من أحدث الصور الجديدة في موسم عاشوراء، انتشار ظاهرة المضايف في الكثير من مناطق وقرى البحرين.
الكلمة مشتقةٌ - كما هو ظاهرٌ - من إكرام الضيف، وللعملية كلها دوافع دينية لا تخفى على أحد. فمن يتبرّع بمال أو طعام، أو يقدّم الموائد والمأكولات في أوقات الوجبات، إنما يطمع بالأجر والثواب، وتعبيرا عن الحب للإمام الحسين الشهيد (ع).
الفكرة انتقلت إلى البحرين من العراق الشقيق، الذي تنفّس الصعداء بعد سقوط حكم البعث بقبضته القمعية الخانقة. وللمضايف وظيفةٌ اجتماعيةٌ تؤديها، فهناك مواكب عزاء ضخمة وحشود مليونية تتجه في بعض المناسبات إلى العتبات المقدّسة مشيا على الأقدام.
هذه الحشود تنتظم فيها كافة فئات وشرائح المجتمع، وكثرةٌ منهم من الشرائح الدنيا، ما يستدعي عناية خاصة بهم، فضلا عما في موروثنا الديني من توجيهاتٍ بإكرام الضيف والاهتمام بعابري السبيل. هنا تقوم المضايف الشعبية بتوفير حاجات الزوار الأساسية دون أن تتحمّل الدولة أية أعباء، في واحدٍ من الأمثلة التي تقل مشاهدتها في المجتمعات المعاصرة.
فيما مضى كانت مآتم البحرين تقدّم وجبات في الظهر والمساء، وكثيرا ما يتبرع بها المحسنون طلبا للثواب. وفي السنوات الأخيرة انتشرت «المضايف»، لتتوسع فيما تقدّمه من خدمات بأنواع الطعام والشراب مجانا.
العملية لها وظيفةٌ عمليةٌ ومردودٌ اجتماعي أيضا، فهي توطّد العلاقات وتجمع الناس وتزيد التآلف، في زمنٍ باتت عوامل الفرقة والعزلة تفتت المجتمعات. وهذه الناحية قد لا يشعر بها من يعيش خارجها، فهناك حالةٌ من التكافل والتقارب والتوادّ، قد لا تجدها إلاّ في ظلّ أجواء شهر رمضان الكريم.
مع زيادة انتشار الظاهرة مؤخرا، برزت بعض الانتقادات، فهناك أكثر من 40 مضيفا في المنامة وحدها سابقا، غير المضايف الجديدة (تُقدّر بأكثر من عشرين). وإذا كان ذلك الانتقاد يصحّ في المناسبات الأخرى، إلا انه لا يصحّ في موسم عاشوراء، فالمنامة تستقبل عشرات الآلاف من الضيوف من المناطق والضواحي والقرى البعيدة، فضلا عن مئات القادمين من دول الخليج. وتتأكّد الحاجة للمضايف بملاحظة أن أكثر «الضيوف» من الفئات الشبابية وصغار السن، ممن يقضون ساعات طويلة بالعاصمة، وتقوم المضايف بتوفير حاجاتهم الأساسية، خصوصا مع إغلاق الأسواق. فالمضايف كأيّ ظاهرة اجتماعية أخرى، لها وظائف عملية واجتماعية، ولا يكن فرضها ولا نسفها بالرغبات أو الأهواء.
المضايف ستدخل ضمن النسيج الاجتماعي لعاشوراء البحرين، ولذلك من الواجب التنبيه والترشيد والتوجيه إلى جوانب أخرى. فبينما تُصرف مبالغ كبيرة على الأطعمة، مع عدم الاعتراض على أساس الفكرة، تشكو مشاريع أخرى مهمة من قلة الموارد المالية، كرعاية الأيتام ودعم أبناء الأسر الفقيرة لإكمال تعليمهم من أجل كسر حلقة الفقر المفرغة. ومنها البرامج الموجّهة لتعريف الأجانب على الإسلام (ولا نقول الدعوة إليه)، فما يُبذل من جهودٍ في هذا الموسم مجرد تعريفٍ أوليٍّ للأجانب، وتنظيم جولة سريعة (أشبه بالإرشاد السياحي)، على أحياء العاصمة القديمة للتعرف على ما فيها من أنشطة وفعاليات، وتقديم خلفياتها التاريخية، وهي أمورٌ تستهوي الأجانب بطبيعة الحال.
عاشوراء موسم خيرٍ وعطاءٍ دائم، ولذلك نتوقّع منه كل جديد ومفيد، من أجل منفعة العباد والرقي بالبلاد.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2672 - الثلثاء 29 ديسمبر 2009م الموافق 12 محرم 1431هـ
الخلل ليس في المضايف بل في الناس
المضايف يعتمد عليها أحيانا حتى بعض ذوي الدخل البسيط في الحصول على وجبات طعام وهذا شيء جيد ولكن المصيبة تكمن في أن البعض من الشرهين يقوم بجمع أكوام من الطعام من مختلف المضائف ويتقاتل للحصول عليها ثم تنتهي الى الزبالة ولم يكن يجمعها الا لإشباع غروره في مقدرته في جمع أكبر عدد من (الغنائم) حتى لو حرم منها أناس يستحقونها....
