في وقت يواصل فيه الوفد المصري لقاءاته مع الفصائل الفلسطينية في غزة لبحث إمكان هدنة جديدة اعترف رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أفي ديختر بفشل الأمن الإسرائيلي في وقف الانتفاضة والعمليات الفلسطينية. وقال ديختر في كلمة ألقاها في مؤتمر أمني لحزب الليكود أمس في شمال تل ابيب انه يمكن القول بصدق إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فشلت فيما أسماه بالدفاع عن الإسرائيليين وحمايتهم خلال الانتفاضة الحالية وفي وقف العمليات الفلسطينية. وحذر المسئول الإسرائيلي من حال الهدوء النسبية التي تنذر بقرب العاصفة قائلا إن «الانتحاريين يعدون تهديدا استراتيجيا لإسرائيل».
الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات
عاد وسطاء مصريون إلى غزة لإجراء جولة جديدة من المحادثات مع الفصائل الفلسطينية أمس لكن «إسرائيل» رفضت طلب الفصائل بأن تضمن الالتزام بوقف إطلاق النار. وذلك عشية اعتراف أجهزتها الأمنية بالفشل «في الدفاع عن مواطنيها»، وتحدثت مصادر إسرائيلية عن نجاة اثنين من أعضاء الكنيست خلال قصف بالهاون لمستوطنة «نتساريم». واستبعد مسئول إسرائيلي أن تسمح قوات الاحتلال لعرفات حضور قداس عيد الميلاد في بيت لحم.
وأبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز مؤتمرا بشأن الأمن في مدينة هرتسليا الإسرائيلية «نحن لسنا مستعدين لان نكون طرفا في هدنة بين السلطة الفلسطينية والجماعات الإرهابية» وأضاف «نحن نطالب بوقف الإرهاب». وقال مصدر فلسطيني ان لوائين يرأسان وفدا مصريا لمحادثات غزة «سينقلان رسالة من واشنطن» للنشطاء. وابلغ القيادي البارز بحركة الجهاد محمد الهندي رويترز أن الفصائل لن تكون مستعدة لتغيير موقفها بشأن الهدنة ما لم يأت المصريون بضمانات جديدة. وأضاف الهندي ان موقف الفصائل يظل انه لا هدنة من دون مقابل وان الهدنة يجب ان يكون لها ثمن سياسي لصالح الشعب الفلسطيني وليس إجراءات شكلية على الأرض. وقالت الفصائل في القاهرة إنها ستكون مستعدة لوقف الهجمات على المدنيين ا«إسرائيليين داخل «إسرائيل» إذا التزمت الحكومة الإسرائيلية بالمثل. لكن ذلك لا يكفي «إسرائيل» لأنه لا يشمل المستوطنين اليهود والجنود في الضفة الغربية وقطاع غزة.
من جهة أخرى صرح وزير شئون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات بأن الاجتماع الذي عقد في ساعة متأخرة أمس الأول في مقر القنصلية الأميركية في القدس المحتلة ضم مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين يين وأميركيين وأوروبيين وممثلين عن الأمم المتحدة والبنك الدولي والدول المانحة مثل النرويج، بحث كيفية إعادة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية إلى طبيعتها وما كانت عليه قبل 29 سبتمبر/ أيلول العام 2000 ووضع خطة «خريطة الطريق» للسلام موضع التنفيذ. وقال عريقات في تصريح أمس انه تم الاتفاق خلال الاجتماع على عقد اجتماع آخر بعد احتفالات أعياد الميلاد. مشيرا إلى ان الجانب الفلسطيني طالب برفع الحصار الإسرائيلي عن الشعب والقيادة الفلسطينية ووقف بناء «الجدار الفاصل» وسياسة الاستيطان والاعتقالات والعدوان ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم. ونفى عريقات أن يكون قد تم خلال الاجتماع مناقشة الترتيب للقاء المرتقب لرئيسي الوزراء الفلسطيني والإسرائيلي. موضحا ان التحضير للقاء يتم في إطار آخر وان اجتماعا ثالثا سيعقد بين الجانبين للاتفاق على جدول أعمال لقاء قريع وشارون.
وفي سياق آخر قال الرئيس الفلسطيني للصحافيين في مقره المدمر في رام الله انه لم يفوت أبدا فرصة حضور هذه الاحتفالات إلى أن فرضت «إسرائيل» حصارا على مقر إقامته. وكان رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، آفي ديختر، قال إنه يمكن القول بصدق إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فشلت في الدفاع عن المواطنين في «إسرائيل» خلال الانتفاضة الحالية. وذكر خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هرتسليا أنه يمكن القول، وباستقامة، إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لم تزود مواطنيها بمنظومة الدفاع الملائمة لهم وأن إيران تشكل أكبر تهديد استراتيجي على «إسرائيل» وأن إيران تحاول تجنيد مواطنين عرب من سكان «إسرائيل» للقيام بعمليات ضد «إسرائيل». وتحدث عن الصراع وعاد ليكرر اتهاماته وتحريضه على السلطة ورئيسها عرفات بمساندة ما اسماه بـ«الإرهاب» ومحاولة تهريب الأسلحة وادعى أن أجهزة الأمن أحبطت أخيرا ثلاث عمليات فدائية داخل «إسرائيل».
