طالب عدد من الطلبة وأعضاء التجمعات الشبابية بضرورة الاسراع في تأسيس الاتحاد الطلابي البحريني من دون تدخل من قبل أية جهات حكومية أو سياسية حتى لا يفقد صفته الطلابية، في إشارة إلى ما تناولته الصحف المحلية بشأن تبني جمعية الحريات العامة ودعم الديمقراطية مهمة تشكيل الاتحاد الطلابي، وعدم دعوة جميع الجمعيات الشبابية للمشاركة في المشروع.
وذلك خلال ندوة «الواقع الطلابي في البحرين والكويت» التي نظمها منتدى العمل الشبابي في جمعية العمل الوطني الديمقراطي، وشارك فيها عضو الاتحاد الطلابي الوطني الكويتي ضياء الخرس.
وفي هذا الصدد قال رئيس لجنة مكافحة التمييز بجمعية الحريات العامة محمد الأنصاري «إن الجمعية قد لا تكون مختصة بالشأن الشبابي، ولكنها كانت متابعة لقضية الاتحاد الطلابي منذ بداياتها، ودخول التجمعات الشبابية في القضية كان أمرا لابد منه كونهم يمثلون شريحة واسعة من الطلبة، كما أن الأمر بطبيعة الحال لابد وأن يمرر على عدد من نواب البرلمان لكسبهم إلى جانب الاتحاد ولتهيئة الجو لاعلانه، كما حرصنا على تهيئة الجو إعلاميا»، مؤكدا «ان الأمر ليس سرقة أدوار وإنما لمرورنا بتجارب سابقة مثيلة، كما أن الجمعية تتبنى المشروع بالرؤى التي يصر عليها الطلبة، كما أننا لم نتدخل في أية نقطة تبنتها اللجنة التحضيرية للاتحاد التي تم دعوة جميع المعنيين والمهتمين بما فيهم جمعيات شبابية، إلا أن الدعوة لم تلبِ إلا من عدد محدود من الجمعيات».
وأكد عبدالله أحمد من جمعية الميثاق «إن المشاركة في الاجتماعات التأسيسية للاتحاد لم تكن رسمية، كما أن ما يدور في هذه الاجتماعات لن يتم إلا بعد طرحه على التجمعات بأكملها، ولن يتم اقراره إلا بموافقة الجميع، ولن تتزعمه أية جهة رسمية».
من جهته قال رئيس الاتحاد الوطني السابق فؤاد سيادي «إنه من الخطأ أن تعود إدارة الاتحاد للتعليم العالي، فهذا من شأنه ان يفقده استقلاليته كونه يعمل وفق نظام مؤسسة حكومية، كما أن كون التعليم العالي هو الذي يموله فإن هذا من شأنه السيطرة على توجيه الاتحاد في كيفية إدارة الأموال».
وأكد سيادي «ضرورة أن يتسم الاتحاد الطلابي بمن ينتمون إليه من دون تدخل من أية جهة لتوجيهه، إذ يجب أن يكون نابعا من إرادة طلابية بحتة، يتجمعون تجمعا مهنيا والادارة تنبع من إرادات طلابية»، مؤكدا «ضرورة عدم تصوير الاتحاد بأنه يخدم فئة معينة أو طائفة ما»، مشددا «أهمية عدم القفز على التاريخ وضرورة تدارس التجربة السابقة بدقة والاستفادة منها، إذ ان وجود توجيهات خارجية للطلبة في الاتحاد قد تفقده قوته».
واعتبر رئيس مركز البحرين الشبابي مطر إبراهيم «خطوة تبني جمعية الحريات تأسيس الاتحاد خطوة إيجابية تساهم في دعم تأسيس الاتحاد، فالاتحاد بانتظار جهودهم وجهود غيرهم، ومن الواجب افتراض حسن النية في الأمر، والاتحاد لن يؤسس في حال لم يكن هناك تفاعل بين أعضاء المجلس، كما أنه لا يمكن وضع تصور للاتحاد من دون الرجوع لمجلس الطلبة».
من جانبه أكد عضو الاتحاد الطلابي السابق عبدالله جناحي «ضرورة وضع تصور موحد لقيام الاتحاد، وتأكيد المبادىء الأساسية بعدم تسييس العمل الطلابي الذي بناء عليه يفترض القيام بعدة خطوات، اولها عدم تدخل الجمعيات الشبابية إلا الطلبة منهم، هذا لا يلغي الدور الذي من المفترض أن تناط به الجمعيات الحقوقية والسياسية والشبابية في دعم المشروع»، مؤكدا «ضرورة صوغ قانون للاتحاد من المهم أن تدعمه الجمعيات الحقوقية وتؤكد عليه، ثم يتم عرضه على المجلس الذي له الحق باقراره من عدمه، وعليه تترتب الخطوات الأخرى باشهار الاتحاد».
وفيما اعتبر رئيس منتدى العمل الشبابي محمد السواد «إن الدعوة لتأسيس الاتحاد يجب ألا تشمل جهات شبابية معينة من دون الأخرى، كون ذلك قد يؤثر على صدقية الاتحاد ويحوله لمجرد فقاعة لا تمت للواقع بصلة»، قال الأنصاري «إن جمعية الحريات لا تمارس الأسلوب المتسلط في فرض الآراء، ولم تكن هناك أية محاولات لتجاهل أي طرف معني، كما أننا لن ندخل في المشروع كذراع للحكومة، كما أننا بعيدون عن أي حس طائفي وسياسي». مضيفا «أن اجتماع اللجنة التحضيرية حاول استغلال عدة نقاط للضغط على الحكومة للخروج بالاتحاد، ولم نضع في اعتبارنا تناسي التجربة السابقة للاتحاد لما تحويه من عدة نقاط إيجابية للمشروع».
وأشار إلى «ان مضمون الندوة أبرز شبابا واعيا ودقيقا في انتقائه لتعبيراته ويرغب في المساهمة في تطوير مجتمعه وواقعه الطلابي، وان الحصيلة التاريخية والنضالات التي حدثت جاءت بثمار ناضج للمجتمع بتياراته كافة، لا يمكن التنازل عنها أو ركنها، وإنما يجب الاستفادة منها وابقاؤها محل تقدير الجميع، والمجتمع وهو مقبل على مشروعات كثيرة، يفرض على الراغبين من أفراد المجتمع أن يساهموا لبناء جيل خال من التراكمات السابقة»
العدد 463 - الجمعة 12 ديسمبر 2003م الموافق 17 شوال 1424هـ