العدد 474 - الثلثاء 23 ديسمبر 2003م الموافق 28 شوال 1424هـ

منتخبنا يبحث في الكويت عن حلم عمره 33 عاما

علاقة تاريخية بين البحرين ودورات الخليج تفتقد الإنجاز

ترتبط البحرين بدورة كأس الخليج لكرة القدم برباط تاريخي بعدما ولدت فكرة تنظيم الدورة منها العام 1969، واستضافت النسخة الأولى للدورة العام 1970، على استاد مدينة عيسى الذي مازال قائما وشاهدا على الحدث التاريخي.

وتعتبر البحرين احدى الدول التي لم تغب شمسها عن دورات الخليج إلى جانب الكويت وقطر منذ انطلاقتها العام 1970 وعلى مدى 23 عاما إذ حرصت على المشاركة في الدورات الست عشرة.

وعلى رغم ذلك الارتباط التاريخي إلا أن واقع المنافسات والبطولات والانتصارات مازال يعاند المنتخب البحريني الباحث عن اللقب الخليجي الأول منذ 23 عاما على رغم إقامة ثلاث دورات على أرضه أعوام 1970، 1986 و1998.

وبات المركز الثاني غير مقنعا للبحرينيين بعدما حققه منتخبهم أربع مرات في الدورات الأولى العام 1970 والسادسة العام 1982 والعاشرة العام 1990 والحادية عشرة العام 1992، وأصبحوا ينظرون إلى الكأس وحدها التي تروي الظمأ القديم!

ومع إطلالة كل دورة خليجية جديدة تتجدد أحلام الكرة البحرينية بتحقيق الحلم واللقب للمرة الأولى وارتداء شخصية البطل بدلا من شخصية (الرقم الصعب) في حسابات البطولة.

ويأمل البحرينيون أن ينعكس التطور الذي حدث لمنتخبهم الكروي في السنتين الماضيتين على مستواه ونتائجه في (خليجي 16) إذ ولد المنتخب من جديد بأقدام جيل جديد من اللاعبين وفرض نفسه من تصفيات مونديال 2002 التي نافس خلالها بقوة ثم تأهل إلى نهائيات كأس أمم آسيا في الصين 2004 وأخيرا اختاره الفيفا كأفضل منتخب متطور في العالم 2003.

ويدرك القائمون على المنتخب البحريني أن الطريق إلى اللقب الخليجي لن يكون سهلا على رغم المعطيات الإيجابية لفريقهم وتطوره نظرا لما تحمله دورات الخليج من ظروف وأجواء تنافسية ونفسية تختلف عن أجواء بقية الدورات بالإضافة إلى تطلعات وطموحات المنتخبات الأخرى واستعداداتها المكثفة للبطولة.

وغالبا ما تترجح نتائج مباريات دورة كأس الخليج للفرق التي تعرف التعامل مع الأجواء والحسابات النفسية والفنية والمؤثرات المحيطة بالدورة دون الاعتراف بمنطق الاعداد الجيد والمقاييس الفنية والانجازات، بدليل المنتخب السعودي الذي لم يعرف طعم اللقب الخليجي إلا بعد 24 عاما على انطلاقة الدورة وذلك في خليجي 12 في الإمارات على رغم انجازاته العربية والآسيوية والدولية. فيما حل منتخب الإمارات في المركز الأخير في خليجي 10 في الكويت العام 1990 على رغم تأهله في العام نفسه إلى مونديال إيطاليا!

في المقابل كان المنتخب الكويتي الأشطر في غالبية الدورات سواء فنيا أو معنويا فأحرز اللقب عشر مرات من أصل 15 دورة، وهو يطمح إلى استثمار إقامة الدورة السادسة عشرة على أرضه وبين جماهيره ليستعيد اللقب إلى خزائنه بعدما فقده في الرياض في البطولة الخامسة عشرة.

اكتمال الاستعدادات

أكمل منتخب البحرين استعداداته الفنية والمعنوية لدورة خليجي 16 من خلال رحلة إعداد متواصلة بدأها في أغسطس/ آب الماضي عبر التحضير لتصفيات المجموعة الرابعة لكأس الأمم الآسيوية إذ أقام معسكرا في سلوفاكيا ثم لعب أربع مباريات ودية كسب ثلاثا منها أمام سورية وتايلند الأولمبي 2/1 والإمارات 4/1 فيما خسر الرابعة أمام عمان بهدف.

ثم توجه لإقامة معسكر خارجي قصير في ماليزيا لعب خلاله مباراة ودية سبقت خوضه مرحلة الذهاب من التصفيات الآسيوية والتي خسر فيها أمام العراق 1/5 وتعادل مع ماليزيا 2/2 وفاز على ميانمار 3/1، ثم كسب المباريات الثلاث في مرحلة الإياب في البحرين إذ فاز على ميانمار 4/ صفر وماليزيا 3/1 والعراق 1/ صفر وتأهل برفقة العراق إلى نهائيات كأس آسيا في الصين.

وبعد راحة أسبوعين عاود المنتخب البحريني استعداداته لبطولة البحرين الدولية الودية الثالثة وكأس الخليج 16، ونظرا لتعذر إجراء مباريات ودية مع منتخبات اضطر المنتخب للعب أربع مباريات ودية مع أندية محلية كسبها جميعها أمام البسيتين والرفاع والمنامة والمالكية ليدخل بعدها غمار البطولة الدولية التي نظمت بهدف إعداد المنتخب لكأس الخليج وخصوصا أن الفترة الزمنية بين الدورتين أسبوعا واحدا.

