عندما نطق القاضي الحكم بإعدام علي عمروسين بن نور حاسيم المتهم الرئيسي في تفجيرات بالي التي أسفرت عن مقتل 202 شخص في العام الماضي بإندونيسيا التفت إلى الناس رافعا قبضته وهو يضحك في فرح غامر قائلا «الله أكبر» وكأنه نال ما كان يطمح إليه.
هذا هو الإيمان بقضية ما بطريقة صوفية يفقد الإنسان كل توازنه ولا يبقى في جسده سوى حب الله. وإذ اعتبر الشهادة والموت هو إحدى آليات حبه ساعتها يصعب على كل عقوبات العالم ردعه، وليس هناك بحسب كل القوانين الوضعية أبعد عن عقوبة الإعدام، هذه العقوبة التي يعتبر هؤلاء منتهى الأمنية وأقصى ما يرجونه... إذن ما هو الحل لإيقاف تمادي هؤلاء في القيام بهذه الأعمال؟
إن الأميركان هم وراء هذ العنف، فقد قال بريجنسكي مرة: لماذا لا تحون المارد النائم لمواجهة الشيوعيين في أفغانستان؟ فلما سألوه من هو هذا المارد النائم؟ أجاب: إنهم الإسلاميون، فما كان من الولايات المتحدة إلا أن استحسنت هذه الفكرة فدفعت الدول العربية والإسلامية إلى تشجيع هؤلاء لمحاربة الالحاد الشيوعي، ولما تفرغوا من القضاء على المارد الآخر وهم الشيوعيون في الاتحاد السوفياتي السابق لم يستطيعوا إعادة المارد الجديد إلى قمقمه. ويبدو أن الشعب الأميركي لن يذوق طعم النوم مادامت الشعوب العربيةومنها الفلسطيني يئن كل يوم تحت طغيان شارون المدعوم من الإدارة الأميركية... ومادامت حقوق الإنسان المسلم منتهكة في الجولان وفي كشمير وغيرهما فإنه لن ينام، والحل بيد الولايات المتحدة والغرب
العدد 472 - الأحد 21 ديسمبر 2003م الموافق 26 شوال 1424هـ