كشفت استشارية أمراض العيون هيفاء المحمود عن أن «علاج القرنيات المخروطية باستخدام حلقة «myoring» جعل من البحرين مركزا إقليميا لعلاج القرنيات.
وأضافت أن «البحرين والنمسا فقط يمتلكان الجهاز الذي يعالج القرنيات المخروطية، وأن أمراض الجفاف والتهابات الغدد الدهنية في الجفون والحساسية من أكثر أمراض العيون انتشارا في البحرين».
وانتقدت المحمود في لقاء أجرته معها صحيفة «الوسط» ارتفاع نسبة الأطفال المصابين بأمراض العيون، وبقصر النظر على وجه الخصوص في البحرين، موضحة أن «من أبرز أسباب ارتفاع نسبة المرض هو انتشار استخدام الحواسيب الآلية (اللابتوب) وألعاب البلايستيشن، وفيما يأتي نص اللقاء:
بداية، ما هي أكثر أمراض العيون انتشارا في البحرين؟
- أكثر أمراض العيون انتشارا في البحرين تتمثل في: الجفاف، والتهابات الغدد الدهنية في الجفون، والحساسية.
وفي هذا الجانب أود أذكر أن معدل استقبال عيادات العيون، أو على الأقل في عيادتي لا تقل عن 10 حالات من مجموع المرضى خلال اليوم الواحد فقط.
وأود أن أشير إلى أن هذه الأمراض منتشرة جدا، سواء في البحرين أو على مستوى دول الخليج العربي.
أما عن علاجها، فيمكن من خلال قطرات الترطيب الطبيعية، بالإضافة إلى ضرورة التقليل من السلوكيات الخاطئة التي تؤديها إليها كاستخدام الحاسوب الآلي (الكمبيوتر) لفترات طويلة، والتي يمكن مواجهتا أيضا بأخذ استراحة ما بين فترة وأخرى.
أيضا استخدام النظارة الشمسية مهم جدا، ويمكنه المساهمة في التخفيف من الآلام التي تسببها تلك الأمراض.
أما التهابات الغدد الدهنية في الجفون فيحتاج المريض إلى علاجها بمضادات حيوية من قطرة ومرهم وحبوب.
المياه الزرقاء... والبيضاء
وماذا عن مرض ارتفاع ضغط العين «الماء الأزرق»، أين يصنف؟
- هذا المرض يسمى بالماء الأزرق في دول الخليج العربي، ولكن في البحرين يطلق عليه «الماء الأسود».
وبهذه المناسبة فإن أطباء العصور الماضية كانوا يطلقون عليه بـ «سارق البصر»، لأن ضغط العين يسبب ضمورا للعصب البصري للعين ومن ثم يقلص المجال البصري، واحيانا فقدان تام للبصر إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
ما أسبابه؟
- بطبيعة الحال يوجد عدد من العوامل التي تجعل الفرد يصاب به، ولكن في مقدمتها العوامل الوراثية، أو أمراض الضغط والسكري، أو قصر وبعد النظر الشديدين تعتبر من العوامل الرئيسية للإصابة به.
ما الذي يمكن أن تقدمه وزارة الصحة للمواطنين للكشف عن هذه الأمراض؟
- هنا يجدر بنا التنويه، إلى أهمية تسليط الضوء من قبل المراكز الصحية على توعية الجمهور بأهمية الكشف المبكر والمستمر لأمراض العيون، حتى نتمكن من السيطرة عليها أو على أي آثارها الجانبية لها مستقبلا، والحفاظ على مستوى النظر لئلا يتراجع.
وماذا عن ما هو معروف بمرض الماء الأبيض؟
- فيما يخص مرض تجمع الماء الأبيض في العين، فهو مختلف عن تجمع الماء الأزرق، والخطر الذي يمكن أن ينتج عنه أقل من «الأزرق»، إذ إن عدسة العين تصاب بعتمة، فيتم سحبها عن طريق ذبذبات فوق صوتية، بقوة معينة، ومن ثم تفتيت العدسة، وزارعة عدسة أخرى.
وهل أسباب حدوثه تتشابه مع «الماء الأبيض»؟
- نعم، فالوراثة أيضا تلعب دورا في الإصابة به، ولكن للتعرض إلى أشعة الشمس دور كبير في الإصابة به، ومن ثم يكون للتدخين المفرط، ومادة الكورتيزون دور في الإصابة به، ومع ذلك فالعلاج كما ذكرنا متوافر، ولكن الفحص الدوري للكشف عن أمراض العين وخصوصا أن ضغط العين لا يشعر بأي أعراض تدل عليه.
