عقد وفد مجلس الحكم العراقي مباحثات مكثفة مع رئيس الجمهورية الفرنسية جاك شيراك ووزير الخارجية دومينيك دو فيلبان وصفت بالايجابية والبناءة. والتقى الوفد - الذي ترأسه رئيس مجلس الحكم الانتقالي عبدالعزيز الحكيم وشارك فيه زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني ووزير الخارجية هوشيار زيباري وعضو مجلس الحكم وزعيم الحركة الديمقراطية الاشورية يونادين يوسف كنا، وعدد كبير من المسئولين العراقيين - جمعية ارباب العمل الفرنسيين وعددا من الفعاليات الفرنسية الاقتصادية والسياسية.
وفي لقاء خاص بـ «الوسط» وصف رئيس مجلس الحكم الانتقالي عبدالعزيز الحكيم المباحثات بالايجابية، وانها حققت اهدافها. واعرب الحكيم عن اعتقاده بأن السلطات الفرنسية ستشطب بعض الديون المترتبة على العراق في اطار «نادي باريس».
وقال الحكيم ان الرئيس شيراك تفاعل كثيرا كثيرا مع العراقيين وجدد موقف فرنسا الداعم للشعب العراقي. واوضح ان اللقاء حدد مجموعة من آليات العمل المشترك لكي يكون لفرنسا وجود اقوى في العراق وفاعلية اكثر في دعم الموقف العراقي في المستقل.
هل ستقدم فرنسا على إلغاء الديون العراقية بالكامل، ام جدولتها؟
- اعتقد ان الديون العراقية ستلغى باعتبار انها قروض متعلقة بنادي باريس وهو يحتوى على مجموعة من الضوابط. القوانين تفترض وجود دولة مستقلة وسلطة عراقية. حينئذ يمكن ان يتباحثوا معنا ويخفضوا جزءا من الديون. ولكن وبشكل أولي اعطونا وعدا مؤكدا انهم سيتفاعلون بشكل ايجابي مع هذا الموضوع.
ألقي القبض على صدام حسين وغطت وسائل الاعلام الخبر ولكن هذا لا يعني ان جوهر المشكلة قد حل. فهل تعتقد ان هذه العملية ستغير من مجريات الامور وتؤدي الى الاسراع بنقل السلطة الى العراقيين؟
- هذا لا علاقة له بالقاء القبض على صدام حسين. ستنتقل السلطة الى العراقيين ان شاء الله وستكون هناك انتخابات عامة. المهم ان صدام كما هو معروف هو مجرم القصر. وبالنسبة الى الشعب العراقي هو بمثابة الشبح. ولذك عبر العراقيون عن فرحتهم بالقاء القبض عليه. كان الكثير يعول على عودته واعتقد ان صدام حسين يقود ما يسمى بالمقاومة وهي العمليات الارهابية. وبالتالي يعتبر القاء القبض عليه ضربة للارهابيين وللارهاب في العراق.
يقول بعض المراقبين ان ايران لها علاقة بتسريب المعلومات عن مكان وجود صدام حسين...
- لم اسمع بهذا الموضوع. ما سمعته ان بعض اقرانه واصحابه والمقربين منه هم الذين ادلوا بهذه المعلومات.
هل رأيت الرئيس العراقي السابق وتحدثت معه؟
- أنا شخصيا لم اره ولكن مجموعة من اعضاء مجلس الحكم التقوه ولاحظوا انه لا يعترف بجرائمه ويصر على ما ارتكبه من دون ندم.
حال صدام ومسلكه كما شاهدناها على شاشات التلفزة دفعت الى السؤال عما اذا كان مخدرا حين القاء القبض عليه. كما سألت بعض الاوساط عما اذا كان هناك من تسوية بينه والادارة الاميركية ...
- هذا غير محتمل. العملية ظاهرة ومعروفة وهو اقر بها. ولم يكن هناك أي تخدير. انما صدام كما هو معروف عند المقربين منه رجل جبان. استعد للتخلي عن بغداد بعد الاعتداءات ولم يدافع حتى عن نفسه. سلم نفسه تسليم الذليل ووافق على الاسر بعد قتله هذا العدد الهائل من العراقيين. وظهوره بهذه الحال المذلة ما هو الا دليل على الجبن فهو لا يملك الشجاعة او الكرامة ولا الايمان بالقيم
العدد 467 - الثلثاء 16 ديسمبر 2003م الموافق 21 شوال 1424هـ