العدد 2671 - الإثنين 28 ديسمبر 2009م الموافق 11 محرم 1431هـ

حملات المشاعل

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أنجح وأرقى المشاريع التي يشهدها عاشوراء البحرين، حملة الإمام الحسين (ع) للتبرع بالدم، التي ينظمها الصندوق الخيري والمؤسسات الأهلية والدينية في منطقة النعيم، جنوبي العاصمة المنامة.

الحملة دخلت عامها الحادي عشر، وهي تزداد تألقا وتطورا، بفضل رؤيتها الإنسانية، ورسالتها في دعم بنك الدم المركزي، وتعميق ثقافة التبرع بالدم، لإنقاذ الإنسان بغض النظر عن أصله وفصله.

الحملة خصَّصت يوم الثامن من المحرم للنساء، وتقدَّمت للتبرع بالدم نحو 250 امرأة، وتم جمع 136 وحدة، ومثل ذلك نحو سدس الحصيلة الاجمالية (874 وحدة). ومع ذلك تعتبر النسبة جيدة إذا وضعنا في الاعتبار انشغالات المرأة بين مهمات العمل والمنزل وتربية الأطفال. كما أنه بسبب العوارض الجسدية التي تتعرض لها دون الرجل، يتم الاعتذار لنصف المتقدَّمات لأسباب صحية.

في اليوم التاسع المخصص للرجال، بدأ المتبرعون بالتوافد على مركز النعيم الصحي، من الساعة الواحدة ظهرا، وقارب المتقدمون الألف. وحين زرت الحملة عند الحادية عشرة مساء، كانت الأرقام قد نفدت قبل ساعة، وهناك طوابير تنتظر في الخيمة الخارجية، وبعضهم كان ينتظر دون حصوله على رقمٍ أملا بفرصةٍ للدخول، بينما كانت الأسرَّة الـ 22 مشغولة بالمتبرعين.

حملة هذا العام، تميَّزت بارتفاع نسبة مشاركة أبناء البلدان والجنسيات الأخرى، إذ بلغت نحو 10 في المئة، وهي نسبةٌ مازالت بسيطة نظرا إلى ما يمثله الأجانب من نصف التعداد السكاني اليوم، ما يوجب على اللجنة التفكير بإيصال رسالتها والتعريف بأهدافها لهذه الكتلة السكانية الكبيرة من مختلف المشارب واللغات.

ما يؤكد ذلك أن شرائح المتبرعين، أكثرها من دولٍ آسيوية مثل باكستان وبنغلاديش وإندونيسيا والهند وتايلند. ولذلك دلالته المهمة، فأكثر المتجاوبين مع الحملة من الأجانب من طبقة العمال والعاملات بالمنازل. ومع تواضع النسبة مقارنة بحجم الكتلة السكانية، إلا أنه يمكن البناء عليها من خلال إيصال خطاب إعلامي للجاليات.

المنظمون أكدوا وجود نسبةٍ كبيرةٍ من السعودية وإيران، وقلة من سورية ولبنان ومصر. ويمكن للتلفزيون الرسمي أن يلعب دورا كبيرا في التعريف بهذه الحملات سواء للأشقاء العرب المقيمين أو الأجانب، وعدم الاكتفاء بالتغطية الخبرية على رغم أهميتها.

من الصدف الجميلة، أن هذا العام (2009) شهد في بدايته الحملة العاشرة، وفي نهايته الحملة الحادية عشرة، لتكرار وقوع شهر محرم الهجري مرتين في العام الميلادي. وحرِصَ وزير الصحة على حضور الحملة والحديث مع اللجنة المنظمة، في الغرفة المخصصة لاستقبال الزوار. كما زار الحملة وفدٌ من الممرضات القطريات، مع زوار آخرين من دولة الإمارات الشقيقة.

من المهم أن نعرف جميعا، أن حملات التبرع بالدم التي يشهدها عاشوراء والمناسبات الدينية الأخرى، توفر جزءا كبيرا من احتياجات بنك الدم، الذي يسعف بها مرضى الثلاسيميا والسكلر (هؤلاء الضحايا يستهلكون 80 في المئة) بحسب المنظمين، والباقي يذهب لإسعاف النساء في حالات الولادة، إضافة إلى ضحايا الحوادث المرورية.

ومن المهم أن نعرف أيضا أن مرضى الثلاسيميا بحاجةٍ دائمةٍ إلى نقل دم، في مددٍ تتراوح بين أسبوع أو أربعة أسابيع أحيانا. أمَّا السكلر فموضوعه يطول ويُوجِع القلوب، لأن ضحاياه بعشرات الألوف.

إنها بعض مشاعل الخير التي يستلهمها الشعب البحريني من عاشوراء الحسين (ع)، ومن مسئولية الجميع دعم حملات الخير والعطاء.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2671 - الإثنين 28 ديسمبر 2009م الموافق 11 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 2:04 ص

      فاليتسابق المتسابقون في عمل الخير .......

      أتمنى حضور جميع مكونات الوطن من المواطنين والمقيمين لدعم هذا العمل الانساني النبيل مثل رجال دين من جميع الاديان والمذاهب وممثلي الجاليات لان المستفيدين هم جميعا دون استثناء والله الموفق

    • زائر 3 | 12:00 ص

      كما وهب الحسين دمه للدين.

      حبذا لو يتم انشاء بنوك للدم في المراكز الصحية فأعتقد بأن افراد المجتمع سيهبون للتبرع نظرا لوجود بنك الدم بالقرب منهم فالذي في السلمانية بعيد مما يسبب لنا الكسل نظرا لازدحام حركة المرور على طول،، وليس بالضروري أن يكون البنك بالدائم في المراكز الصحية تخصص أيام أو يومي الجمعة والسبت والأفضل أيام الأسبوع حتى يتسنى للجميع التبرع بكل يسر وسهولة،،، وكما وهب الحسين عليه السلام دمه لأجل الدين وإعادة القيم والمبادئ لمجاريها الصحيح شيعته يتبرعون بالدم لإنقاذ حياة المسلمين هذا هو الإيثار نبيل حبيب العابد

    • زائر 2 | 11:40 م

      الحسين (ع) حياة

      ليبقى الحسين شعلة لا تنطفئ في إشعال نور الحياة والإنسانية والفكر لدى العالم كله وهذا العمل قليلاً في حق نهضتك المعاء يا أبا عبد الله

    • Iran | 11:28 م

      عاشوراء العطاء.

      أدامـ الله عطاء هذا الشهر العظيمـ. وأثاب الله كل من عمل فيه خيراً..

    • زائر 1 | 10:54 م

      نتوجه بالشكر إلى

      نتوجه بجزيل الشكر ووافر الامتنان للقائمين على هذا العمل المميز ونتمنى لهم موفور الصحة والتوفيق في هذه الأعمال المباركة والتطوعية، كما نشكر جميع من تطوع وتقدم بالتطوع ولا ينسوا بأن بنك الدم مفتوح للتبرع في الأحوال العادية لما له فائدة للمجتمع وللمتبرعين أنفسهم وجزى الله الجميع خير الجزاء ولا ننسى قلمنا المميز سيدنا وبانتظار المزيد.
      نسألكم الدعاء

اقرأ ايضاً