صحيح ان الفلسطينيين وخصوصا القيادة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات لم تحفظ جميل الكويت والكويتيين. صحيح ان جمائل الكويت كثيرة على الشعب الفلسطيني والمنظمة شبت وترعرعت منذ بداياتها بدعم كويتي، ومع ذلك وقفت منظمة التحرير مع صدام في عدوانه على الكويت، وظهر أن هناك المئات من الذين يعملون في الكويت وأبناؤهم يدرسون في الكويت ويأكلون من خيراتها كانوا يتعاونون مع الاستخبارات العراقية أثناء العدوان العراقي على الكويت، وكان هذا كابوسا للشعب الكويتي سبب لهم آلاما لا حدود لها وشعورا بالإحباط ونكران للجميل من قبل بلدان عربية كثيرة كانت تدعمها الكويت وتشاركها سراءها وضراءها، وكان أكثرها إيلاما موقف الفلسطينيين العاملين فيها وقيادتهم، ما خلق صدمة للشعب الكويتي والحكومة الكويتية. وعلى رغم طول الفترة فإن الشعب الكويتي لم يتمكن بعد من التخلص من آلامه، ولا أحد يلومه في ذلك فذاكرة هذا الشعب المعطاء وهذه الحكومة الكريمة العطوفة مع كل الأقطار العربية مازالت تختزن هذا المشهد المرعب.

غير انني أدعوه اليوم من منطلق ما يحمله من حس قومي وثقافة عالية وإنسانية عرف بها هو وقيادته إلى ان يتناسى ما حدث، إذ يكفي الشعب الفلسطيني الذي في الداخل وهو يعاني ما يعاني على يد هذا الجزار الاسرائيلي شارون لكي يمحو كل خطايا قيادته ومن تعاونوا من الفلسطينيين مع صدام أثناء غزوه الكويت حتى تظل محبتهم في قلوب الذين يعزّونهم ولا يتمنون إلا الخير لهم، لأن التمادي في هذه الكراهية ومواصلة الرغبة في الانتقام منهم أمر غير جميل وغير صحيح... لقد دهش الجميع من مطالبة الحكومة الكويتية من القيادة الفلسطينية بتقديم الاعتذار شرطا للقاء رئيس وزرائهم محمود عباس