سجَّل سعر النفط أعلى مستوياته في أربعة أسابيع متجاوزا 78 دولارا للبرميل أمس (الإثنين) مواصلا مكاسبه لليوم الرابع على التوالي مع استمرار موجة الطقس البارد في الولايات المتحدة، وسط دلائل على انتعاش الاقتصاد عززت توقعات الطلب على النفط.
وارتفع سعر النفط نحو 13 في المئة من أدنى مستوياته في شهرين ونصف الشهر دون مستوى 70 دولارا قبل أسبوعين وسط آمال انتعاش الطلب؛ إذ أظهرت بيانات حكومية أميركية تراجعا كبيرا متتاليا في مخزونات الخام ونواتج التقطير.
وارتفع سعر الخام الأميركي في عقود فبراير/ شباط 7 سنتات إلى 78.12 دولارا للبرميل بعد أن بلغ مستوى 78.68 دولارا في وقت سابق وهو أعلى مستوياته منذ 79.04 دولارا الذي سجله يوم الأول من ديسمبر/ كانون الأول. وأغلق تداول النفط يوم الجمعة الماضي بسبب عطلة عيد الميلاد بعدما جرت تسويته على ارتفاع 1.38 دولار يوم الخميس الماضي.
وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 33 سنتا إلى 76.64 دولارا.
وعاد سعر النفط إلى النطاق الذي قالت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) مرارا إنه يبعث على الارتياح بعد أن انخفض لفترة وجيزة دون مستوى 70 دولارا للبرميل في منتصف هذا الشهر.
لكنْ حد من ارتفاعات النفط اليوم (أمس) استقرار الدولار قرب مستوياته المرتفعة التي سجلها في الفترة الأخيرة أمام الين مدعوما بطلب الشركات اليابانية قبيل نهاية العام.
وعادة ما تنخفض أسعار النفط عندما يميل الدولار للارتفاع؛ إذ إن ذلك يجعل الخام أكثر كلفة على من يشترون بعملات أخرى.
إلى ذلك، أظهرت بيانات حكومية أمس تراجع إجمالي مبيعات منتجات النفط اليابانية في نوفمبر/ تشرين الثاني 4.7 في المئة عنها قبل عام لتصل إلى أدنى مستوياتها في 22 عاما، مع انخفاض مبيعات البنزين والكيروسين وزيت الغاز (السولار).
وقالت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة، إن إجمالي مبيعات المنتجات النفطية تراجع في ثالث أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم إلى 16.29 مليون كيلولتر أي ما يعادل 3.42 ملايين برميل يوميا في نوفمبر، وهو أدنى مستوى للشهر منذ نوفمبر 1987.
وجاء التراجع بعد زيادة نسبتها 1.8 في المئة في أكتوبر/ تشرين الأول لكنه دون توقعات “رويترز” لانخفاض نسبته 7 في المئة وهي توقعات كانت تستند إلى بيانات منفصلة للصناعة.
ويشهد الطلب المحلي على النفط تراجعا مطردا منذ سنوات وهو اتجاه تسارع هذا العام في ظل أسوأ ركود للاقتصاد الياباني منذ عقود، الأمر الذي تسبب في وجود طاقة تكرير غير مستغلة تبلغ نحو مليون برميل يوميا.
وتراجعت مبيعات نوفمبر من الكيروسين والبنزين والسولار بعد صعودها في أكتوبر.
وانخفضت واردات البلاد من النفط الخام 4.5 في المئة إلى 17.52 مليون كيلولتر في نوفمبر مواصلة تراجعها للشهر الرابع عشر على التوالي.
وكان معهد اقتصادات الطاقة الياباني قال الجمعة الماضي، إن من المتوقع تراجع إجمالي مبيعات منتجات النفط 2.6 في المئة على مدى السنة المالية التي تبدأ في أبريل/ نيسان المقبل.
وقال في توقعاته السنوية، إن مبيعات البنزين ستتراجع 2.1 في المئة.
تشغيل الجزء الأول من أنبوب النفط
بين سيبيريا والمحيط الهادئ
دشن رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الأول الجزء الأول من أنبوب النفط بين سيبيريا والمحيط الهادئ الذي يشكل قسما من شبكة ستغذي الصين بالنفط بعد ذلك، بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء الروسية. ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن بوتين قوله: “إنه مشروع استراتيجي سيسمح لروسيا بدخول أسواق جديدة في المحيط الهادئ وآسيا؛ إذ لا تتمتع بوجود كاف”. وأشاد رئيس الوزراء بالشركة النفطية الروسية العامة “ترانسنفت” لأنها “نجحت في كل ذلك على رغم الأزمة الاقتصادية العامة”. وأضاف “أهنئكم، إنها هدية رائعة لروسيا في رأس السنة”.
ويبلغ طول الجزء الأول 2694 كلم ويربط تايشيت في شرق سيبيريا بسكوفورودينو (منطقة لأمور أقصى الشرق الروسي). وهذا الجزء الذي كلف إنشاؤه 378 مليار روبل (8.7 مليارات يورو) يشمل أيضا مرفأ نفطيا في الخليج القريب من ناخودكا في أقصى الشرق الروسي. ويفترض أن يربط جزء ثان سكوفورودينو بخليج كوزمينو قرب ناخودكا على المحيط الهادئ. وبانتظار انتهاء هذا المقطع ستقوم قطارات بنقل النفط من سكوفورودينو إلى كوزمينو.
من جهة أخرى، وقعت “ترانسنفت” والشركة الصينية الوطنية للنفط في أكتوبر/ تشرين الأول 2008 اتفاقا لمد فرع من أنبوب النفط إلى الصين، أكبر دولة مستهلكة للطاقة، يصل إلى موارد جارتها مباشرة.
وسيسمح هذا المقطع الذي يبلغ طوله 67 كلم ويمتد من سكوفورودينو إلى الحدود الصينية، بنقل النفط الخام السيبيري بوتيرة 15 مليون طن سنويا، باتجاه شمال الصين. ويفترض أن يبدأ استثماره في 2010.
العدد 2671 - الإثنين 28 ديسمبر 2009م الموافق 11 محرم 1431هـ