أثبتت تجارب الأمم المتحدة أن الالتجاء إلى القوة ضعف وأن الحل هو الحوار. أولا وأخيرا. دخول اللعبة هو الحل. هذا ما نصحنا به كثير من القادة المخلصين ممن جلسنا معهم، ممن خبروا الساحات، وولدوا من رحم التجارب. كثيرا ما يوصون بالدخول في اللعبة السياسية، والعمل سلميا للحصول على المكاسب. ويبقى ما يقولونه اجتهادا سياسيا يجب أن نفكر فيه جليا. وهنا أسرد عدة أسماء لشخصيات لها دورها في العمل السياسي وكانت توصي كثيرا بألا نأكل الطُعم فنقع في إشكالية الخطأ:
1- الشيخ راشد الغنوشي.
2- السيدمحمد حسين فضل الله.
3- عضو مجلس الحكم في العراق الدكتور جعفري.
4- عضو لجنة صوغ الدستور العراقي السيدرضا الغريفي.
5- السيدهاني فحص.
6- السيدمحمد صادق الحسيني.
7- السيدة رباب الصدر.
8- محمد أبوالقاسم السوداني.
إضافة إلى أسماء لامعة لرؤساء وأمناء أحزاب سنذكرهم في الوقت المناسب كانوا يصرون على التعاطي بوعي ويركزون على عملية المطالبة بالحقوق من خلال التصحيح من الداخل مهما كانت العتمة.
نحن بحاجة إلى مراجعة مواقفنا السياسية بكل موضوعية، وبعلمية وبأسلوب معرفي وبكل جرأة وخصوصا مع تيقننا بمواقف داعمة لهذا الاتجاه من قبل شخصيات مخلصة علمائية وثقافية آثرت الصمت أو التلويح من بعيد مخافة الاتهام أو وضعها في مربعات التخوين وتضييع الحقوق.
مازلت أقول: لا مقدسات في الحوار وكل نظرية سياسية يجب نقاشها بعلمية وواقعية، سواء أكان الموقف سلبيا أم إيجابيا.
وليس لأحدٍ أن يحتكر حقيقة الموقف السياسي. وآن للتيار الداعي إلى العمل من الداخل أن يعبر عن نفسه للجمهور بطريقة علمية مخلصة بعيدة عن الاستفزاز. فالابتعاد عن موقف الحدث لم يزدنا إلا تنظيرات إنشائية.
هذه الساحة ملك للجميع وليس لأحد أن يحتكرها بنظرية سياسية خاصة به. لقد مر عامٌ ولم يرَ الجمهور أي برنامج عملي، ولم تحل مشكلاته بل ولم تذلل. وها هي الناس تضغط علينا صحافيا بتبني قضاياها، والدفاع عن همومها المعيشية وعن حلحلة مشكلاتها في حين غاب الدور الآخر.
يجب أن نستثمر كل المؤسسات للدفاع عن حقوق الناس وتوصيل صوتهم بل ويجب أن يضغط الجمهور على أعضاء البرلمان لأجل حل مشكلاته. ويجب أن نضغط على السلطة التنفيذية سلميا بحل مثل هذه المشكلات وأفضل أسلوب تطبيق قاعدة «ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم»، وهذه القاعدة لا تحل في تذليل ملفات الناس إلا بالصحافة والبرلمان وضغط المؤسسات المجتمعية. القضية لا تحتاج إلى محاضرات ثورية بل تحتاج إلى جمع معلومات مع توثيقها وتسليط الضوء عليها صحافيا مع تشكيل فريق عمل للمتابعة. أما غير ذلك فربما يقودنا إلى ما لا يحمد عقباه. لقد جربناها في الصحافة ونجحت فلماذا لا نجربها ميدانيا من دون أن نحتاج إلى أي موقف غاضب. فهذه هي سياسة عض الأصابع.
يجب علينا أن نستغل هامش الـ 10 في المئة كي نحصل على الباقي. ما أسعدني هو تفاعل جمهور غفير من الناس مع هذا الطرح «التصحيح من الداخل». وهذا تحول مهم في فهم الجمهور وأدائه. وهذا الطرح لا شك سيحول دون وقوعنا في أية مرحلة أخرى من مراحل كسر العظم شكليا دون نتائج ملموسة مع الأرض
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 466 - الإثنين 15 ديسمبر 2003م الموافق 20 شوال 1424هـ