لو أسندت إليّ كتابة البيان الختامي للقمة الأخيرة لدول مجلس التعاون لكتبته كالآتي:
إيمانا من قيادة دول المجلس بأن الأميركان والإنجليز هم أبناء عمومتنا، وإدراكا منا بأن الولايات المتحدة وبريطانيا حريصتان كل الحرص على مصالحنا. ووعيا منا بأن القيادات العربية محدودة الإدراك بالفكر المستقبلي، ولأن إدارة بوش وبلير تريان ضرورة التركيز على محاربة الإرهاب، وفهما منا بأن منابع الإرهاب تسير مع منابع النفط في خطين متوازيين ولأن كل التحديات الأخرى من اقتصادية وسياسية واجتماعية وتعليمية وصحية تهون أمام الاستقرار السياسي في بلدان الخليج.
ولأننا نعترف أمام الله وأمام التاريخ بأن التنمية تحتاج إلى استقرار سياسي وتثبيت للكراسي ثم لأن الأميركان والإنجليز بارك الله خطاهما ينصحوننا بترك كل شيء سوى التفرغ لمقاومة الإرهاب وتجفيف منابعه، ولأن القاعدة التي تسير عليها دول المنطقة هي أن العين لا تعلو على الحاجب وبما أن بوش وبلير هما بمثابة الحاجب لدول الخليج والشرق الأوسط، ولإحساسنا بأن شعوبنا شبعت (خلاص) وبطرت. وإذ إننا استكملنا كل الذي جاء من أهداف الدول الأعضاء منذ قيام المجلس، وبما أننا انتهينا من توحيد النقد والجمارك، فقد قررنا الآتي:
توحيد جهودنا في عملية مقاومة الإرهاب ومحاربته باستئصاله من جذوره... والبحث عن منابعه ومحاولة تجفيفها بكل الوسائل الممكنة من أجل عيون بوش وبلير.
إن القمة الأخيرة يجب اعتبارها قمة مراجعة وتوقف وتأمل نراجع خلالها ما قمنا به من إنجازات كبرى في السنوات الطويلة السابقة، لهذا وجدنا ضرورة التوقف لاستكمال كل ما يحتاج إلى استكمال والاكتفاء بوضع كل طاقاتنا وقدراتنا وإمكاناتنا لتحقيق الأماني الأميركية والبريطانية في محاربة الإرهاب مهما كلف الأمر مستنيرين بإرشادات الإدارة الأميركية التي تستمد إرشاداتها من «إسرائيل»، وعلى الأمين العام لمجلس التعاون قراءة البيان على أجهزة الإعلام والصحافة المحلية والعربية والعالمية. والله ولي التوفيق
العدد 480 - الإثنين 29 ديسمبر 2003م الموافق 05 ذي القعدة 1424هـ