لا ندري كيف تجرعنا تعادل منتخبنا مع قطر أمس بمرارة الخسارة وذلك في أسوأ مباريات خليجي 16 حتى الآن.
المباراة كانت محبطة ومخيبة للجميع سواء كبحرينيين أو قطريين أو حتى الآخرين المتابعين وخصوصا أن المباراة صُنفت في بند (العيار الساخن) لكن الأحمر والعنابي خيبا الآمال والتوقعات واستحقا درجة (صفر المستوى... وصفر النتيجة).
ولا ندري أيضا... كيف أجاد مدرب البحرين الكرواتي ستريشكو والساحر الأبيض الفرنسي فيليب تروسييه مدرب قطر إخراج المباراة بهذه الصورة المتواضعة التي وصلت إلى حد (الملل) في كثير من فتراتها...
ويبدو أن كل منهما كان يخشى من تلقي الخسارة الأولى والخروج بنقطة البداية وأقل الخسائر خشية من أي رد فعل عكسي قد تطالهما وخصوصا أن دورات الخليج عودتنا على مثل هذه القرارات!
وما خشينا وحذرنا منه وقع أمس مجددا، فمدرب منتخبنا ستريشكو لم يضع بعض العناصر الأساسية والمؤثرة في استراتيجية أداء منتخبنا في مواقعها الصحيحة... فمثلا كيف تحول راشد الدوسري المعروف بمركزه في محور الوسط منذ بداية مشواره الكروي وحتى آخر مباراة في الدورة الدولية، من مركزه الأساسي إلى ظهير أيمن في لقاء أمس فيما غاب غازي الكواري الذي كان ظهير أيمن أساسيا طيلة الإعداد ومباريات الدورة الدولية، وسبقه بالغياب منذ الدورة الدولية الخبير فيصل عبدالعزيز الذي طالما تحدى ستريشكو الجميع لوضعه ظهيرا أيمن في تصفيات آسيا! فهل أصبح مركز الظهير الأيمن مشكلة لدى ستريشكو كل يوم يطلعنا بعنصر جديد.
ومن التغييرات (الغريبة المفاجئة) وضع طلال يوسف في مركز قلب الهجوم فـ (قتل) بذلك علينا دور طلال الذي يقوم بدور مؤثر كوسط مهاجم، وعندما أراد ستريشكو (يكحلها عماها) تبديله في الشوط الثاني عندما أخرج علاء حبيل وطلال يوسف معا على رغم أنه كان بالإمكان الاستفادة منهما بصورة أفضل وفعالة لو أحسن توظيفهما في مركزيهما الصحيحين، ووضح أن أفضل ثنائي هجومي بين حسين علي (بيليه) وعلاء حبيل نظرا إلى تشابه أسلوبهما وتحركاتهما وتفاهمهما.
ولو كان منتخبنا في نصف المستوى المعهود بإمكانات لاعبيه لخرج فائزا وبسهولة قياسا بمستوى الفريق القطري الذي وضح افتقاده الكثير وتقوقعه في منطقته طيلة الشوط الثاني على رغم عدم مواجهته ضغطا هجوميا قويا، ويبدو أن مدرب العنابي تروسييه سيواجه حملة عنيفة من (الجيش الإعلامي) المرافق للمنتخب القطري.
المباراة لا يستحق منها الذكر الكثير عدا بعض المحاولات الهجومية لمنتخبنا في الشوط الثاني لكنها ضاعت في زحمة الاجتهادات التي غلبت على أدائنا.
ما حدث أمس أمر مخيف ويدق جرس إنذار ونأمل أن يكون مجرد (كبوة مستوى) نتجاوزها بسرعة ويعيد مدرب منتخبنا ترتيب أوراق الفريق مجددا ويضع كل لاعب في مركزه الأساسي والبعد عن (المغامرات غير المحسوبة) في دورات الخليج
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 478 - السبت 27 ديسمبر 2003م الموافق 03 ذي القعدة 1424هـ