يرى الكثير أن الخيارات التي طرحها أمين سر نادي التضامن حديثا للمؤسسة العامة للشباب والرياضة بشأن بناء ناديه النموذجي، وتهديده بفك الدمج في حال واصلت الأخيرة مراوغتها، ستذهب أدارج الرياح في ظل النظرة التي تبديها المؤسسة المعنية لهذا الكيان بعد انسحاب اتحاد الريف وبوري منه واقتصاره على 3 قرى فقط لم تكن لها في الأساس مشاركات كثيرة في الاتحادات الوطنية إذا ما استثنينا عضوية قرية كرزكان في اتحادي اليد والطائرة، وخصوصا إذا ما رأينا أن عملية الدمج التي حصلت قبل سنوات في كثير من أندية البحرين باءت بالفشل.
لكن وبنظرة أخرى يجد هؤلاء ومنهم المتمسكون بدمج نادي التضامن، أن الفشل الذي يغلف مشاركاته المحلية تحتاج لنقطة حل، تتمثل في بناء النادي النموذجي الذي سيشفع بالتالي بعودة قوية لجميع الأنشطة بما فيها لعبة كرة الطائرة التي أوقفت عن التحليق هذا الموسم لأسباب رآها أعضاء النادي تتعلق بالبناء النموذجي.
في اعتقادي ومن وجهة نظري الضيقة التي قد لا تعجب البعض، فإن النظرتين تصبان في مصب واحد، وكلاهما يحتمل الصواب والخطأ، فالمؤسسة كانت تسعى من خلال عملية الدمج إلى أن تشرك الأندية الجديدة تلك في كل المسابقات المحلية وبفاعلية كبيرة، والنادي كذلك يرتأي بأن عمله نحو تحقيق هدف الأخيرة سيكون صعب المنال وسط الظروف الصعبة التي يعيشها النادي حاليا، وهنا لا بد للمؤسسة والنادي أن يقوم كل منهما بعمله، بأن تقدم الأولى الدعم المطلوب والمفروض عليها لكل الأندية، وخصوصا فيما يتعلق بإيجاد المقر اللائق لمثل هذا الكيان الذي يبقى محصورا في غرفة ضيقة بمركز كرزكان بها كل الأغراض الخاصة بالنادي، وكذلك توفير ملاعب التدريب الصالحة والمخصصة لجميع أنشطة النادي. ولا ننسى بالتأكيد توفير الدعم اللازم لتعاقدات الفريق أو على أقل التقادير مصاريف التعاقدات مع مدربي الفرق المختلفة، إذا ما عرفنا أن ناديا كالتضامن يستقرض الأموال من مركز كرزكان لتيسير أموره، وأمست عليه الكثير من التعهدات المالية للمركز البسيط الذي يمتلك المقر الدائم.
في الطرف الآخر يجب أن يقدم التضامن التأكيد على أحقيته تلك، إذ ما رأينا أن فريقا لكرة القدم وفي كل الفئات تقريبا ينافس على المراكز الأخيرة، حتى أن الفريق الأول لعب 8 مباريات لم يحقق فيها إلا نقطة واحدة وسجل فقط 4 أهداف، حتى فريق كرة الطائرة الذي تم تجميده كان في المراكز الأخيرة في سنواته الأخيرة، إذا ما استثنينا لعبة كرة اليد التي تعيش ازدهارها بالمنافسة على المراكز المتقدمة في الفريق الأول والفئات السنية، وربما يعود هذا أيضا إلى بداية اللعبة وانطلاقتها في كرزكان التي لاتزال تلعبها لوحدها بمسمى التضامن.
إذا العلاقة أمست طردية، فكل طرف لا بد أن يحقق المطلوب منه، ولكن لا ننسى دور المؤسسة العامة في مساعدة هذا الكيان على التطور، لأنه لن يكون قادرا بمفرده على تحقيق المطلوب، وبالتالي تحقيق وعودها بصرف ميزانيات الأندية المندمجة للتضامن أيضا، وحينها لا بد للأخير أن يوجد الحجة من أجل أن يحقق حلمه بوجود النادي النموذجي، الحلم الذي أراه في عيني، «صعب المنال».
وضع اتحاد اليد نفسه في مأزق من خلال عدم تخطيطه المسبق لإقامة البطولة التنشيطية وقت إعداد ومشاركة المنتخب في البطولة الآسيوية المقبلة في بيروت اللبنانية، وهي البطولة التي تنظم بشكل روتيني وأوتوماتيكي مع أي مشاركة للمنتخب، ولعل مطالبات الأندية المختلفة بضرورة اعتماد هذه المسابقة وبسرعة كبيرة للحفاظ على ما تبقى من لياقة لدى لاعبيه، يتطلب من الاتحاد ومن لجنة المسابقات الإسراع في الكشف عن تنظيم هذه البطولة، بل وإشراك الأندية في تحديد طريقة اللعب التي ستطبق من أجل اتخاذ قرار متوافق لدى الجميع.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2672 - الثلثاء 29 ديسمبر 2009م الموافق 12 محرم 1431هـ
وين
ليش مافي اخبار الرياضة العالمية في النت