وخاض منتخب البحرين في البطولة الدولية ثلاث تجارب قوية وجادة وفي أجواء تنافسية استفاد منها المدرب الكرواتي ستريشكو والفريق في معرفة نقاط الضعف والأخطاء قبل الاختبار الخليجي، وتعادل المنتخب مع العراق 2/2 بعدما كان متقدما 2/ صفر ثم خسر أمام مصر بهدف الدقيقة الأخيرة وفاز على كينيا 2/1.

ولم يعلق القائمون على المنتخب أهمية كبيرة على نتائج الفريق في الدورة الدولية على رغم ما رسمته من مؤشرات غير تفاؤلية للجماهير البحرينية قبل خليجي 16.

وفي هذا الصدد يقول نائب مدير المنتخبات الكروية يوسف حسن إن التركيز على نتائج المباريات الودية قبل البطولات المهمة سلاح ذو حدين، ففي حال الفوز في جميع المباريات وتحقيق البطولة الدولية فهذا سيرفع المعنويات ويصبح الفريق تحت ضغط نفسي والأضواء من أجل الفوز بكأس الخليج، والعكس لو خسر الفريق مبارياته الودية وذهب دون ضغوط ومطالبات جماهيرية وإعلامية إلى كأس الخليج، والحالتان عايشناهما خلال الدورتين الدوليتين الأولى والثانية ورأينا انعكاسات نتائجهما على المنتخب في مشاركتيه في خليجي 15 في السعودية وكأس العرب في الكويت 2002.


التشكيلة البحرينية بين الخبرة والوجوه الشابة

تشهد تشكيلة منتخب البحرين في (خليجي 16) في الكويت مزيجا ما بين الخبرة والشباب وهو ما فرضته المرحلة الحالية التي تمر بها الكرة البحرينية.

ويقوم عماد المنتخب الحالي على الأسماء التي مثلته في الكثير من البطولات خلال فترة الطفرة في السنتين الماضيتين وكذلك سبق لهم المشاركة في دورات خليجية سابقة مع أجيال مختلفة وهم: فيصل عبدالعزيز وطلال يوسف وغازي الكواري ومحمد سالمين وراشد جمال وسلمان عيسى وعبدالله المرزوقي ومحمد جمعة بشير وحسين علي أحمد والحارس عبدالرحمن عبدالكريم وراشد الدوسري وأحمد حسان ومحمود جلال.

أمام الجانب الآخر من التشكيلة البحرينية فتعتمد على الوجوه الشابة التي انضمت حديثا إلى المنتخب ولم يسبق لها المشاركة في دورات الخليج وهم الشقيقان علاء ومحمد حبيل والحارسان علي سعيد وحسام المناعي وحسين بابا وصالح فرحان وباسل سلطان وحسن الموسوي ومحمد سيدعدنان وزايد الدوسري وحسين سلمان.

وفي ظل امتزاج التشكيلة البحرينية فإن المدرب ستريشكو سيكون في اختبار صناعة تشكيلة مثالية وقوية، وهو ما ظل يبحث عنه طيلة الأشهر الأربعة الماضية على رغم المخاوف التي تراود الجماهير البحرينية من عدم استقرار التشكيلة الأساسية خلال الدورة التي ظل فيها ستريشكو يواصل هواية التغييرات والتجارب التي لن تكون مقبولة ومغامرة غير محسوبة في تحدي كأس الخليج.

واستطاع عدد من العناصر الشابة فرض حضور جماهيري على التشكيلة الأساسية للمنتخب مثل المهاجم علاء حبيل المتوقع بروزه في خليجي 16، وحسين بابا وصالح فرحان لاعب المنتخب الأولمبي والحارس علي سعيد الذي أصبح الحارس الأول للمنتخب.


بوشقر المدرب الوطني الوحيد الذي قاد البحرين في دورات الخليج

أشرف على تدريب منتخب البحرين في دورات الخليج مدربون من مدارس مختلفة من دون أن ينجح أحدهم في قيادة المنتخب إلى اللقب ولأسباب مختلفة لا تتعلق بالمدرب.

وكان اللاعب الدولي السابق والمحلل الرياضي التلفزيوني الحالي في قناة دبي الرياضية فؤاد بوشقر المدرب الوطني الوحيد الذي قاد منتخبا بحرينيا في دورات الخليج وذلك في (خليجي 13) في مسقط العام 1996.

ومن المدربين العرب الذين دربوا منتخب البحرين في دورات الخليج المصري حمادة الشرقاوي في الدورة الأولى والتونسي عبدالمجيد شتالي بالإضافة إلى سلسلة من المدربين الأجانب أمثال البرازيليين سبستياو وقيدوس والبريطانيين بروشتش وبيركنشو وجاك مانسل واليوغوسلافي إيفان والألماني سيدكا في خليجي 15 في السعودية، وفي الدورة المقبلة الكرواتي ستريشكو... فهل يكسب التحدي ويحقق ما عجز عنه المدربون السابقون؟

العدد 474 - الثلثاء 23 ديسمبر 2003م الموافق 28 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً