شواهد موسم عاشوراء الحالي تؤكد تكاتف الأطراف المسئولة - سواء الحكومية أو الأهلية - لخلق مجتمع مهتم بالبيئة والنظافة والصحة. الاهتمام من قمة الهرم الحكومي كان متمثلا في حضور وزير البلديات والزراعة جمعة الكعبي ومدير عام بلدية المنامة يوسف الغتم ووكيل الوزارة نبيل أبوالفتح لتدشين موسم «عاشوراء أنظف». في ندوة «البيئة والنظافة والتحدي المناخي» قدم سعادة وزير البلديات محاضرة قيِّمة المحتوى و هادفة المعنى في هذه المناسبة الدينية العزيزة لجميع شرائح المجتمع البحريني حيث تحدث عن أهمية خفض المخلفات الصلبة ووجوب زيادة الوعي البيئي.
و من ثم قدم الوزير مفاجأة سارة للحضور حيث تطرق لانطباعاته عن حضوره لمؤتمر كوبنهاغن للمناخ حيث علمنا بعض الأحداث التي جرت خلف الكواليس خلال أسبوعين من الزمن، وعن تفاصيل تمثيل فريق الخبراء البحريني وهمَّته في حضور جلسات مارثونية و تعاونه مع الفرق العربية ودول الجزرية من أجل اتخاذ موقف موحد في مؤتمر سياسي و اقتصادي وبيئي في آنٍ واحد و أخيرا أكد على أهمية هذا الموضوع بالنسبة للخطط الإستراتيجية للمملكة.
أما مدير عام بلدية المنامة فنقول له «الأفعال تغني عن الأقوال» فالجهد البلدي والتنظيمي لهذا العام في تنظيف أزقة و حواري العاصمة البحرينية وخاصة مناطق مرور المواكب الحسينية واضحة للعيان ودلالة على جهد مشكور للمحافظة على بيئة صحية لمئات الألوف من سكان وزوار وسياح المنامة.
لاشك أن الخبرات المتراكمة لشباب صندوق المنامة الخيري خلال الأعوام الماضية ساعدت على إبراز المزيد من الجوانب الحضارية الراقية للإنسان البحريني خلال هذه المناسبة السنوية و قد ظهر هذا جليا في التنظيم الرائع والأفكار المبتكرة لفعاليات هذا العام للمحافظة على التراث الشعبي مع التركيز على إيجاد حلول عملية للصعوبات التي يواجهها المعزُّون بالتنسيق مع العديد من الجهات الرسمية في الدولة التي دعمت مشكورة الجهود الأهلية.
إحدى الأعمال البارزة لصندوق المنامة الخيري هو «دليل عاشوراء المنامة» وهو عبارة عن عمل احترافي رفيع لتقديم دليل سياحي راقٍ لمملكة البحرين وتاريخ المآتم والمواكب الحسينية في المنامة حيث يتعرف المحليون والزوار والسياح الى مظاهر الجهود الأهلية التطوعية في مضامير التوعية والصحة والثقافة والصناديق الخيرية والفنون ورعاية اليتيم وجمع الأدوية. الدليل يحتوي أيضا على رسم تفصيلي لمسار المواكب الحسينية والمساجد والمآتم والمضايف بالإضافة إلى العيادة الصحية ومواقع سيارات الإسعاف.
إحدى خطباء المآتم تطرق الى دور القدوة الحسنة في المجتمع وذكر القصة التي رفض الرسول (ص) طلب أم نصيحة ابنها بعدم تناول التمر بإفراط بسبب وجود طبق من التمر أمام النبي (ص) في ذلك اليوم وطلب منها أن تحضر في يوم الغد حتى يمتنع عن تناول التمر ليمكنه من نصيحة الطفل. فالقدوة الحسنة مهمة لخلق مجتمع أخلاقي وبأسلوب علمي تطبيقي ولاشك أن المساهمين في العديد من هذه الأنشطة التطويعية الاجتماعية في معظم مناطق البحرين أمثلة حيّة للأجيال اليافعة.
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 2668 - الجمعة 25 ديسمبر 2009م الموافق 08 محرم 1431هـ