تكتسب القمة الخليجية الـ 24 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها دولة الكويت خلال الشهر الجاري أهمية بالغة لتزامنها مع تطورات إقليمية ودولية حساسة ودقيقة، وستكون كما قال أمين عام المجلس عبدالرحمن العطية قمة قرارات لا دراسات. وتوقعت مصادر دبلوماسية خليجية في تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية أن يركز قادة دول مجلس التعاون الست السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية وسلطنة عمان والبحرين على مناقشة قضايا مصيرية تتطلب توحيد المواقف الخليجية حيالها وفي مقدمتها الأوضاع في العراق وفلسطين.
من هذا المنطلق برزت أهمية اختيار موضوع هذا المسح الميداني لما له من علاقة بمجلس التعاون الخليجي، ليتم من خلاله التعرف على الرأي العام في البحرين بشأن مسيرة مجلس التعاون الخليجي وتقييم الإنجازات التي تحققت والمستجدات في المنطقة، وما يتطلع له المواطنون في مملكة البحرين من اجتماع القمة الحالي.
أهداف البحث
1- التعرف على الرأي العام في البحرين بشأن مسيرة مجلس التعاون الخليجي.
2- تقييم الإنجازات التي تحققت والمستجدات في المنطقة.
3- التعرف على تطلعات المواطنين في البحرين إلى ما يرجونه من قرارات تتخذ في الاجتماع الحالي.
أسئلة البحث
هناك عدد من الأسئلة التي تخدم أهداف الدراسة وتدور جميعها حول التعرف على الرأي العام في البحرين بشأن مسيرة مجلس التعاون الخليجي وتقييم الإنجازات التي تحققت والمستجدات التي قد تطرأ في المستقبل وهي كالآتي:
1- هل تعتقد أن ما تم إنجازه خلال مسيرة مجلس التعاون قد حقق طموح وتطلعات شعوبه؟
2- هل تعتقد أن هناك سرعة في تطبيق القرارات المنبثقة عن اجتماعات قمم المجلس؟
3- هل تعتقد أن مجلس التعاون عزز الشعور بالمواطنة الخليجية؟
4- هل تعتقد أن مجلس التعاون ألغى الحواجز وحقق المساواة في الحقوق والواجبات بين مواطنيه؟
5- هل تؤيد انضمام اليمن إلى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي؟
6- هل تؤيد انضمام العراق إلى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي؟
7- ما أهم ما تطمح أن يحققه لك مجلس التعاون الخليجي (بصفتك مواطنا بحرينيا)؟
منهج البحث
يعد هذا البحث من البحوث الاستطلاعية التي تستهدف آراء المواطنين في البحرين بشأن مسيرة وإنجازات مجلس التعاون، إذ اعتمد الباحثون على منهج المسح للتعرف على الآراء إذ تم إعداد صحيفة استقصاء تحتوي على 7 أسئلة، تجيب على أسئلة البحث وتحقق الهدف النهائي من هذه الدراسة.
مجتمع البحث
اختار فريق العمل مجتمع البحث من المواطنين البحرينيين، إذ تم اختيار عينة عشوائية بسيطة عن طريق برنامج SPSS من خلال قاعدة المعلومات المتوافرة لدى المركز، وتم التوصل للأفراد بالاتصال بهم هاتفيا، إذ قام الباحثون الميدانيون بطرح الأسئلة والحصول على الإجابات، ومن ثم تم إدخال جميع البيانات في برنامج SPSS لتحليل النتائج وكتابة التقرير النهائي.
وكانت نسبة الردود على الإجابات 100 في المئة في الوقت المحدد لبدء عملية التفريغ والتي تستلزمها هذه النوعية من استطلاعات الرأي العام، وهي نسبة مرتفعة في مثل هذه النوعية من ناحية وطبيعة المجتمع كغيره من المجتمعات النامية. مع العلم أن 50 في المئة على الأقل بالنسبة إلى الردود تعتبر نسبة كافية من العائد من الاستمارات.