الوراثة وآثارها على القرنيات المخروطية
لو انتقلنا إلى مرض آخر، وربما يكون - من وجهة نظري شائعا - وهو القرنيات المخروطية، فما أسبابه؟
- بالفعل، إن مرض القرنيات المخروطية في العين منتشر وبصورة لا تقل عن الأمراض المذكورة، وخصوصا أن للعوامل الوراثية دورا في انتشاره.
وأحيانا يمكن إنهاء المشكلة أو الحالة المرضية من خلال العدسات اللاصقة أو النظارة الطبية، ولكن أيضا في بعض الأحيان لا يمكن علاجها بتلك الطريقتين، بل بالعملية.
وهل لايزال العلاج بالنظارة والعدسات مستمرا؟
- في مجمعنا الطبي، حتى ما قبل ستة أعوام، كنا نعالج الحالات بالعدسات الطبية والنظارات الطبية، ولكن بعد تطور العمليات وظهور عملية «التثبيت» انقلنا لاستخدامها عن طريق التعامل بعلاج فيتامين «ب» مع أشعة فوق البنفسجية تمنع تدهور العين إلى الأسوأ، وتثبت الحالة المرضية للعين.
وأصبح هذا المرض - القرنيات المخروطية - شائعا، وربما يصل عدد الحالات المصابة به في اليوم الواحد إلى خمس.
ما الفئات العمرية التي ينتشر بينها مرض القرنيات المخروطية؟
- غالبا ما ينتشر ما بين الشباب، وعلى الأكثر في القرى، لذلك نحن نسعى في مركز الأبحاث لدينا إلى أن ندرس جميع الحالات التي تصل إلينا، للتعرف على الأسباب التي تجعله ينتشر ما بين الشباب وفي القرى.
50 دقيقة للطفل فقط أمام شاشة الكمبيوتر
فيما يخص مشكلات النظر عند الأطفال، هل يمكن تحديد نسبة أمراض العيون لديهم مقارنة بالبالغين أو كبار السن؟
- بداية، أود أن أشير إلى أن المتعارف عليه والشائع لدى الجميع، وما تثبته الإحصاءات هو انتشار الحول لدى الأطفال، وهي الحالة التي يتم علاجها إما باستخدام النظارة الطبية أو الجراحة من خلال تعديل الحول، وطبعا ذلك من دون أي تدخل جراحي داخل العين.
ويكون سبب الحول أحيانا الماء الأبيض أو ضعف أو أورام في الشبكية أو العصب، إلى جانب الجانب الوراثي الذي يلعب دورا كبيرا، لذا يجب الإسراع في متابعة حالات الحول منذ الصغر.
إن ما يثير الأمر في أمراض العيون لدى الأطفال هو ظهور مشكلة ملحوظة في السنوات الأخيرة، وهي ارتفاع نسبة قصر النظر لدى الأطفال بسبب تعرضهم منذ عمر صغير إلى شاشات الكمبيوتر وألعاب البلايستيشن وما تعرف، وغيرها؛ إذ إن جميع ما ذكرته، إلى جانب العامل الوراثي، له دور في تعجيل إصابة الأطفال أو الأفراد عموما بقصر النظر.
كما أن الدراسات الحديثة والبحوث تؤكد ما ذكرته، ونحذر من ذلك، بل وعلميا يجب ألا يتعرض الطفل إلى شاشات الحاسبات الآلية لأكثر من 50 دقيقة، لذلك أنا من المعارضين وبشدة لشراء جهاز حاسوب آلي أو اللابتوب إلى الأطفال، وأحذر كثيرا من التعرض للأجهزة الحديثة.
الليزر»... «الليزك»...
و«اي بي ليزك»
ما هي عمليات تصحيح النظر؟ وما الفرق بين أنواعها المختلفة؟
- عمليات تصحيح النظر بدأت بـ «الليزر» ثم «الليزك»، ثم «EP ليزك».
وفيما يخص العملية الأولى، تتم على القرنية، بينما في العلمية الثانية يتم رفع شريحة من القرنية وتصحيح النظر وإرجاعها مرة أخرى.