وفي بكين قدمت الصين إلى المشاركين في المؤتمر الدولي بشأن القضية الفلسطينية أمس اقتراحا من ثلاث نقاط لتسوية تلك القضية المزمنة تتضمن اعتماد قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام كأسس ترتكز عليها مسيرة التسوية السياسية لقضية الشرق الأوسط والتزام المجتمع الدولي على نحو صارم بمبادئ الحياد والعدالة والموضوعية في جهود الوساطة دونما تحيز لأي من الطرفين وإفساح المجال كاملا أمام المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية لاستثمار قوتها ونفوذها وامكاناتها لصالح تحقيق التسوية المنشودة.
وميدانيا أدعى الجيش الإسرائيلي أمس انه اتخذ سلسلة من الإجراءات التخفيفية في الأراضي المحتلة في قطاع غزة والضفة الغربية من بينها إزالة حواجز وإصدار الآلاف من تصاريح العمل في «إسرائيل» إلى عمال فلسطينيين. وكشف جيش الاحتلال في بيان تفاصيل هذه الإجراءات ففي الضفة تقضي هذه الإجراءات بفتح جسر حلحول لاستئناف حركة السير بين البلدة التي تحمل الاسم نفسه، ومنح تصاريح لدخول «إسرائيل» إلى تجار ورجال أعمال وذكر أن هذه التصاريح لا تمنح إلى العمال الذين يقيمون في مدينتي نابلس وجنين. وبشأن قطاع غزة تحدث البيان عن السماح بخروج شاحنة تقل الحمضيات من هذه المنطقة إلى الجسرين على نهر الأردن بمواكبة وبعد تدقيق في حمولاتها بينما ابقي على التصاريح الممنوحة إلى أحد عشر ألف عامل وأربعة آلاف تاجر فلسطينيين. كما ذكرت مصادر عبرية أمس أن اثنين من أعضاء الكنيست نجيا من هجوم بقذائف الهاون استهدف مستوطنة «نتساريم» في وسط قطاع غزة وأن عضوي الكنيست يوري آريل وإيهود ياتوم كانا يقومان صباح أمس بزيارة للمستوطنة عندما بدأت قذائف الهاون تتساقط من حولهما.
وزعمت هذه المصادر أن عضوي الكنيست لم يصابا بأذى نتيجة سقوط القذائف وأن أكثر من أربعين قذيفة هاون سقطت على المستوطنات الصهيونية في غزة منذ يوم الجمعة الماضي.
وفي الخليل دمرت الجرافات مساحات واسعة من الأراضي التابعة لأهالي يطا جنوب الخليل، بهدف توسيع الشارع الاستيطاني رقم 60 على حسابها. كملا قالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة فلسطينيين من بلدة بيت كاحل غرب الخليل خلال عمليات دهم واقتحام لعدد من المنازل. وكانت قوة عسكرية إسرائيلية تضم أكثر من 50 جنديا معززين بالجيبات والمصفحات العسكرية داهمت البلدة ونفذت عمليات دهم وتفتيش واعتقلت الفلسطينيين الثلاثة وعرف منهم سالم حسن جبريل العصافرة ورأفت إبراهيم حسن العصافرة.
القاهرة، القدس المحتلة - وكالات
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان ان الجيش الإسرائيلي أجرى تجربة جديدة ناجحة لاعتراض صاروخ باليستي بصاروخ «حيتس» مضاد للصواريخ من انتاج إسرائيلي. وأكد البيان ان هدف التجربة هو اختبار قدرة الصاروخ على اعتراض صاروخ باليستي يطلق على الأراضي الإسرائيلية على ارتفاع عال. كما أعلنت مصادر أمنية إسرائيلية أن تجربة «حيتس» التي جرت للمرة الحادية عشرة تكللت بنجاح. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان التجربة الجديدة تضمنت فحص التحديثات الجديدة التي أدخلت على نظام إطلاق الصاروخ والتي تشمل إسقاط الصواريخ ذاتية الدفع على ارتفاع عال، مشيرة إلى نظام السلاح الخاص بصاروخ «حيتس» طور بالتعاون مع الولايات المتحدة. وتخطط «إسرائيل» لإدخال تحسينات على «حيتس» كي تتكيف مع مواجهة صواريخ من طراز «سكود- د»
العدد 467 - الثلثاء 16 ديسمبر 2003م الموافق 21 شوال 1424هـ