العدد 464 - السبت 13 ديسمبر 2003م الموافق 18 شوال 1424هـ

عدالة

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

استنكرت بشدة خلال مجلس حضرته ما قيل لي بثقة أنه حديث نبوي شريف ونشبت معركة كلامية كادت تصل إلى ترك المجلس إلا أنهم هدأوني وقيل لي إسأل بعض مشايخ الدين لتعرف أننا على حق إذ إن الكلمة التي تحتج عليها وتثير غضبك لها معنى غير المعنى المتداول البشع والقبيح إذ ذُكر أن الحديث يقول: «رحم الله امرأة تقحّبت لزوجها» أي تزيّنت له وقامت بالإغراءات أمامه ولو كان تفسير العبارة صحيحا حسبما ذكر المجتهد الأكبر في علوم الدين والسياسة والصيدلة والاقتصاد وغيرها، فمعنى ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام سبق كل عصور علم النفس والفلسفة والدراسات الجمالية، لأن الأزواج لا يلجأون للزواج من أخرى إلا إذا وجدوا زوجاتهم باردات لا يعرفن الثقافة النفسية. فالمرأة الخليجية خصوصا تعتبر الزواج نهاية المطاف وأنه بعد ذلك أصبح الزوج معتقلا قانونيا ولا حق له في الالتفات إلى غيرها وبالتالي تصبح مطمئنة فتتساهل في واجباتها الزوجية كأن تلبس ملابس غير لافتة للنظر في المنزل وتظهر وكأنها أقرب إلى مهملة من امرأة يجب أن تتجدد كل يوم، وهذا ما يدفع الزوج إلى الزواج من أخرى أحيانا.

هذه الكلمة التي ذكرها المجتهد الأكبر توسع النقاش بشأنها، وكان أحد المثقفين البحرينيين الذين يتخذون من بريطانيا سكنهم الأساسي معنا قال: هل تعرفون إلى أي مدى بلغت عدالة الغرب؟ قلنا لا. فما هو الجديد الذي لديك، فأجاب: بما أن الشيء بالشيء يذكر فإن دولة مثل بريطانيا بها نقابة لأول مهنة في التاريخ وللمنضمات إليها كل الحقوق المشروعة التي لدى العمال والمهنيين من بينها حقوق التقاعد وحق التقاعد المبكر وحق التظاهر والضمانات الصحية وغيرها تماما مثل غيرها من الموظفين والعمال والمدرسين. ففي إنجلترا وحدها «كما قال» النقابة تضم 200 ألف واحدة منهن يتمتعن بكامل حقوقهن النقابية، قلت في نفسي كثير من الدول العربية مازالت تعارض السماح بنقابات للمواطنين الأسوياء في مختلف المهن بينما الغرب بلغ مرحلة يسمح بأن يكون لبائعات الهوى نقابة

العدد 464 - السبت 13 ديسمبر 2003م الموافق 18 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً