هَب أنك رأيت عابثا بمرج من الزهور، يقطف وردة هنا، ويطأ أخرى هناك، من دون أن يحرجه نفحها وضوعها. من دون أن يلتفت إلى قيمتها في المكان. هل تدع الأمر يمضي؟ هَبْ أنك رأيت عابثا بالماء، يريقه من دون معنى. يتركه هكذا في مهبِّ إسراف وغفلة؛ بل عن قصد. هل ترى في فعله رُشْدا وسدادَ ذهاب؟ فكيف ترى في من يعتقد بأن قطف رؤوس آل أشرف الخلق وسيدهم فيه تقرب إلى الله، وإلى الصميم من القيمة وحُسن العمل؟ وكيف ترى من يعبث بالدم أكثر من عبثه بالماء، يهرقه بمعنى قرَّ في عَوَر نفسه. يرى فيه الرشْد والسداد؟.
أية أمة تنتمي إلى البشر تلك التي ترى في حرق الحرث حياة؟ فكيف بحرق النسل وتصفيته؟ وأي نسل؟ نسلٍ هدى الله به رعاع البشر وجهالها إلى خير شريعة وقيمة. نسلٍ ملأ الكون بملاحم في دنيا الفداء والبطولات. نسلٍ تعتصر بعض الأمم ألما لأن ليس بينها الظل من تلكم النماذج، فيما هي في حيزها تتكالب على الدسائس تشويها وتطاولا وملاحقة وإبادة من دون أن يطرف للطلقاء جفن.
عوْدا إلى الـ “هَبْ”. هَبْ أنك قرأت - ولا أقول عاينت - فظاعات أقل دموية وإسرافا في الدم كما حدث لسيد الشهداء في كربلاء، بغضِّ النظر عن اتفاقك أو اختلافك مع منهج ضحايا الفظاعات تلك، ألا يحركك “نظير لك في الخلق” بمجِّ ولعن ورفض تلك الفظاعات؟ فيما بعض المنتسبين إلى الدين نفسه يجدون في المذبحة موقفا وتخريجا شرعيّا يدين الخروج على “ولي أمر المسلمين” وما أدراك ما الولي!!!
لن تسعفنا الـ “هَبْ” في دنيا من السهل تأميم بعض ضمائرها، وشراء ذمم بعض ما يُظن أنهم كبارها، واحتواء المُتوهم من فاعليتها.
جعفر الجمري
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2667 - الخميس 24 ديسمبر 2009م الموافق 07 محرم 1431هـ
هب أن
هب أن الحسين عند أمة من الأمم غير أمة الإسلام ماذا تراهم صانعين به .. يقول الراهب الذي أخذ رأس الحسين من حامله لقاء حفنة من الدراهم: يقول ويلكم بئس الأمة التي تقتل أبناء أنبيائها! إن لنا موضعاً لحافر حمار عيسى بن مريم نقدسه لأنه موطئ لدابة نبينا!! أنظر للفرق بين الإثنين!!!
كلامك درر يا أستاذ
المشكل أن من شب على شيء شاب عليه. جبنهم كجبن أهل الكوفة في ذلك الزمان.
صدقت أيها الجمري
فيما بعض المنتسبين إلى الدين نفسه يجدون في المذبحة موقفا وتخريجا شرعيّا يدين الخروج على “ولي أمر المسلمين” وما أدراك ما الولي!!!