الحدود متفشي الظلم والتعديب فيها وكثير منها دول اسلامية هذا هو الواقع ولا مجال لنفكر بغير دلك وهذه هي معضلة المعارضة في ايران فاي دعم امريكي وغربي للمعارضة في ايران فيه شك والا اين الغرب من حقوقنا نحن الشعب العربي من حكوماتنا ولماذا لم نسمع دعم غربي وخاصة من الولايات المتحدة في حالة واحدة كمثال بل العكس هي امريكا ضد الشعوب المغلوبه على امرها
كلام سليم
كلام سليم