ونحن في مركزنا الآن، أوقفنا عمليات «الليزك» وتوجهنا إلى «EP ليزك» لدقتها ونجاحها بكثرة، ولأنها لا تجري على عمق كبير من القرنية، ومن دون أي قطع في أجزاء العين، وهو المهم لدينا؛ إذ إن القطع في القرنية قد يؤدي إلى أن تكون القرنية مخروطية، وهذه أيضا نادرة جدا.
هل من أعراض جانبية لإجراء أية عملية من العمليات الثلاثة؟
- فيما يخص «الليزك» فهي تؤدي بالكثير من الناس إلى الإصابة بالجفاف المزمن، بينما عملية «اي بي ليزك» قد تؤدي إلى إصابة العين بجفاف بسيط ونسبة الإصابة به بسيطة جدا.
ما نسبة نجاح عملية «اي بي ليزك»؟
- تصل إلى 97 في المئة.
هل توقفت العمليات عند «EP ليزك»؟ أم يوجد أكثر منها تطورا؟
- نعم، الآن توجد عملية تسمى بـ «فيمتو ليزر»، وهي عملية «ليزك» ولكن تعمل بـ «الليزر»، ولكني ماأزال أفضل إجراء عمليات «EP ليزك».
هل يعتبر العمر من الشروط الرئيسية لإجراء عمليات تصحيح النظر؟
- نعم، فالمتقدم لإجراء عملية يجب أن يكون عمره من 18 عاما وأكثر.
وإذا أتاني فرد عمره 18 عاما أجري له فحوصات لمدة عام كامل، فإذا ثبت أن رقم نظره لم يتغير، أجري له العملية، وإن تغير فيتم تأجيلها، وخصوصا أن النظر في هذا العمر لا يكون ثابتا.
لماذا أسعار إجراء العمليات في البحرين مرتفعة عن دول أخرى، على رغم أن العملية التي تجري في البحرين، نفسها التي تجري في الخارج؟
- السبب هنا يعود إلى استخدام أجهزة متطورة وحديثة، وخصوصا أن بعض الأجهزة التي يتم اكتشافها تصبح متطورة جدا، فمثلا نحن نوفر الآن كاول مركز في الشرق الاوسط جهازا يتم فيه تصحيح النظر للبعد والقراءة في آن واحد.
بماذا تميزت البحرين في جانب إجراء العمليات الخاصة بالعيون عن غيرها من الدول الخليجية؟
- استطعنا من خلال التعاون مع النمسا أن نتميز على مستوى دول العالم وليس فقط على مستوى دول الخليج، وذلك من خلال علاج القرنيات المخروطية بما تعرف باسم حلقة «myoring» التي تزرع في العين، والتي اخترعها الطبيب النمساوي ألبرت دكسر.
والعمليات الخاصة بهذا المرض تجري في النمسا فقط ولدينا في البحرين، وذلك ما جعلنا مركزا إقليميا للتعامل بهذا العلاج، من خلال جهاز Femto LDV، وهو أفضل وأسرع جهاز لعلاج المخروطية.
وهذه الحلقات مع عملية التثبيت بواسطة فيتامين «ب» والاشعة فوق البنفسجية استطاعت أن تحل مشكلة القرنيات المخروطية من دون الحاجة إلى جراحات زرع القرنية في العين، في مدة تصل إلى 25 دقيقة فقط.
هل من كلمة أخيرة؟
- أود التنويه بأهمية الفحص الدوري للشبكية عند مرضى السكر، بالإضافة إلى فخص ضغط العين للتأكد من سلامة العين من المياه الزرقاء أو السوداء، وهذا لابد أن يكون عند سن الأربعين فما فوق.
كذلك أرغب في تسليط الضوء على أهمية تنبيه الأبناء من مضار الإدمان في استخدام الحواسيب الآلية.
العدد 2670 - الأحد 27 ديسمبر 2009م الموافق 10 محرم 1431هـ
شهادة لله
لاحظت اهتمام الدكتورة بمرضاها و علاجها الدقيق، فقد أجريت لديها عملية إي بي ليزك منذ عام 2007 و الحمد لله النتائج ممتازة و لم أصب بأي مضاعفات
جزاها الله خير الجزاء
يعطيك العافية يا دكتورة
أشكر الدكتورة هيفاء على اخلاصها واهتمامها بمرضاها فأنا أتابع حالة بنتي عندها ,, أم مريم