يفيد تقرير مؤسسة ستاندرد أند بوز أن البحرين تحصل على إيرادات 233,000 برميل يوميا مع توقع زيادة ذلك إلى 390 ألفا في منتصف العام 2004. ويمكن الاعتماد على هذه الإحصاءات نظرا لأن الحكومة لم تنف ما جاء في التقرير. وكانت المؤسسة قد اعتمدت هذه الأرقام لمنح البحرين تقييما عاليا نسبيا والمتمثل في A - لاستصدار السندات بالعملات الأجنبية مع نظرة مستقبلية إيجابية. ويعد هذا تطورا عن العام 2002 عندما حصلت البحرين على نظرة مستقبلية ثابتة.

ويفترض التقرير أن البحرين تحصل حاليا على كامل إنتاج حقل أبوسعفة والذي يقدر بـ 143,000 برميل يوميا إضافة إلى منحة أخرى من السعودية تبلغ 53,000 برميل يوميا زائدا إنتاج حقل البحرين المقدر بـ 37,000 برميل يوميا. أي أن المجموع الكلي يبلغ 233,000 برميل يوميا.

حديثا أفصحت وزارة النفط مشكورة عن أرقام الإنتاج النفطي للتسعة الشهور الأولى من العام 2003. فحسب الوزارة بلغ إنتاج حقل البحرين 37,609 إضافة إلى 151,827 لحقل أبوسعفة. أي أن الأرقام الرسمية أفضل من الإحصاءات التي كشفت عنها مؤسسة ستاندرد أند بوز بخصوص الحقلين.

ويرى تقرير ستاندرد أند بوز أن البحرين ستحصل على كامل إنتاج حقل أبوسعفة بعد توسعته إلى 300,000 برميل يوميا في منتصف العام 2004 والمعروف أن الحقل مملوك بالمناصفة بين البحرين والسعودية. وكانت الحكومة السعودية قد تنازلت عن حقها في الحقل لصالح البحرين في العام 1996 لفترة غير محددة. وكانت الجهات الرسمية في الرياض والمنامة قد كشفت عن خطط زيادة إنتاج حقل أبوسعفة من دون تحديد بعض التفاصيل المهمة مثل الفترة الزمنية والكلفة لكل جانب والتوزيع بعد التوسعة.

بحسب الموازنة التقديرية للعام 2003 فإن دخل النفط يقف في حدود 419 مليون دينار أي 53 في المئة من مجموع الإيرادات المقدرة بـ 797 مليون دينار. ويساهم إنتاج حقل أبوسعفة بأكثر من 94 في المئة أو 396 مليون دينار من الدخل الكلي للنفط. ويرى تقرير ستاندرد أند بوز أن دخل النفط سيمثل أكثر من 70 في المئة من مجموع إيرادات الموازنة في السنوات القليلة المقبلة بعد زيادة إنتاج حقل أبوسعفة مفترضا أن البحرين ستحصل على كامل الإنتاج بعدالتوسعة.

يبدو لي أن تقرير ستاندرد أند بوز غير دقيق ومتفائل جدا بخصوص الانتهاء من توسعة حقل أبوسعفة في منتصف العام 2004 مع العلم أن المصادر الدولية لم تعلن عن إرساء مناقصات التوسعة. أيضا يستبعد أن توافق السعودية على منح البحرين كامل إنتاج الحقل خصوصا وأنها ستشارك في كلف التوسعة. على كل حال المطلوب من وزارة المالية توضيح بعد الأمور فيما يخص القطاع النفطي. على سبيل المثال ما حقيقة القول إن السعودية تمنح البحرين 53,000 برميل يوميا؟ أيضا على الوزارة كشف أية تفاصيل لديها بشأن برنامج توسعة حقل أبوسعفة مثل الكلفة والتوزيع بين البلدين. حقيقة لا مناص من الشفافية الكاملة حتى تتسنى للمراقبين الاقتصاديين متابعة التطورات وتقييم الأداء الحكومي.

أرجو من الأخوة في البرلمان القيام باستقراء موازنة العام 2004 مرة أخرى على خلفية أن الجهات الرسمية لم توفر لهم المعلومات كاملة عند المناقشة. وكان الأخوة في البرلمان قد وافقوا على الموازنة بسرعة من دون تمحيص في بداية العام الجاري. المسألة جوهرية لأن دخل النفط يشكل أكثر من نصف إيرادات الموازنة ولأن الحكومة تعتمد على العائدات النفطية في مصاريفها ومشروعاتها المستقبلية