تراجعت الأجهزة الأمنية الأميركية عن التركيز على سفير العراق السابق في تركيا فاروق حجازي المعتقل حاليا في مطار بغداد مع عدد من المسئولين العراقيين السابقين، ونقلت الاتهام إلى ضابط المخابرات الذي كان يعمل في صيغة قنصل دبلوماسي في السفارة العراقية في براغ قبل سنتين، وهو أحمد خليل إبراهيم سمير العاني، الذي هو الآخر معتقل لدى القوات الأميركية في بغداد.
وكان الاتهام الذي وجه إلى حجازي - الذي أشرف في وقت سابق على الملف السعودي ومن ثم الملف الكويتي في المخابرات العراقية قبل أن يرسل سفيرا إلى العراق لدى أنقرة - أنه التقى في ابريل/ نيسان العام 2001 محمد عطا منفذ عملية ضرب مركز التجارة العالمي وذلك في مطار براغ الدولي بعد وصول الأخير إلى العاصمة التشيكية قادما من ألمانيا.
وفي أعقاب حوادث 11 سبتمبر/ أيلول مباشرة أعلن وزير الخارجية التشيكي آنذاك أن أجهزة الأمن في براغ التقطت عبر الكاميرات المنصوبة في مطار براغ صورة لمحمد عطا وفاروق حجازي، لكن المصادر الأمنية الأميركية ترددت في إثبات هذه الصورة في بداية الأمر، إلا أنها وبعد فترة قصيرة بدأت تتحدث عنها وكأنها حقيقة لا يصلها الشك، وحاولت بعض وسائل الإعلام الأميركية والتشيكية الحصول على هذه الصورة لنشرها، وفعلا نشرت صورة لشخصين مشوهين لا تبرز ملامحهما الواضحة على الاطلاق، مدعية أن هذين الشخصين هما فاروق حجازي ومحمد عطا.
بيد أن الحجة لم تصمد طويلا، وخصوصا بعد أن عجزت أجهزة المخابرات الأميركية عن الحصول على أدلة مقنعة، حتى تم اعتقال حجازي والعاني، والآن وبعد التحقيقات معهما، كشف مسئولون أميركان أن الذي التقى محمد عطا ليس فاروق حجازي وإنما أحمد خليل إبراهيم سمير العاني، الدبلوماسي في السفارة العراقية في براغ آنذاك، ولكن العاني ينفي نفيا قاطعا حدوث ذلك، ويصر على أنه لم يلتقِ أو يرى محمد عطا أبدا، وأن افتراض أنه اجتمع به قبل خمسة أشهر من هجوم 11 سبتمبر في براغ هو محض ادعاء فقط. ولكن المحققين الأميركان يؤكدون أن الذي التقى محمد عطا هو ذاته أحمد العاني، وربما أدلى بها فاروق حجازي بهذه الاعترافات إبعادا للتهمة الموجهة إليه ولإنقاذ نفسه
العدد 468 - الأربعاء 17 ديسمبر 2003م الموافق 22 شوال 1424هـ