أكدت مصادر كردية عليمة أن رئيس إقليم كردستان (أربيل) مسعود البارزاني استقبل قبل أيام وفدا يمثل رؤساء العشائر العربية والتركمانية وبعض الوجوه من الأكراد الفيلية الذين يقطنون مناطق كركوك وكفري وخانقين، واستمع إلى شكواهم عما يتعرضون له من انتهاكات يومية على يد رجال «البيشمركة» التابعة الى حكومة السليمانية.

وقالت المصادر إن البارزاني بدا متوترا من أساليب الاستحواذ على المزيد من المناطق التي كانت خاضعة قبل الاحتلال للإدارة المركزية في بغداد من قبل حكومة السليمانية.

وذكرت المصادر أن الوفد أخبر البارزاني أن أنصار جلال الطالباني أصبحوا يسيطرون على مدينة كركوك والنواحي والأقضية التابعة لها مثل كفري وخانقين، وهم يزحفون باتجاه طوزخرماتو، إذ تقوم ميليشيات الطالباني بترحيل العوائل العربية عنوة، وقد نصبت محافظا تابعا لحزب الطالباني في كركوك وعينت الكثير من أنصار الطالباني في رئاسة المؤسسات المختلفة.

وقالت المصادر إن السيطرة على المؤسسات الإدارية والخدمية اتخذت طابع «أكردة» كركوك والمناطق المحيطة بها، ضمن خطة محكمة تحظى بتأييد الإدارة الأميركية في العراق، وان أهل هذه المناطق من العرب والتركمان والفيلية لا يستطيعون مقاومة الزحف الكردي «الطالباني» عليهم لكي لا يتهموا بأنهم من أنصار النظام المخلوع.

وأضافت المصادر أن العمليات التي تجرى لإخلاء البيوت من العوائل العربية أو التركمانية تتم أمام أنظار القوات الأميركية، إذ تقوم الطائرات المروحية بمراقبة هذه الحوادث من السماء، وإذا ما تمت مقاومتها فإن احتمالات أن تقوم الطائرات الأميركية بقصف المواقع المنتفضة أمر وارد.

وذكرت المصادر أن حكومة السليمانية قامت قبل أيام بتعيين 560 معلما ومدرسا في مختلف مدارس كركوك، وأن هؤلاء المعلمين جلبوا من مناطق السليمانية، ولكن أهل كركوك ألحوا على الأميركان باختبار هؤلاء للتأكد من ممارستهم المهنة سابقا، واتضح بعد المقابلات التي أجريت معهم أن أعدادا كبيرة منهم لم يحصلوا على شهادة تخولهم ممارسة مهنة التعليم، الأمر الذي يعني أن الطالباني يحاول بأقصى ما يمكن من وقت إحكام السيطرة الكاملة على كركوك.

وأشارت المصادر إلى أن البارزاني قال للوفد إن حكومة السليمانية استغلتنا في خضم الظروف الحالية وتريد التوسع على حسابنا في المناطق الكردية، ونحن سوف لن نسمح بذلك أبدا، الأمر الذي فُسّر من قبل أعضاء الوفد بأن احتمالات التصادم بين الطرفين في المستقبل مازالت قائمة