قرأ مرزوق خبرا عن النوح الذي صدر من بعض الجهات على صدام حسين واستغرب كيف ان البعض يشعر بالحزن على مصير طاغية مثل صدام حسين، فتحدث الى احد أصحابه...
مرزوق: هل قرأت وسمعت عن الذين بكوا على صدام واصدروا بيانات، وبعضهم فارق الحياة بكاء على صدام؟
صديق مرزوق: لم أقرأ شيئا من هذا ولم أسمع عن اناس انتحبوا حتى الموت، فمن يحزن على ظالم مثل صدام؟
مرزوق: المشكلة ان الذين بكوا يقولون انه مظلوم!
صديق مرزوق: مظلوم...؟
مرزوق: بحسب بعضهم، فان صدام مظلوم اذ لم يعط فرصة لحكم العراق او لحكم الكويت حتى تستطيع الحكم عليه.
صديق مرزوق: لم يعط فرصة...؟ أهؤلاء من الحمقى أم من بني البشر؟
مرزوق: إنهم من بني البشر، وهم يقولون ان صدام من بني البشر، وكأن على البشر ان يسمحوا له بأن يبشر بمبادئه التقدمية التحررية الوحدوية الاشتراكية العروبية البعثية الانبعاثية لفترة الثلاثين سنة الاولى من حكمه، واذا صعد البشر الى مستوى صدام (ابن البشر)، نعطيه فرصة ثلاثين سنة اخرى لكي ينفذ افكاره، وبعد ذلك بثلاثين سنة (المجموع تسعون سنة) نستطيع ان نحكم على صدام...
صديق مرزوق: كم عمر الذين يقولون هذا الكلام؟
مرزوق: اعمار مختلفة، ولكن كثيرا منهم فوق الخمسين سنة.
صديق مرزوق: وكم سنة عاشوا في ظل صدام؟
مرزوق: ولا سنة واحدة... لكنهم يسمعون ما يقول ويطبلون له منذ اكثر من ثلاثين سنة...
صديق مرزوق: ألم يكفهم تطبيل ثلاثين سنة ليفهموا شيئا عن صدام؟
مرزوق: انهم يقولون ان تطبيلهم لم يسمعه احد، لأن عويل النساء الباكيات على فقدان ابنائهن حجب صوت تطبيلهم عن الناس...
صديق مرزوق: وماذا يقترحون؟
مرزوق: الآن لا يقترحون شيئا، وانما يبكون ولهم عويل كعويل النساء اللاتي فقدن ابناءهن على يدي بطل القادسية القعقاع صدام حسين.
صديق مرزوق: لماذا لا نقترح عليهم أن يذهبوا الى بغداد للدفاع عنه هناك، على الاقل فإن المحتلين الاميركان لن يقتلوهم كما كان يقتل بطلهم ابناء الناس...
مرزوق: انهم يفكرون في ذلك ولكنهم خائفون من النساء اللاتي قطع قلوبهن صدام، واللاتي سينقضضن عليهم ويلحقوهم بسيدهم صدام حسين
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 469 - الخميس 18 ديسمبر 2003م الموافق 23 شوال 1424هـ