مساء أمس الأول كنت واحدا من آلاف المواطنين الذين يسيرون في أزقة أحياء المنامة القديمة التي تحيي مناسبة عاشوراء هذه الأيام، وأثناء التجول في الأزقة مع من يعرف المنامة شبرا شبرا، وجدت أن لكل منزل ولكل زقاق ولكل دكان ولكل زاوية قصة مهمة وممتعة، بل إن بعضها يصلح لأن يكتب على لوحة استعراضية كجزء من «متحف» يمكن إقامته في هذه الأحياء التي تحكي قصة البحرين الحضارية بكل مكوناتها المجتمعية.
ولعل الجانب المضيء في التجول المذكور كان المرور عند باب البحرين ومشاهدة آخر ما توصل إليه المشروع الصغير جدا المعني بتطوير جزء من سوق المنامة القديم، وهو المشروع الذي تأخر كثيرا وكان من المفترض افتتاحه هذا الشهر، ولكن العمل لازال جاريا لإتمام المبنى الحكومي ومبنى البريد ومركز الشرطة والواجهات على شارع باب البحرين والساحة العامة ( البلازا) وتطوير الواجهات من تقاطع شارع باب البحرين مع شارع التجار إلى تقاطعه مع شارع الشيخ عبد الله متضمنا تغيير الأرضيات والإنارة مع المحافظة على النمط العمراني والتقليدي للسوق... كما أوردت ذلك التقارير الرسمية.
ولكن تعود بي هذه التطلعات الجميلة إلى الواقع، فعاصمتنا لها أسماء أخرى حاليا، أحدها «مناراما»، وهي دلالة على أنها أصبحت جزءا من أحياء الهند المتهالكة التي تعيش فيها فئات فقيرة وأخرى تعيش على الهامش بين الحياة والموت... أحياء أخرى من عاصمتنا يطلق عليها البعض مسمى «ليتل لاس فيغاس»، في إشارة إلى محاولة هذه الأحياء منافسة أكبر مدينة للخطايا في العالم (لاس فيغاس)...
مع ذلك، فإن الأمل لايزال يحدونا لأن تتوجه الأنظار لإعادة «المنامة» إلى أهلها وهويتها الأصلية... ومثل هذا المشروع يحتاج إلى فترة قد تمتد إلى 15 سنة، ولكن علينا البدء به في أسرع وقت قبل أن نخسر ما تبقى من ذكريات لعاصمتنا الجميلة بتاريخها وبأهلها. إننا بحاجة إلى الأزقة الضيقة (ولكن من دون سيارات)، بحيث تتوافر مواقف كافية خارج الأحياء القديمة تسَع عشرات الآلاف من السيارات يوميا، ونحن بحاجة إلى استعادة النشاط التجاري وتحويل الأزقة إلى مقصد سياحي وتاريخي.
لايوجد شيء مستحيل، إذ يمكن أن تتأسس شركة تعاونية بإشراف الحكومة وغرفة التجارة، وتكون مساهمة عامة، وأن يتم الاحتفاظ بكل شيء على ماهو عليه، وأن تقوم الشركة - بدعم الحكومة - بنقل كل السكان الآسيويين والعزاب إلى أماكن أخرى بعيدة، وأن تغلق المنافذ على السيارات ويتحول الجميع إلى رياضة المشي في أزقة جميلة يمشي فيها أبناؤنا وأحفادنا بعد 15 أو حتى 20 سنة من الآن... وعلينا أن نبدأ المسير
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2669 - السبت 26 ديسمبر 2009م الموافق 09 محرم 1431هـ
شرفت المنامة
لقد شرفت المنامة أنت والأخيار من كافة مناطق البحرين لحضور احياء عاشوراء الحسين ع. بوركت انامللك دكتور والمنامة تحتاج وتستاهل حملة اعلامية قوية من الوسط تليق بالوسط والمنامة. المخرق
زائر رقم لا تفشلنا
الاخ الزائر رقم 2ا نت من صدقك تكلم عن العماله الخليجيه من فى غير البحرينين رايحين يشتغلون عمال ومنظفين اسماك وحماليه فى الخليج والله لو صارت عماله خليجيه كان صرنا اخس من البنغاليه استر علينا الله يستر عليك انت اكيد حلمان فى الخليج حكام شابعين وهنا حكام طامعين خلها على الله وسكت لا تصير صدق
خلنحلم على قدنا
عمتحلم يادكتور منصور ... فالبحرين تمضي إلى الهاوية تحت طمع الطامعين... فعلى سبيل المثال فقط ، نحن في "جزيرة"سترة بلا بحر. اما ما تبقى منه فقط لنريه لأولادنا لنقول لهم "هذا حر" مثل مقال عبد الحسن عبد اللة "هذا جندي".
وهذا ليس تشائم ... لكنه واقع نعيشه كل يوم و حتى اذا ما تفاءلنا نتفاجىء بمشروع جديد يهبط ببرشوت ليكسر كل الآمال...
حملة اعلانية
نعم نحن بحاجة لكل شبر فيها، ويجب أن لا يذهب التجديد بمعالمها الجميلة..
المنامة تحتاج لحملة إعلانية كبيرة، كمثل تلك التي تطلق قبيل افتتاح المجمعات التجارية، أو المحال الكبيرة، وذلك لحث الناس والمواطنين لقصد المنامة وتحبيبهم الى ذلك..
عين العقل
عزيزي الدكتور، الف تحيه ع الموضوع الرائع، كلام سليم ، المشاريع العظيمه بدأت بأحلام ... ياليت
دكتور منصور الجمري
صباح الخير .لماذا لا تتخلص دول مجلس التعاون والدول العربية من العمالة الاجنبية الغير عربية .الا في حدود ضيق .لماذا لا يتم تبادل العمالة الخليجية بين دول مجلس التعاون . حتى لا نسمع عن قضايا القتل والاغتصاب والتحرش بالاطفال من قبل ذئاب آسيوية أجنبية .متى سنستيقظ من هذه الغفلة وهذا النوم العميق .ام جاء الوقت ليطلق علينا مسمى اصحاب الكهف .أبونايف مواطن اماراتي .
أضغاث أحلام
عزيزي الدكتور : طريق بطول لا يتجاوز 200 متر يستغرق أكثر من 4 سنوات ( و ياريته اكتمل ) ، كم من الوقت إذاً سنحتاج لتطوير بقية شارع باب البحرين ناهيك عن المنامة أو حتى نصها !!؟؟ حتى مشروع مترو مدينة موسكو الذي يعد من أجمل شبكات قطارات الأنفاق لم يحتج لكل هذا الوقت ، وأقسم لك لو أعطي تطوير كامل شارع باب البحرين ( وليس ربعه كما هو حاصل الآن ) لشركة صينية لأنجزته خلال سنة لا أكثر !
أناس هذا هو مستوى أداؤهم هل تترجى منهم خير ؟