أداة جمع البيانات
تم إعداد استبيان لاستطلاع الرأي بمناسبة انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي في الكويت. وبدأ العمل لها قبيل انعقاد القمة ومر إعداد الاستبيان بالمراحل العلمية المتعارف عليها وتم عرضها على مجموعة من الخبراء العلميين، وقد روعي في صوغ الأسئلة أن تكون محددة وتم استبعاد الأسئلة العامة.
فريق العمل
- إبراهيم الرميحي.
- دانة الزياني.
كما تمت الاستعانة بمجموعة باحثين ميدانيين لإجراء الاتصالات بالعينة المستهدفة.
تفريغ البيانات
بعد الحصول على الإجابات تم إدخال البيانات في الحاسب الآلي في برنامج SPSS لتحليل النتائج، إذ تم حصر البدائل المختلفة لكل من الأسئلة المطروحة على المبحوثين وترتيبها وحصرها كميا والخروج بالنتائج والمؤشرات الخاصة بموضوع الدراسة.
نتائج الدراسة
سنعرض هنا نتائج ومؤشرات هذه الدراسة التي تجيب بشكل أساسي عن الأسئلة السابقة، وهي كما يأتي:
وصف عينة الدراسة
أ- توزيع عينة الدراسة طبقا للفئات العمرية، وتدل النتائج على أن أهم الفئات العمرية في هذه الدراسة تأتي بين 18 و40 سنة، وهي الفئة العمرية الشبابية وذلك بنسبة أكثر من 90 في المئة.
ب- توزيع عينة الدراسة طبقا للنوع
وتدل النتائج على أن الذكور يمثلون 51,7 في المئة من حجم العينة فيما نسبة الإناث كانت 48,3 في المئة وهذا يعطي مؤشرا إلى أن هناك شبه تعادل في النسبة بين الإناث والذكور في هذه الدراسة.
توزيع عينة الدراسة
طبقا للمؤهل الدراسي
إن أصحاب المؤهلات العليا من حملة شهادات البكالوريوس وما فوق كانوا يمثلون حوالي 60 في المئة من حجم العينة، تليها فئة من يحملون الشهادات الثانوية بنسبة 33,1 في المئة، أما أصحاب المؤهلات الأقل فكانت النسبة تمثل حوالي 9 في المئة من حجم العينة الكلي.
إنجازات مجلس
التعاون الخليجي خلال مسيرته
إن غالبية من تم استفتاؤهم من أفراد المجتمع البحريني غير راضين عن الإنجازات التي تحققت خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي، فقد أجاب 185 فردا وبنسبة أكثر من 50 في المئة أنه لا توجد هناك إنجازات ملموسة وإن وجدت فهي قليلة جدا مقارنة بمسيرة مجلس التعاون، أي أنها لم تحقق طموح وتطلعات شعوب وأبناء دول المجلس.
في حين ذكر 129 منهم وبنسبة 37 في المئة أن مجلس التعاون قد حقق إنجازات خلال مسيرته، بينما أفاد العدد الباقي (36 فردا) وبنسبة 15 في المئة بإجابة لا أدري.
السرعة في تطبيق القرارات المنبثقة عن اجتماعات المجلس
رأي المواطنين البحرينيين فيما يتعلق بسرعة تطبيق القرارات المنبثقة عن اجتماعات المجلس، فقد أفاد غالبية المبحوثين (235 فردا) وبنسبة 67,1 في المئة بأن هناك بطئا في تطبيق القرارات بينما ذكر 80 فردا وبنسبة حوالي 23 في المئة أن هناك سرعة في تطبيق القرارات في حين أشار 35 فردا وبنسبة 10 في المئة إلى لا أدري.
