ذكرت قناة «الجزيرة» أمس أن مجلس الحكم العراقي شكل لجنة لتحقيق المصالحة الوطنية عقب اعتقال الرئيس المخلوع صدام حسين، كما قالت وكالة الأنباء الإيرانية إن المجلس سيصدر بيانا لاحقا في هذا الصدد. في حين انتقد مسئول في «المؤتمر الوطني» تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأردني مروان المعشر بشأن وضع السنة في العراق باعتبارهم «الطرف المظلوم في المعادلة» مؤكدا أنها «تصريحات غير مقبولة». وفي باريس قال رئيس مجلس الحكم السيد عبدالعزيز الحكيم لـ «الوسط» عقب اجتماعه مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك إن فرنسا ستخفض ديون العراق في «نادي باريس». ونفى وجود علاقة لإيران باعتقال صدام وقال «إن ما سمعه هو أن أقاربه سربوا معلومات. واستبعد الحكيم وجود صفقة بين صدام والإدارة الأميركية. وأوضح أن «صدام لم يخدر - كما أشاع البعض - ولكنه رجل معروف بجبنه».
من جانب آخر استبعدت المصادر العراقية أن يكون الرئيس السابق أول المتهمين الذين سيعرضون على المحكمة الجنائية، وقالت من المؤكد «ان محاكمة صدام ستأخذ وقتا لأنها تتطلب مراجعة كمية ضخمة من الإفادات والأدلة، لاسيما أن العراقيين جميعهم يريدونها عادلة وعلنية». وفي إطار تداعيات اعتقال الرئيس المخلوع قال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ نواف الأحمد الصباح أمس انه تم تكليف وزارة الخارجية باستدعاء السفير اليمني لدى الكويت بعد إدلائه بتصريحات انتقد فيها عددا من النواب. وجاءت هذه الخطوة بعد انتقادات لاذعة وجهها نواب كويتيون للرئيس اليمني علي عبدالله صالح متهمين صنعاء بدعم صدام.
عواصم - وكالات
شكل مجلس الحكم العراقي أمس لجنة لتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد في أعقاب اعتقال الرئيس المخلوع صدام حسين، موضحا أن الأخير سيخضع لمحاكمة عادلة. وفيما أكد رئيس المجلس عبدالعزيز الحكيم ان السنة العراقيين يؤيدون عملية إعادة الإعمار ذكر المبعوث الأميركي جميس بيكر ان فرنسا وأميركا متفقتان على التعاون في هذا المجال.
وأكد الناطق باسم مجلس الحكم انتفاض قنبر أمس ان صدام سيخضع لـ «محاكمة عادلة» ترمز إلى «العراق الجديد يحاسب القادة فيه على أعمالهم». وقال لتلفزيون (بي بي سي) إن «السياسيين والشعب العراقي يريدون أن تكون هذه المحاكمة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط».
من جهة أخرى، أوضح قنبر ان عناصر حزب البعث الحاكم سابقا لن يلاحقوا، وقال «يمكنهم الانضمام إلى العراق الجديد إلا إذا كانوا ارتكبوا جرائم. وفي هذه الحال، سيحاكمون ويدانون».
وقال رئيس وزراء كردستان برهم صالح في تصريح لإذاعة الهيئة انه من خلال محاكمة صدام «ينبغي أن يثبت العراق انه بات يقوم على العدالة وسيادة القانون»، وقال إن «الأسرة الدولية يجب أن تكون مشاركة»، غير انه أكد ان «المحكمة يجب أن يترأسها قضاة عراقيون في العراق».
وقال مصدر مقرب من المجلس في تصريح لمراسل «أرنا» في بغداد إن المجلس دعا خلال جلسة استثنائية أمس إلى عقد مصالحة وطنية. وبحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه فان المجلس سيصدر في وقت لاحق بيانا بهذا الخصوص. كما قال مراسل «الجزيرة» في العراق إن المجلس شكل لجنة باسم «لجنة تقصي الحقائق والمصالحة الوطنية» تهدف إلى طي صفحة الأحقاد التي تولدت بفعل حكم صدام.
وأعلن مسئول كبير في وزارة الخارجية الأميركية ان واشنطن لن تعترض في حال أصدرت المحكمة التي سيشكلها العراقيون حكما بالإعدام على الرئيس المخلوع شرط أن يكون ذلك في ختام محاكمة «عادلة».
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس ان بعض المسئولين العراقيين يرغبون في تشكيل محكمة تكون جاهزة لمحاكمة صدام في الربيع المقبل. وهذا التوقيت أسرع مما توقعه المسئولون الأميركيون كما قالت الصحيفة. وقال القاضي العراقي دارا نورالدين الذي شارك في وضع ميثاق محكمة جنائية جديدة لجرائم الحرب إن المحكمة لن تكون مستعدة لمحاكمة صدام قبل شهور وانها قد تسمح لقضاة من دول أخرى بالمشاركة.
وأوضح كولونيل أميركي ان رجلا كانت تطارده القوات الأميركية منذ اشهر قاد الاميركيين إلى مخبأ صدام. من جهته نقل تلفزيون الكويت عن مراسله في بغداد ان هناك أنباء غير مؤكدة عن استسلام الرجل الثاني في نظام البعث عزة إبراهيم الدوري إلى التحالف.
