العدد 463 - الجمعة 12 ديسمبر 2003م الموافق 17 شوال 1424هـ

احتواء الخلاف في وجهات النظر بين سورية والأردن

حسين دعسه comments [at] alwasatnews.com

أسهمت اتصالات رئيس الوزراء الاردني فيصل الفايز في منع لمحاولات اشعال الفتنة بين سورية والاردن وقد ركز الفايد في هاتفه الجريء مع رئيس الوزراء السوري على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية في الوقت الذي شهدت توترا عكس نفسه في تبادل الاتهامات على صفحات الصحف وشنت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية هجوما عنيفا على العاهل الاردني عبدالله الثاني.

ردت الصحافة السورية بشدة على تصريحات للعاهل الاردني دعا فيها الرئيس السوري الى ضبط الحدود مع العراق كما على مقال صحافي نشر في صحيفة «العرب اليوم» الاردنية انتقد تصريحات الاسد الى صحيفة اميركية عن العراق والمقاومة العراقية.

وردت صحيفة «البعث» السورية الحكومية هجوما على العاهل الاردني بسبب تصريحاته الاخيرة، مشيرة الى انه مكلف بهذه المهمة من الادارة الاميركية.

وتساءلت الصحيفة في مقال: هل أعلنت الإدارة الأميركية على لسان العاهل الأردني إطلاق المرحلة الثانية من خطة الهيمنة على «الشرق الأوسط» وهل للأمر علاقة مباشرة بتسريع نقل السلطة في العراق؟

واستغربت «البعث» انخراط الملك الأردني في حملة اتهامات وصفتها بالملفقة ضد سورية إضافة إلى إطلاق التصريحات التي تغذي النعرات الطائفية والمذهبية في العراق. واتهمت الصحيفة السياسة الأردنية الحالية بأنها تستند إلى رؤية أميركية ظلامية توزع اتهامات الأصولية والتعصب قدر الحاجة وحسب الطلب.

واعتبرت «البعث» أن تصريحات الملك الأردني، ربما أتت كرد على رفض سورية أن يكون الأردن منطقة ترانزيت للبضائع الإسرائيلية إلى أراضيها إضافة إلى رفضها التغزل الأردني المهين في استعدادات شارون لتنازلاته المؤلمة الموعودة.

واتهمت الصحيفة الأردن بأنه كان قاعدة خلفية للعدوان على العراق والتدخل في شئونه الداخلية. وتابعت الصحيفة هجومها قائلة: ألا يخجل أولئك الذي يجاهرون بأقصى درجات الحرص على حرية الشعب العراقي إبداء القلق إزاء احتمالات ما يسمونه فك ارتباط أميركي في العراق على رغم أنهم هم الذين يقومون بالوكالة بإعادة بناء الشرطة العراقي ويرشحون أنفسهم لإعادة بناء الجيش العراقي وذلك طبقا للقواعد المعروفة. ولفتت الصحيفة إلى أن التهجم على سورية لا ينطوي على أية قيمة سوى كونه انضماما إلى سيناريوهات أميركية جديدة، تقوم على بناء قوس دفاعي جديد في المنطقة يبدأ بالقواعد العسكرية الأميركية في شمال العراق مرورا بالصحراء الأردنية لينتهي في «إسرائيل» وغور الأردن .

واختتمت البعث مقالها الناري بالقول: «في متاهة البحث عن أدوار يواجه العرش الأردني دوما معضلة الاكتفاء بمكانة الرديف ويتم ركن العرش على الـهامش أما صافرة الانطلاق فهي دائما في فم شارون».

وكان الملك الأردني قال في مقابلة صحافية أجريت في واشنطن: «إن على الأسد أن يبذل المزيد من الجهود لإحلال الأمن على حدود بلاده مع العراق لتفادي تسلل مقاتلين مناهضين للأميركيين»، وأضاف قائلا: «إن حدود العراق مع الأردن هي الأكثر أمانا وإن إيران بذلت جهودا في هذا الإطار، لكن الحدود مع سورية ليست آمنة بالشكل الذي نريده جميعا كمجتمع دولي».

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش استقبل الاسبوع الماضي الملك عبدالله الثاني، الذي أكَد أنه بحث هذا الموضوع خلال اللقاء، وقال: «أعتقد أنه قيل له (الرئيس الأسد) بقوة في الأشهر الأخيرة أن عليه أن يكون أكثر يقظة».

وأضاف قائلا: «الآن؛ إن معرفة ما إذا كانت أوامر دمشق لم تصل إلى الناس ميدانيا ، هي من باب التكهن. لكنني أعتقد أننا كنا جميعا واضحين وصريحين في قولنا إن هذه الحدود يجب أن تكون آمنة في أسرع وقت ممكن».

وصرحت الناطقة باسم الحكومة الأردنية الوزيرة أسمى خضر لصحيفة «الحياة» اللبنانية بأن عماّن تتابع «الهجوم الذي تشنه بعض الصحف السورية ضد الأردن، وترى أنه يعبر عن وجهة نظر تلك الصحف، ولا يعكس حتى الآن موقفا رسميا سوريا، يمكن التعامل معه بالوسائل الدبلوماسية»، وأكدت أن «البلدين لم يدخلا في تجاذب سياسي من أي نوع، بل انهما متفقان على ترسيخ التعاون الاقتصادي بينهما، وتدشين سدّ الوحدة» على نهر اليرموك في شمال المملكة، وهو مشروع ثنائي كان مقررا أن يفتتحه الملك عبدالله والرئيس بشار الأسد نهاية الشهر الماضي، وأرجئت مراسم الافتتاح الى مطلع العام المقبل

العدد 463 - الجمعة 12 ديسمبر 2003م الموافق 17 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً