يؤكد التاريخ ان بطولة كأس الخليج لكرة القدم هي الانجح خلال فضاء زمني قدره نيف وثلاثون سنة على المستوى العربي والاقليمي.
ولكن الاتحاد العربي لكرة القدم استطاع ان يطور بطولته بطريقة او بأخرى، واستطاع ان يضع لها حافزا ماديا مغريا دفع إلى مشاركة كل الدول العربية التي كانت لا تهتم بالمشاركة أو تعلن انسحابها في آخر لحظة او تشارك بفريق أولمبي او بأي فريق كان يتم تجميعه بطريقة عشوائية. هذا الحافز هو مليون دولار للفائز، وهذه المليون لم تتسولها او لم يتصدق بها احد... ولكنها أوجدت من خلال تدريب وتسويق جيد للبطولة.
وكما صرح مدير دورة بطولة خليجي 16 فإن اللجنة المنظمة حصلت على مساعدة قدرها مليونان من الدنانير الكويتية من الدولة، وحصلت من الشركة الراعية (السبونسر الأول) على 5 ملايين دولار... وهي مبالغ كبيرة جدا... يستحيل ان نتصور انها فقط ستذهب إلى تكاليف التنظيم فقط... فبالإمكان ان نجعل جزءا منها حوافز مادية للمنتخبات الثلاثة الأول... ولأول هداف ولأفضل لاعب وأفضل حارس... وأفضل فريق فيربلاي (المثالي)... ولأفضل حكم... ولأفضل مدرب ونكرم بعض الفعاليات الجميلة السابقة.
والذي أعرفه ان بطولة الخليج تمنح الكأس لصاحب الصف الأول... ولاشيء آخر ولا هم يحزنون... وإذا كانت اللجنة المنظمة ترغب في ان تطور المستوى، وأن ترفع من قيمة الاعتناء بكرة القدم في المنطقة فيجب ان تمنح الثلاثة الأوائل مبالغ مالية جيدة تشترط عليها أن تستخدمها في مصلحة البنيات الاساسية او تزيد من العناية بالفئات الصغرى أو تستصلح ملعبا او تبني مرفقا رياضيا او أكثر.
فماذا لو ان اللجنة المنظمة في الكويت خصصت من بين ملايينها الخمسة مليون دولار للفائز بالبطولة ونصف المليون للثاني وربع المليون للثالث والربع والباقي من المليونين تخصصه لباقي المميزين من اللاعبين والحكام والحراس...
وبالامكان ان تختصر البطولة مبالغ استضافة الوفود بأن يدفع كل منتخب مبلغ اقامته واعاشته على ان تقوم بتقديم حفل افتتاح بسيط ورمزي... فيه الابتكار والخلق من كل الدلالات الاصيلة من دون أن يكلف الكثير من المال والجهد والاعصاب والتوتر، وايضا يوفر العند والكبرياء المبالغ فيه في تسابق الدول إلى تقديم أفضل افتتاح بين غيرها بينما المطلوب منها تقديم كرة متطورة... لاعبين جيدين مستعدين متخلقين وليس العكس.
إن الاجماع تقريبا يطالب بابقاء البطولة الخليجية، وان الاجماع ايضا يطالب بتطويرها، وها قد ساهمنا قدر معرفتنا بإحدى سبل التطوير والتخفيز والاثارة المثمرة الايجابية
العدد 478 - السبت 27 ديسمبر 2003م الموافق 03 ذي القعدة 1424هـ
