قبيل عيد الفطر، حدث اعتداء من قبل مراهقين على قواعد مسجد كان على وشك البدء في بنائه في منطقة مدينة زايد، وقبل أيام قلائل حدث أيضا اعتداء على مسجد آخر في منطقة عسكر، وربما وقعت بعض الحوادث الأخرى المتفرقة التي وصلت أم لم تصل الصحافة في السنوات الماضيات، ولكن الأمر هنا لا يتعلق بوقوع الحوادث، ولكن في نوعية هذه الحوادث، والخشية من تكرارها وعدم التصدي لها بالحنكة التي يمكن أن تحد من وقوعها.
ففي مجلة «صوت البحرين» الأدبية التي كانت تصدر في السنوات الأولى من عقد الخمسينات من القرن الماضي، وقعت حوادث مشابهة، ربما لم تطل - آنذاك - دور العبادة، ولكنها كانت تشي بحركة من قبل أناس موتورين أو مدفوعين بدوافع شتى لزعزعة الوئام الوطني، والإمعان في صبغ الحوادث بصبغة «نحن وأنتم»، وهي من أخطر الاسطوانات المشروخة وأكثرها قذارة عندما تستشري في المجتمع، فكان تصدي المجلة في تلك الفترة لهذه القضية بألا يتم «تضخيم» الوقائع، والإسهاب في تعاطيها لأن هذا من شأنه أن يرضي من أسمتهم بـ «أعداء الوطن»، ويوصلهم إلى مبتغاهم من نشر الفتنة.
بعد خمسين سنة، يبدو أن التعاطي الحذر سيبقى الآلية الأفضل للتعامل مع هذه الحوادث التي يبدو من صورتها أن بعضا من الناس ضاقت عليهم آفاق التسامح، وانغلقت أمامهم أبواب التعاطي، ووجدوا أن خير وسيلة لإيصال رسائلهم تكمن في التعدي على دور العبادة، وهي واحدة من الحميّات المهمة التي يدافع عنها الإنسان، وخصوصا في المناطق المحافظة.
سيظل من الواجب وطنيا أن يتم احتواء هذه الحوادث القليلة المتفرقة، والحزم الرسمي والأهلي على من يقوم بهذه الأفعال قبل أن تتعالى أصوات طبول الانتقام وتتسع دائرة «هذه بتلك»، وتصبح دور العبادة التي ظلت مقدسة مئات السنين نهبا لموتورين لا تغفر لهم سنهم الصغيرة، إذ هي انعكاس لتربية خاطئة
إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"العدد 463 - الجمعة 12 ديسمبر 2003م الموافق 17 شوال 1424هـ