مجلس التعاون عزز
الشعور بالمواطنة الخليجية
القراءة السريعة لمفردات وبدائل الشكل رقم (6) تشير إلى أن غالبية من تم استفتاؤهم وبنسبة 66,3 في المئة يعتقدون أن مجلس التعاون الخليجي قد عزز شعورهم كمواطنين خليجيين، في حين كان 97 فردا وبنسبة 27,7 في المئة من مجتمع البحث يعتقدون أن مجلس التعاون لم يعزز شعورهم كمواطنين خليجيين واكتفى 6 في المئة بإجابة لا أدري.
المساواة في الحقوق والواجبات
بين المواطنين الخليجيين
وفي سؤال للرأي العام في البحرين عن اعتقادهم بشأن تحقيق مجلس التعاون المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين الخليجيين، تشير النتائج في الشكل رقم (7) إلى أن 187 فردا من مجتمع البحث وبنسبة 53,4 في المئة لا يعتقدون ذلك، فيما ذكر 132 فردا وبنسبة 37,7 في المئة أن مجلس التعاون قد حقق المساواة في الحقوق والواجبات، بينما أشار 31 فردا فقط إلى إجابة بلا أدري.
ونستعرض الآن آراء المبحوثين عن بعض المستجدات التي قد تطرأ في المستقبل فيما يتعلق بانضمام أعضاء جدد في منظومة مجلس التعاون. ففي سؤالين منفصلين للرأي العام عن هل تؤيد انضمام كل من اليمن والعراق إلى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي؟ تشير النتائج في الشكل رقم (8) إلى أن غالبية أفراد العينة لا يؤيدون انضمام اليمن إلى دول المجلس إذ أفاد تقريبا 61 في المئة منهم ذلك، في حين أيد حوالي 35 في المئة انضمامها، أما النسبة الباقية وتمثل تقريبا 4,3 في المئة فأجابت بلا أدري.
أما بالنسبة إلى انضمام العراق فقد كانت غالبية الآراء تؤيد انضمام العراق، إذ أشار 179 فردا وبنسبة 51,1 في المئة إلى ذلك في حين ذكر 149 فردا وبنسبة 42,6 في المئة عدم تأييدهم لانضمام العراق، وأجاب 22 من أفراد العينة بلا أدري. وذلك كما يوضحها الشكل رقم (9).
وفي سؤال أخير للرأي العام في البحرين عن أهم ما يطمح أن يحققه لهم مجلس التعاون، أبدى المبحوثون رغبات وطموحات كثيرة. أهم هذه الطموحات يوضحها الشكل رقم (10) فبإلقاء نظرة متفحصة على ما جاء في هذه النتائج يتبين لنا أن توحيد العملة الخليجية كان من أهم ما يطمح له المجتمع البحريني، إذ أفاد 25,5 في المئة من أفراد العينة بذلك، ويأتي تحقيق الوحدة الشاملة بجوانبها المختلفة والمساواة بين أبناء دول المجلس في المرتبة الثانية من الطموحات التي ذكرها المبحوثون إذ كانت النسبة 23,8 في المئة من الآراء.
الأمن والاستقرار
في حين طالب 17,8 في المئة من المبحوثين برفع وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين البحرينيين بمقارنتهم بالمواطنين الخليجيين، و10,8 في المئة يطمحون إلى تسهيل إجراءات السفر والتنقل للمواطنين بين دول المجلس.
في حين كانت النسبة تقريبا متساوية من حيث طموح المواطنين في توفير فرص العمل وإصدار الجواز الخليجي الموحد، فقد حصل كل جانب على 6,7 في المئة من آراء أفراد العينة. تحرير فلسطين جاء في المرتبة السادسة من حيث الأهمية بنسبة 5 في المئة، وجاء في المرتبة الأخيرة وبنسبة 4 في المئة توفير الأمن والاستقرار في ربوع الخليج العربي. ويذكر أن هناك 9 أفراد فقط من حجم العينة لم تذكر أي طموح تتطلع إلى أن يحققه لها المجلس خلال مسيرته المقبلة.
من مركز البحرين للدراسات والبحوث
العدد 473 - الإثنين 22 ديسمبر 2003م الموافق 27 شوال 1424هـ