بدأ الجنرال الاميركي المتقاعد ويسلي كلارك الأسبوع الماضي يومين من الشهادة ضد الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش أمام محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي، في أول جلسة تعقدها منذ قصف طائرات حلف الناتو لصربيا العام 1999.

ولم توجه الشهادة مباشرة لأسباب أمنية، وقالت مصادر مطلعة ان شهادة الجنرال كلارك ضد ميلوسوفيتش الذي يواجه تهما بارتكاب 66 جريمة حرب في كرواتيا والبوسنة وكوسوفو، كانت تقوم على كتابه «مكافأة الأعمال الحربية الحديثة». وهو يصف بالتفصيل حملة الناتو التي دامت 78 يوما، والتي قادها الجنرال كلارك ضد صربيا العام 1999. وانهت الحملة سياسة القمع التي مارسها ميلوسوفيتش والتطهير العرقي ضد الألبان في اقليم كوسوفو. والجنرال كلارك المرشح الديمقراطي الآن من أجل الرئاسة، تحدث مع الرئيس (الصربي) السابق لأكثر من 100 ساعة في الماضي. وبعض هذه المحادثات سبقت حملة الناتو مباشرة، ولكن الرجلين سبق أن التقيا أيضا في منتصف التسعينات، إذ كان يعمل كلارك مديرا للخطط والسياسة في تلك الحقبة، عندما كانت الولايات المتحدة تحاول ان تفاوض من أجل انهاء حرب البوسنة، بهدف التأثير على صرب البوسنة من خلال ميلوسوفيتش.

والتقى كلارك ميلوسوفيتش في متنصف التسعينات مع الجنرال الصربي البوسني راتكو ميلاديتش المتهم أمام محكمة جرائم الحرب الدولية بقتل 7 آلاف مسلم في صربرنيتشا في يوليو/ تموز 1995، وعندما التقى الرجلان قدّم ميلاديتش هدية للجنرال كلارك حينها! وكانت هذه الهدية مسدسا يدويا. وبرر كلارك لاحقا ما حدث انه لم يكن يعرف ان ميلاديتش سيتحول إلى مجرم حرب، إذ كان لقاؤهما قبل حوادث صربرنيتشا.

ينشر المقال بالاتفاق مع صحيفة «الاندبندنت» البريطانية