مضايف الإمام
المضايف موجودة من أيام التسعينات
وتسلم سيدنا
ماخلو شيء؟
من زود الكرم هالسنه البنجاليــة في شارع الامام الحسين (ع) ماخلـو شـيء ، شافوا بوفية مجـان والبرد في الليل زاد اشوية عليهم مما زيد البوفيات ... ولكن بعد هم على حب الحسين.
يعني تبي تقول ان حال العراق احسن من ايام صدام رحمه الله
و الله تقص على روحك.
المضايف موجودة قبل سقوط صنم العراق صدام.
سعادة الكاتب المضايف كانت موجودة قبل سقوط النظام البائد ولم تأتي من العراق فأهل البحرين سباقون في التطوير فمضيف خدام الحسين عليه السلام لشباب مدن صار له 10 سنوات أو أكثر وهذا قبل سقوط صنم العراق صدام إلى جهنم وبئس المصير. وانتشار المضايف مثلما ذكرت أنت هي للأجر والثواب وخدمة المشاركون في عزاء الحسين عليه السلام وأنت أصبت كبد الحقيقة في معنى المضايف وهدفها، يبقى أنها تجسد روح الإخاء بين أبناء الطائفة بل والطوائف الأخرى الذين يأتون للتبرك بطعام سيد الشهداء الحسين عليه السلام. نبيل حبيب العابد
إكلاام الضيف
أن صور إكارم الضيف لدى العرب منذ أن وجد على هذه الأرض والأمثله على ذلك لاتعد ولاتحصى بمناسبة أو بدون مناسبة (هذه صنعتهم ) أما بنسبة للعراقي العربي فأنه كان فيما مضى يقرء ضيفة بـ(ضبيحة لكل ضيف ) أم اليوم في ظل بقايا أبن العلقمي وفي ظل (مليكيانا)فأن لحم الدجاج المصاب بإنفلونزا المجوس ،حسره على جوفه ،،،تحياتي للمشرف
ومن الانتقادات أيضاً..
ماذكرته جميل ولا خلاف عليه، وجلعه الله في ميزان حسناتهم، ولكن يا أخي هذه الظاهره في بعض المناطق خرجت عن حدودها ففي منطقتنا مثلاً يقف البعض بصواني الشاي والحليب على الشارع العام من أجل ضيافة من داخل السيارات وتقف السيارات في طابور طويل ما يؤدي إلى تعطيل مصالح الناس وضياع أوقاتهم، هذه الظاهرة بدأت في أحتفالات المواليد ويبدو أنها ستظل في كل المناسبات الدينة من وفايات ومواليد! في العراق الوضع مختلف الناس تأتي مشياً يحتاجون للطعام أما هنا يكفي المضيف فما الداعي للوقوف في الشارع وتعطيل مصالح الناس
آجرهم الله
عوفيتَ يا أستاذي الكريم
أثرتَ نقطة بالغة الأهمية, تلك التي تتعلّق ب"رعاية الأيتام ودعم أبناء الأسر الفقيرة "
ولكنك بذلك فتحت على نفسك باباً من أبواب "الخروج عن الملّة" لدى البعض!!
هناك مبالغات
شكرا سيدي لهذا المقال، و أنا أتفق مع كل ما كتبت، إلا أني أجد مما رأيت و سمعت أن ما يفعل فيه شيء من المبالغة لدرجة أنه أصبح كالمهرجان و ليس لمساعدة المعزين و المستمعة للتفرغ لمراسم العزاء، و ما يصرف مبالغ ضخمة يمكن وضع جزء منها في صندوق بإسم الحسين (ع) لبعثات تعليم، أو قضاء حاجات المحتاجين بإسم الإمام (ع)
بوركت يا استاذ
اللهم ارزقنا شفاعه الإمام الحسين عليه السلام ،، كلام سليم قدمته اخي الكاتب قاسم بالنسبة لتعريف المذهب او الاسلام والجوانب الأخرى، أرى ان الجمعيات الاجتماعية والاسلامية لابد لها من بدء فتح هذا المجال والنظر لهذه الفكرة الصائبة منك وبعدها يتم توسعتها من اصحاب المضيفات وانا على يقين بأن هذه الفكرة وان بدأت متواضعه ومن جانب مؤسسة واحدة فقط فهي ستتوسع وتنتشر بين أكثر من مؤسسة او متطوعين من الشباب كما حدث مع حملات التبرع بالدم بعاشوراء وبدايتها المتواضعه الى ان وصلت الى مستوى كبير ربما عجزت عنه الدولة
تقى البتول
السلام عليك يا ابا عبدالله الحسين فى هذا الشهر المحرم ليس هناك جائع او عطشان فالاكل والشرب متوفران في كل مكان وبزياده تفيض عن الحاجة وهذا شهر الكرم من كرماء اهل البيت عليهم السلام السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
مظائف قرية بوري
السلام عليك ياأباعبدالله الحسين أبدآ مابقيت ولابقي الليل والنهار ولاجعله الله آخر العهد مني لزيارتكم وخدمتكم علكم مني سلام الله.
أن هده المظائف الممتدى على طوال الشوارع التي تجوبها مواكب العزاء الحسيني وكل ما يقدم فيها من مأكولات ومشروبات أنما هي من بركات الامام الحسين.ع. على هدا البلد وأبناء هدا البلد بفظل أنتمائنا لهدا النهج الطاهر وحفظ الرسالة الحسينية فكل ما زاد أخلاصنا للحسين زادت بركاتها علينا...اللهم أرزقنا شفاعة الحسين وأهل الحسين.