وزعمت الابنة الكبرى للرئيس المخلوع رغد أمس في تصريح لقناة «العربية» انها على قناعة بان والدها كان «مخدرا» عند اعتقاله. كما ذهبت الصحف الأردنية إلى ذات المنحي مؤكدة انه كان تحت تأثير «التخدير». وطالبت شقيقة صدام بمحاكمته أمام محكمة العدل في لاهاي. واغرب تصور كان من صحيفة تركية قالت إن صدام اعتقل في يوليو/ تموز الماضي.
وشهدت الساحة العراقية لليوم الثاني حركة احتجاج مؤيدة لصدام أسفرت عن مقتل خمسة في الفلوجة وشرطي في الموصل. وتوقع المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيدعلي خامنئي مصير صدام نفسه لبوش وشارون.
إلى ذلك قال بيكر بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس إن الحكومتين الفرنسية والأميركية تريدان التوصل إلى اتفاق لتخفيف أعباء الديون العراقية. وقال بيكر في اليوم الأول من جولة أوروبية لبحث اتفاق بشأن ديون العراق «الحكومتان الفرنسية والأميركية تريدان تخفيف أعباء الديون على العراق حتى ينعم الشعب العراقي بالحرية والرخاء». ومن جانبه أكد مكتب شيراك ذلك. واجتمع بيكر مع محافظ البنك المركزي العراقي ووزير المالية ومسئولين آخرين في مجلس الحكم العراقي في مقر السفير الأميركي في باريس. ولم يتسن الحصول على تفاصيل المحادثات.
وصرح الرئيس الحالي للمجلس عبدالعزيز الحكيم مساء الاثنين في باريس بأن المسلمين السنة من العراقيين الذي يشكلون أقلية في البلاد يدعمون عملية إعادة إعمار العراق.
في الإطار ذاته رأى نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف أمس ان احتمال استبعاد الدول التي لم تشارك في التحالف من عقود إعادة الإعمار وبينها روسيا «غير مقبول»، مذكرا بالعلاقات «القديمة والمتينة» بين بغداد وموسكو، وأضاف «هناك دائما وسيلة للدفاع عن مصالحنا».
ميدانيا، أعلنت ناطقة عسكرية أمس ان القوات الأميركية قتلت 11 مهاجما حاولوا نصب كمين لها في مدينة سامراء غرب بغداد، وقالت إن القوات الأميركية «أحبطت كمينا كبيرا» في المدينة مساء الاثنين. وأفاد بيان عسكري بأن «القوات الأميركية لم تتكبد خسائر»، موضحة ان سقوط 11 قتيلا من المهاجمين «أكده قائد ميداني». وأوضح البيان «إن السكان قاموا بنقل الجثث».
وبعد ظهر الاثنين أطلق رجلان كانا على دراجة نارية النار من سلاح آلي على دورية أميركية محتمين وراء مجموعة من التلاميذ كانوا يغادرون المدرسة قرب مسجد المدينة. وتعرضت الدورية لهجوم في الوقت نفسه من قبل مجموعة ثانية «كانت تختبئ في بستان مهمل». وأضاف البيان «في الوقت نفسه فجر المهاجمون عبوة ناسفة» قبل ان «يطلق عناصر من النظام السابق قذائف مضادة للدبابات (آر بي جي) وقذائف هاون».
وحصلت الدورية على دعم من الفيلق الخامس من الفرقة الثانية للمشاة «وتم القضاء على التهديد» بحسب البيان الذي يوحي بان المواجهات استمرت ساعات.
وأفاد جنود أميركيون بأن ثلاثة جنود أميركيين أصيبوا بجروح خطيرة أمس في انفجار لدى مرور آليتهم على طريق في تكريت. وذكر صحافي من وكالة فرانس برس ان احدهم أصيب في رأسه ونقل مع جندي آخر إلى قاعدة الفرقة الرابعة الاميركية للمشاة في تكريت على بعد 180 كيلومترا شمال بغداد. وكان الجندي الثالث يسير على قدميه وقد وضع ضمادات على يديه.
طهران، ستوكهولم - أ ف ب
طالب القضاء الإيراني بمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين على «الجرائم» التي ارتكبها بحق الجمهورية الإسلامية، واقترح أن تستضيف إيران المحكمة التي سيمثل أمامها.
ووجهت السلطة القضائية الإيرانية رسالة بهذا المعنى إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان جاء فيها «إن محاكمة صدام يجب أن تجرى من جانب من لهم الحق فيها حتى تداوي هذه المحاكمة جروحهم». وأضافت الرسالة ان «الذين استشهدوا يحتفظون بحق محاكمة صدام»، وتابعت ان «الرأي العام الإيراني يريد أن تجري محاكمة صدام أمام محكمة إيرانية».
وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية عبدالله رمضان زاده أعلن الاثنين ان طهران تعد لتقديم شكوى على صدام أمام المحاكم الدولية.
على صعيد متصل أعلن رئيس الوزراء السويدي غوران بيرسون في مقابلة نشرت أمس ان السويد على استعداد لاستقبال صدام ليمضي عقوبته فيها في حال إدانته بارتكاب جرائم حرب من قبل محكمة دولية.
وأوضح بيرسون في حديثه إلى صحيفة «سفينسكا» انه «أمر نظري الآن ولكن الجواب سيكون «نعم» إذا ما حكم عليه من قبل محكمة دولية... علينا التزامات كباقي الدول واذا كان بالامكان أن نستقبله فعلينا أن نفعل»
العدد 467 - الثلثاء 16 ديسمبر 2003م الموافق 21 شوال 1424هـ