دخلت بحسن نيّة كالعادة إلى غرفة التلفزيون ولم أكن أعرف أن جمعية ميثاق العمل الوطني قررت تحويلها إلى قاعة اجتماعات وقاعة طعام وقاعة للمشاورات الحساسة على غرار الطحين الذي يباع في البرادات لجميع الاستعمالات. وهم على حق لأنها أول جمعية يكون مبناها على شكل «هرم خوفو» وأنا شخصيا «متعقد» من كل مبنى مرتفع بعد حوادث 11 سبتمبر/أيلول 2001م خوفا من أن تعتقد جماعة بن لادن خطأ أنه إحدى عمارات نيويورك أو واشنطن فيعملون عمايلهم ونكون نحن الضحية. وما ان دخلت من دون معرفتي بأن هناك اجتماعا فوق العادة لأعضاء مجلس الشورى العظام المنتمين الى الجمعية لأن الباب كان مشرعا حتى سلمت ولكن لم أجد من يجيبني غير أني سمعت أصواتا ارتفعت (اجتماع... اجتماع) ساعتها أدركت أنني وقعت في غلطة تاريخية لا توازيها إلا الغلطة التاريخية لخلافات القيادة الفلسطينية في هذه الظروف الحرجة. فتراجعت واعتذرت في صمت وأنا خجل من هذا العمل الفاحش الذي قمت به. المهم أنني لمحت بين الجلوس فتاة شقراء فسألت أهم شخصيات الجمعية كلها وأكثرهم إخلاصا وعطاء وهو السيد (مقبول) الذي كان يوزع الشاي، من تلك الفتاة الشقراء؟ فهل هي أيضا من أعضاء مجلس الشورى؟ فقال نعم إنها السيدة الفاضلة (ألس سمعان) فعدت بذاكرتي لصوتها الإذاعي الشجي وهي تقدم برامج في إذاعة البحرين عندما كنت طفلا في المرحلة الابتدائية، ثم أغلقوا الباب وصرت اسمع أصواتا عالية وحوارات ساخنة تدل على خطورة المناقشات وأهميتها. ولا أعتقد أنه سَيَخِيبُ ظني فإن هذه الأصوات العالية وهذه السرية المحاطة بالاجتماع يعني أنهم كانوا يريدون التدخل لوضع حد للمجازر الإسرائيلية والخلافات الفلسطينية. إن من حقي أن أبشر الشعب الفلسطيني بالصحوة الجديدة لأعضاء مجلس الشورى المنتمين الى الجمعية بأن الفرج قريب بحول الله وقوته
العدد 471 - السبت 20 ديسمبر 2003م الموافق 25 شوال 1424هـ